الخبر وما وراء الخبر

تصعيد العدو إعلاميا مستمر.. فماذا عنا؟

22

ذمار نيوز || مقالات ||
[ 18 يونيو 2020مـ -26 شوال1441هـ ]

بقلم / هاشم أحمد شرف الدين

خاض العدو الحرب العسكرية لكنه بات مدركا أنها لن تقضي علينا وتكلفه الكثير.
فلجأ لتكتيك جديد هو الاكتفاء بما كسب من جغرافيا، والتصعيد من حين لآخر.

خاض العدو حربا اقتصادية لكنها لم تحقق له مبتغاه، بل أحدثت سخطا دوليا عليه.
فلجأ لتكتيك جديد هو التصعيد الاقتصادي من حين لآخر، كي لا يتفاقم السخط.

خاض العدو حربا إعلامية بتصعيد متواصل لم ينقطع ساعة واحدة حتى الآن، فهو تكتيك ثابت يحاول عبره إيهامنا – من حين لآخر – أن تركيزه منصب على الحرب العسكرية أو الاقتصادية، كي لا نلتفت لتصعيده الإعلامي المتواصل، ولا يحدث من قبلنا تصعيد مماثل.

إن العدو بات يدرك تماما أن الحرب الإعلامية لا تحقق النصر سريعا، لكنه مقتنع بأنها ستحقق له النصر وإن تأخر.
لذا فهو موطن نفسه لخوضها تضليلا وأكاذيب وتحريضا وإرجافا وشائعات لعدة سنوات.

فماذا عنا نحن؟
هل نحن مدركون لخطورة الحرب الإعلامية التي تشن علينا على المدى البعيد، والأثر التراكمي الذي تحدثه كل حملة في وعي المجتمع المؤيد والرافض؟
هل نواجه التصعيد الإعلامي للعدو بعمل يمكن أن نعده تصعيدا مقابلا؟
فها هو العسكري يدافع عن العرض ويحرر الأرض، فهل إعلامنا يدافع عن فكرنا ويحرر عقول المغرر بهم؟
وها هو العسكري يهاجم العدو في مواطن وجعه العسكرية والاقتصادية، فهل إعلامنا يهاجم مواطن فكره الشاذ وبؤر تعليبه للتكفير والتطبيع والفساد؟

قد تنتهي الحرب العسكرية وكذلك الاقتصادية، وقد نتمكن من تجاوز آثارهما سريعا، لكن الحرب الإعلامية لن تتوقف من جانب العدو، وحتى لو توقفت فلن يمكننا معالجة آثارها بسهولة، وقد لا نحصد مستقبلا سوى مجتمع زرعه إعلام العدو واهتم بسقايته ورعايته.

إن الحرب الإعلامية علينا بهذا المستوى من الخطورة وتستوجب منا رفع مستوى الفاعلية إلى أقصى درجة ممكنة، وأن نتحرك سريعا بجدية ومسؤولية، قبل فوات الأوان.