لماذا لا تعلن السعودية حجم إنفاقها في قتل الشعب اليمني بدل التمنن عليه بالفتات ؟
إنعقد مؤتمر المانحين الإفتراضي لدعم اليمن في الفترة المقبلة ، وذلك بعد أن وصل الحال بالمنظمات العاملة في اليمن إلی تعليق أعمال أكثر من ثلاثين منظمة ، وتبجحت أبرز دول العدوان المهلكة السعودية بما قال وزير خارجيتها أنها قدمت لليمن الكثير خلال الخمس سنوات الماضية ، وهي السمفونية التي يعزفون عليها في مثل هذه المؤتمرات للمن والإستكثار علی شعب دمروا مقدراته وقتلوا خيرة رجاله واستهدفوا النساء والاطفال والبشر والحجر ولم يستثنوا فيه شيئا إلا ودمروه .
هذه الإنسانية التي يتباهی بها حكام آل سعود والتي يدفعون مثل هذه المبالغ لدفع الحرج وتلافي السخط العام .
السعودية تقول أنها دفعت لليمن حوالي 14مليار دولار في الخمس سنوات الماضية ، وهو رقم كبير في تقديراتهم ، ولولا الضغط من الأمم المتحدة لما دفعوا ذلك المبلغ ولكنهم نسوا أو تناسوا أن اليمن ليس بحاجة إليهم وأنهم قد أوصلوا البلد الی هذه الحال ، وهم سبب هذا البلاء الذي صنعوه لليمن وهم من يحاول أن يكبل حركته ويعيق تقدمه .
كان حريا بدول العدوان أن تتمنن علی اليمن وتذكر تلك الأرقام الفلكية التي تجاوزت الترليون دولار قبل عام من هذا التاريخ ثمن وتكلفة العدوان علی اليمن ..كان بإمكان السعودية أن تذكر ذلك في معرض حديث وزير خارجيتها لو كانت الحرب التي تشنها مبررة وغير مخجلة لها أمام العالم.
لماذا لم يتعرض وزراء وممثليي المنظمات لذكر تلك الخسائر التي تدفعها في العدوان علی اليمن أنها أرقام خيالية وتستحق الذكر ؟ وهي مناسبة لعرضها لو كانت حربا نظيفة ودواعيها أخلاقية ومنطقية ، لكن لأنها عدوان وحرب لا أخلاقية تسكت تلك الدول عن التعرض لذكرها ولا يشرفهم ذكرها .
كان الأحری بمسؤلي المنظمات المسماة إنسانية أن تقول للسعودية والإمارات وتطرح عليهم المسألة بشكل إقتراح أو تساؤل مشروع ، ماذا لو خصصتم جزءا من تكلفة الحرب علی اليمن في مشاريع وخدمات تقدمونها لخدمة الإنسان اليمني بدل أن تشتروا بها أسلحة تقتلون بها اليمنيين ؟! وماذا عليكم لو أنكم تخصصون قيمة صفقة أسلحة من التي تشترونها لدعم الفصائل والمليشيات في الجنوب لكي تبنون بها مشافي وتشترون بها أجهزة لدعم القطاع الصحي في الجنوب ؟؟!! ذلك القطاع الذي أخرجته آلة حرب دول العدوان عن الخدمة وتسببت في إنهياره وصار عاجزا عن مداواة أبسط الأمراض ، فضلا عن وباء الكورونا الذي يعمل علی قتل أكبر عدد من المصابين به نتيجة تردي القطاع الصحي .
رئيس وزراء مايسمی بالحكومة الشرعية يعزف علی وتر المدح للسعودية التي تدعمه وهو يعلم أن لديه نصيب الأسد من تلك المبالغ ، وهو صنيعت تلك الدول وخادمها المخلص ومنفذ خططها وقد تحاشی أي ذكر للمعاناة بصورتها الحقيقية والتي تتسبب بها الحرب والحصار المستمر من قبل دول العدوان ، ولا يتوقع منه ولا من أي عضو في حكومة الفنادق العميلة .