«نيو إيسترن آوت لوك»: على الأمريكيين محاربة العنصرية داخل أمريكا وخارجها
أكد مقال نشره موقع «نيو إيسترن آوت لوك» أن العنصرية سمة رئيسة للشرطة في الولايات المتحدة وميزة رئيسة في السياسة الخارجية الأمريكية كذلك الأمر، لافتاً إلى أنه في عهد الرئيس الأمريكي السابق, باراك أوباما، عملت الولايات المتحدة على تدمير ليبيا الواقعة في شمال إفريقيا ونشرت الإرهاب والفوضى فيها وأطاحت برئيسها معمر القذافي واستبدلت حكومته بإرهابيين مدججين بالسلاح مدعومين منها ومن حلفائها الأوروبيين.
ولفت المقال إلى أن المسلحين المدعومين من الولايات المتحدة في ليبيا قاموا بملاحقة أبناء الشعب الليبي وقتلهم وتعذيبهم، وحتى استعبادهم وبيعهم في أسواق النخاسة في مشهد قد يعتقد المرء أنه لا يمكن تصوره في القرن الحادي والعشرين، لكن العنصرية المتأصلة في السياسة الخارجية الأمريكية جعلت حدوثه أمراً ممكناً على الرغم من أن ساكن البيت الأبيض حينذاك كان من أصول إفريقية.
وقال المقال: أوباما ليس الرئيس الوحيد الذي نشر الظلم الأمريكي الممنهج في جميع أنحاء العالم، فقد تابع ببساطة من حيث توقف أسلافه، وخليفته الرئيس دونالد ترامب هو التالي في مواصلة مسيرة الظلم والعنصرية هذه.
وتابع المقال: إذا كان الأمريكيون يؤمنون بصدق بأن حياة الملوّنين مهمة، فعليهم أن يلتزموا بمحاربة الظلم الواقع ضدهم وضد جميع ضحايا العنصرية الأمريكية الآخرين، بينما في حال التزموا الصمت عندما تقوم بلادهم بقتل الأفارقة في الخارج أو تحاول تطبيع ممارسة العنصرية ضد الآسيويين، وخاصة الصينيين، فإنهم سيكونون متواطئين في تطبيق نفس العنصرية نفسها التي تطبقها حكوماتهم في الخارج والداخل.
وأضاف المقال: وفي حين يزعم أغلب الساسة الأمريكيين أنهم يسعون لتحقيق المساواة العرقية ومحاربة العنصرية, فإننا نجدهم يدعمون الاعتداءات العسكرية الأمريكية الخارجية التي تستهدف بشكل حصري الدول التي يقطنها ذوو البشرة الملونة، وأبرز حادثة على نفاقهم هذا هي دعمهم للتدخل الأمريكي في هونغ كونغ تحت شعار «دعم الديمقراطية» الزائف.
وأكد المقال أن حياة الملوّنين لن تكون مهمة طالما بقي شعار «حياة السود مهمة» شعاراً سياسياً أجوف يردده أصحاب المصالح القادرون بسهولة على تجاهل أو حتى دعم الظلم الذي تمارسه الولايات المتحدة ضد الآخرين في الخارج، مضيفاً: طالما أن أمريكا تعتقد أنها أفضل من الآخرين وتستطيع تسويغ اعتداءاتها العسكرية الخارجية فإن العنصرية والظلم سيستمران في الداخل، وبطبيعة الحال إن حياة الملوّنين مهمة، سواء تم إنهاؤها على يد شرطي عنصري في أمريكا أو تعرضت للقصف من الطائرات الحربية الأمريكية في ليبيا وغيرها من الدول.