الخبر وما وراء الخبر

“فايننشال تايمز” البريطانية تُزيح الستار عن صراع (بن نايف) و (بن سلمان) على السلطة

560

قالت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية في تقرير لـ”سيميون كير” مراسل الصحيفة في الخليج: إن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف يواجه صراعا على السلطة، والإعدامات الأخيرة ربما تفقد وزير الداخلية إحكام سيطرته.

وأشارت الصحيفة إلى أن الشرطة أرسلت إلى بلدة العوامية في المنطقة الشرقية لإخماد اضطرابات الاحتجاجات التي اندلعت بعد تنفيذ حكم الإعدام ضد 47 شخصا من بينهم رجل الدين نمر النمر.

وأضافت أن “بن نايف”يحمل كرها شخصيا تجاه هذا الرجل الذي فرح بوفاة والده الأمير نايف بن عبد العزيز في 2012م، إلا أن هذا القرار بإعدام “النمر” يهدد بانتقام في الداخل وفي المنطقة، مشيرة إلى أن هذه هي أول عملية إعدام جماعي ضد معارضين سياسيين منذ إعدام 63 متطرفا دينيا بشكل علني على خلفية حصارهم للمسجد الحرام في 1979م.

واعتبرت الصحيفة أن “بن نايف” في قلب العاصفة في ظل دخول الشرق الأوسط بشكل أعمق إلى أزمة، فولي ولي العهد ليس مسؤولا فقط عن الأمن الداخلي وإنما مسؤول أيضا عن السياسة المتعلقة بسوريا التي تمثل ساحة المعركة والمواجهة الرئيسية مع إيران.

وذكرت الصحيفة أن سلطات هائلة في قبضة ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حاليا، في حين أن “بن نايف” حليف مقرب للولايات المتحدة ومعروف بدوره في قيادة وزارة الداخلية ومكافحة الإرهاب خلفا لوالده.

ونقلت الصحيفة عن أن الغربيين الذي تعامل مع “بن نايف” في الماضي أنه شخصية ودودة جدا ويساعد في حماية المصالح الخارجية خاصة في ظل موجة الإرهاب التي تعرضت لها المملكة.

وتحدثت الصحيفة عن أن دوره في مكافحة الإرهاب عرضه لأربع محاولات اغتيال ومنذ محاولة الاغتيال التي أصيب فيها إصابة طفيفة عام 2009م، اهتم بأمنه الشخصي بشكل أقوى.

وأضافت أن ولي العهد الأمير محمد بن نايف من المفترض أن يكون معه سلطات هائلة، لكن خلال العام الماضي خسر نفوذه لصالح ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي يتعامل مع قضايا الإصلاح المالي والاحتياطي النقدي الأجنبي ويلعب كذلك دورا مهما في السياسة الخارجية.

وذكرت أن ديوان ولي العهد تم دمجه مع ديوان الملك وأطيح بأحد أقرب مستشاريه من مجلس الوزراء في سبتمبر الماضي، والحديث عن صراع على السلطة مستمر في الأحايث بالرياض، وبعض المحللين يعتقدون أن محمد بن نايف قد ينحى لصالح محمد بن سلمان إذا تدهورت صحة الملك ، لكن آخرين يعتبرون أن التوترات بين الأميرين مبالغ فيها وأن انتقال السلطة قد يمر بشكل طبيعي كما هو مرسوم له ليصبح “بن نايف” ملكا و”بن سلمان” وليا للعهد.

ونقلت عن الكاتب “نايل باتريك” مؤلف كتاب جديد عن السياسة الخارجية السعودية أن ولي العهد الأمير محمد بن نايف يدير ظاهريا مجلس الشؤون السياسية والأمنية لكن دور “بن نايف” جرى تقليصه بشكل كبير لإدارة وزارة الداخلية.

وأشارت الصحيفة إلى أن وزارة الداخلية مازالت قاعدة مهمة للسلطة ، و”بن نايف” يحتفظ بعلاقات جيدة داخل الأسرة الحاكمة ولا يشكل منافسة فيما يتعلق بنسله للأعضاء الآخرين في أسرة “آل سعود” لأنه ليس لديه أبناء ذكور، وبالتالي إذا أصبح ملكا فلا يمكنه نقل السلطة لنسله.

وتحدث أحد المراقبين الغربيين على أن “بن نايف” رجل قوي جدا سيجلب الاستقرار، لكنه تساءل: هل المنطقة تحصل حقا على ما تحتاج إليه؟.

المصدر : شؤون خليجية-ترجمة