الخبر وما وراء الخبر

في رحاب محاضرات السيد القائد الرمضانية “الحرص على الاستقامة والحفاظ على الطاعات”

74

ذمار نيوز || اخبار محلية ||
[3 شوال 1441هـ ]

ضمن سلسلة دروسه الإيمانية التربوية اليومية التي أطل فيها السيد القائد عبدالملك الحوثي يحفظه الله، خلال ليالي شهر رمضان المبارك، بمحاضراته التوعوية وفق منهج وهدي قرآني، تحدث السيد القائد في محاضرته الختامية عن أمور كثيرة، منها الحرص الذي يجب أن نكون ونبقى عليه فيما بعد شهر رمضان، بتفهم ووعي وعمل والتزام، وكذا الاستمرار في الحفاظ الطاعات، والصلوات، وأهمية الزكاة، والاهتمام بالزراعة والصناعة، والاستمرار في الصمود ورفد الجبهات ومواجهة العدوان، وأخذ الحيطة والحذر والالتزام فيما يتعلق بمواجهة وباء كورونا.

وأكد السيد القائد يحفظه الله، على وجوب أن تبقى نفوسنا مشحونة بالتقوى، مستفيدة بما سمعته من هدى، وبما حظيت به من رعاية إلهية وأجر وثواب في رمضان، وأن لا ينجر الإنسان إلى الأهواء والوساوس الشيطانية، وأن لا ينجر وراء رغباته وغرائزه، وشهواته حتى لا يحبط الله أعماله ويطبع على قلبه، وإذا طبع الله على قلب الإنسان فقد التفاعل مع الله، وفقد التأييد والرعاية من الله في كثير من المواقف والأعمال، وهذه حالة خطيرة أن يصل الإنسان إلى هذا المستوى.

التركيز على التقوى والهدى

وأشار السيد القائد إلى أن هدى الله يتطلب سماع والتزام وعمل وتزكية، وتفاعل، وعندما تتوفر هذه المواصفات يمتلك الإنسان الكثير من الوعي والرشد والزكاء والحكمة والفهم، وهذا مكسب كبير لكن عندما تفسد النفسيات وتفقد زكائها، وتسيطر عليها الغرائز والأنانية يفقد الرشد والهدى والزكاء، وما ينبغي التركيز عليه هو التقوى والهدى، و الحرص بعد شهر رمضان على الاستقامة والاستمرارية بشكل صحيح والتزام، لافتا إلى أن آثار هدى الله هي الاستقامة والمسؤولية والعمل، والحركة والاستجابة والالتزام والحفاظ على الطاعات والعبادات، وفي مقدمتها الصلاة بعد شهر رمضان خصوصاً صلاة الفجر والمغرب لأن البعض يقصر ويهمل.

الاهتمام بالزكاة وأهميتها

وأوضح السيد القائد الأهمية الكبيرة التي تحتلها الزكاة على المستوى التربوي والمستوى الإجتماعي وعلى مستوى تزكية وتطهير نفسيه الإنسان، ولها أهمية كبيرة في البركة والرزق والخير من الله سبحانه وتعالى، لافتا إلى أن للزكاة أهمية كبيرة أيضا في دفع الكثير من المصائب والنقم، ومع أن الله سبحانه وتعالى أنعم علينا بنعم كبيرة والأمطار الغزيرة، فمن الشكر أيضاً لنعمة الله سبحانه وتعالى أن تخرج الزكاة، لأنه من التنكر والكفران لنعمة الله سبحانه وتعالى أن تبخل حتى بالزكاة بعد أن يمنَّ الله بالأمطار الغزيرة والنعمة الكبيرة، ولها أهمية كبيرة جدًّا على المستوى الاجتماعي فيما بين الناس، ما بين الأغنياء والفقراء، ولها أهمية كبيرة؛ لأنها في مقدمة ما يفيد في التكافل الاجتماعي ومعالجة مشكلة البؤس والفقر، والمعاناة التي يعانيها الفقراء، قائلا: “نحن كررنا في كثير من المحاضرات أننا على يقين أن الناس إذا أخرجوا زكاتهم، وأدوا هذا الواجب كما ينبغي بشكلٍ تام، فإن الله سيغني هذا الشعب عن الحاجة إلى المنظمات وما تقدمه، سيغني الله هذا الشعب، وسيتوفر للفقراء ما يسد خلَّتهم، ما يسد حاجتهم الضرورية، بدلاً عمَّا تقدمه المنظمات بمقابل شروط وبإجحاف، وباستغلال كبير جدًّا، وبأهداف سلبية للغاية.

خطر الانحراف

وحذًّر السيد القائد من الفساد بشكل عام، والحرص على تيسير تكاليف الزواج وتخفيض المهور، موجها تحذيراً خاصا للشباب من خطر الانحراف، وإتباع خطوات الشيطان، والحرص على ضبط الغرائز النفسية والشهوات، وعدم الانجرار وراء المفاسد في وسائل التواصل الاجتماعي.

الاهتمام بالزراعة والصناعة

كما أكد السيد القائد على الاهتمام بالزراعة واستغلال نعمة سقوط الأمطار، وعلى المزارعين أن يحذروا من المبيدات، ويتقوا الله، وأن لا يتجاهلوا مخاطر هذه المواد على الناس وعلى الأرض، ويتحروا جودة المنتجات، وأن يدركوا أن هذا من الإتقان في العمل التي أمر الله تعالى به وأمر به رسوله، وكذا الاهتمام في الصناعة، والحرص على إنتاج ما يمكننا إنتاجه خصوصا من السلع التي يمكن إنتاجها، والاستغناء عن استيرادها وتوفير العملة الصعبة، والاهتمام بتربية الحيوانات من أبقار وأغنام ودجاج للأسف أهمل الكثير هذا الجانب ولم يعد يربون حتى الدجاج هذا من الأعمال التي يؤجر المرء عليها.

أخذ الحيطة والحذر

وفيما يتعلق بوباء كورونا، دعا السيد القائد إلى أخذ الحيطة والحذر، وإغلاق المنافذ، مشيرا إلى أن هناك تقصيرات في الإجراءات، إضافة إلى عمليات التهريب، وهو ما نتج عنه وصول الوباء، ولذلك ينبغي الحذر واتباع التعليمات الصحية لمنع تفشي المرض بدون تهويل ولا تخويف، فالحالة النفسية لها دور في تقوية المناعة أو إضعافها، ويجب أن تكون الحالة المعنوية عالية جداً والالتجاء الى الله والدعاء له وطلب العون منه.

مسك الختام

ختاما فإن محاضرات السيد القائد التي اتحفنا بها خلال ليالي شهر رمضان، تمثل لنا دورة ثقافية شاملة، بما فيها من النور والهدى والتذكير والإرشاد والنصح والتواصي بالحق والصبر و والتحذير والإنذار والوعي والبصيرة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتزكية النفوس، وتوعية الأمة وفق المنهج القرآني المحمدي الأصيل، وتعمل على بناء أمة متسلحة بالوعي القرآني، والهوية الإيمانية، {ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون}.