الخبر وما وراء الخبر

إرفع رأسك عاليا .. أنت يمني

792

بقلم / أمة الملك الخاشب


 

عندما يقتل الاشخاص وينكل بهم، ويذبحون، ويعتقلون، ويعذبون، لا لشيئ سوى ﻷنهم صرحوا بكلمات قد تخالف أهواء السلاطين .
وعندما تُمنع حتى أن تسلّم جثامينهم إلى أهاليهم بعد قتلهم، كأبسط نوع من أنواع الحقوق، وذلك لإخفاء أثار التعذيب الذي من المؤكد أن الضحايا كانوا قد تعرضوا له، وعندما يمن ذلك النظام بأنه تفضل وتكرم على تلك الجثث المقتولة بأنه دفنها في مقابر المسلمين، وهم في نظره غير مسلمين، بحسب أحكام قضاتهم .

عندما تتنوع طريقة إعدامهم مابين الذبح بالسيف والرمي بالرصاص، ورفض اطلاع اهالي الضحايا عن أية تفاصيل..!
عندما يرى العالم بأجمعه ذلك الذل والهوان والاستضعاف الذي يعيشه أبناء الشعب النجدي الحجازي، وعندما يكتشف العالم بأسره شماله وجنوبه، المسلمين والمسيحيين، والبوذيين والملحدين وكل أبناء الانسانية بمختلف ألوانهم ودياناتهم.
أن تلك الإعدامات و أن تلك التصرفات والقمع والاضطهاد الخارجة عن القوانين والأعراف الدوليه والانسانية في طريقة التعامل مع من يعارض او يختلف في الرأي مع أيا كان..
كل هذا ..يصدر ممن؟ ؟؟؟
المضحك أنه يصدر ممن يدعون أنهم يريدون الحرية والديمقراطية للشعب السوري وللشعب اليمني..؟؟!!
فالإرادة الالهية ودون أن نشعر أرادت كشف وفضح هذا النظام أمام كل العالم عامة وأمام من لايزال في قلبة ذرة شك من اليمنيين المرتزقة والجهلاء الذين يظنون ولو لثانية أن نظام بني سعود سيعيد بناء ما أفسد ويعوض ما أزهق من أرواح ويداوي كل تلك الآلام والأحزان والجراح والمآسي..
فالبديهة تقول كيف لمن يعامل مواطنيه بهذه الطريقة، كيف له أن يعامل خونة ومرتزقة بلد أخر يعتبره خصم له وعدو لدود له، بل ويعتبره عبدا من عبيده، وملكا من أملاكه وتابعا له، كيف له أن يعاملهم بإحترام !!؟..
محال ذلك ، محال ففاقد الشيئ لايعطيه .
وعندما تتابع ذل وخنوع وهوان، وغفلة بقية الشعوب العربية الاخرى ، التي لم تحرك ساكنا تجاه مايحدث في بلد عربي شقيق مسلم ولمدة عشرة أشهر من ظلم وقتل وترويع وجرائم ضد الإنسانية بإستثناء تحركات بسيطة من بعض الشعوب تشكر عليه، ولو أنه لم يكن كما ينبغي أن يكون ..
عندما ترى بحزن ماوصلت له الأمة العربية و الإسلامية من انحطاط وسلبية وغفلة وابتعاد عن ما أراده الله لها من عزة وكرامة، لكن في نفس الوقت، تشعر أنت كيمني بعز وإفتخار، وترفع رأسك عاليا، رغم كل ماتتعرض له بلدك من عدوان ظالم فاجر غاشم، رغم الحصار ورغم ان دماء اخوانك تسيل يوميا سواء في جبهات الشرف والبطولة، أو بسبب غارات العدوان السعودي امريكي
تشعر بالعز والفخر، لأنه أصبح لك صوت مسموع أمام كل العالم، ولأنك تدرك أن كل هذا الظلم والعدوان ماهو إلا ثمن غالي. لحريتك، لإستقلالك، لكي لاتخنع وتصمت من جديد، لكي لاتعود لزمن تكميم الأفواة .
تشعر بالفخر والعز، عندما تتابع جنائز الشهداء بشكل شبه يومي، وهي تزف الى مثواها الاخير وتطلق عليها الزغاريد والورود والرياحين .
تشعر بالفخر عندما ترى الأب اليمني وهو يشيع ابنه الشهيد ويصرح قائلا هذا أحد أولادي قدمته في سبيل العزة و الكرامة ورد كيد المعتدين، ومستعد أبذل نفسي وبقية أولادي .
تشعر بالفخر عندما ترى الأم اليمنية تزغرد على جثمان فلذة كبدها من هو قطعة من فؤادها، بل وتفخر بأنها أصبحت تكنى بأم الشهيد .
تفخر وترفع رأسك عاليا كونك أحد افراد هذا الشعب العزيز، الذي ثار على الظلم ، وأشترى الحرية، ومستحيل أن يتراجع قيد أنملة للوراء، مهما كان الثمن .
ففي الحقيقة نفوس معظم أبناء الشعب اليمني مطمئة جدا ومرتاحة حتى في قمة وأوج قصف الغارات لأنهم يدركون حينها. جميعهم حتى الأطفال، أنه تلك الغارات تأتي بعد وجع، وبعد تلقيهم دروس لن ينسوها هناك، في ميادين الشرف والبطولة .
فهل يعقل أن يساورك الشك ولو لثانية، في النصر العظيم القادم على أيدي اليمانيين المستضعفين، الفقراء، الذين أختصهم الله تعالى بقائد عظيم، حكيم، مرتبط بالله، وواثق فيه .
وهل يعقل أن تصاب بالإحباط واليأس من تصرفات وأخطاء بعض الحمقى الهوجائئين، من المحسوبين على المسيرة .

تأكدوا أن الله تعالى لن يضيع دماء شهداءنا الابرار الزاكية الطاهرة، وليعمل كلا من جهته، بجد وإخلاص وإتقان.
وارفع رأسك كونك أحد افراد شعب عزيز كريم مظلوم معتدى عليه مؤمن بربه .
ولكن لا تعجب بنفسك ولا تصاب بالغرور، فالفرق بين الفخر والعز والثقة بالنفس وبين الغرور والعجب شعره واحده .