الخبر وما وراء الخبر

في رحاب محاضرات السيد القائد الرمضانية “مسؤولية الأمة تجاه من يصدون عن سبيل الله”

35

ذمار نيوز || تقارير ||
[29 رمضان 1441هـ ]

ضمن سلسلة دروسه الرمضانية التربوية، يواصل السيد عبد الملك الحوثي يحفظه الله، الحديث عن إصرار الباطل على مشروعه وظلم الناس بدون وجه حق، والحرب السياسية والثقافية والإعلامية التضليلية والعسكرية التي يستخدمها الأعداء، ومسؤولية المؤمنين في مواجهة الباطل، وإحقاق الحق والعدل .

ففي محاضرته السابعة والعشرون أوضح السيد القائد أهداف وأساليب مشروع الباطل التي يسعى إليها من أجل بسط نفوذه وهيمنته على أهل الحق، معتبراً أن الباطل يرى أن سبيل الله يمثل عائقاً يحول بينه وبين أهدافه لهذا يعمد الى لبس الحق بالباطل وتزييف الحقائق والتحرك باسم الحق.

طرق الصد عن سبيل الله

وأشار السيد القائد إلى أن الصد عن سبيل الله يأتي بكثير من الطرق والأساليب التي تهدف إلى أن تبقى الأمة في حالة وهن وضعف واستكانة وذل وعبودية ويسعى الباطل إلى إضلال الناس لكي يتمكن من السيطرة عليهم، لافتا بالقول: ” إن أكبر وأخطر وسيلة للسيطرة على الإنسان على أعماله ومواقفه هي الإضلال والصد عن سبيل الله وهذه أهم أعمال الكافرين والمنافقين والظالمين الذين يطمحون إلى أن ترتد الأمة عن دينها وعوامل قواتها لكي يسهل عليهم ضربها والاستحواذ عليها”.

الالتزام بتوجيهات الله

ولفت السيد القائد إلى أن الالتزام بتوجيهات الله يجب أن يكون التزاماً كاملاً وشاملاً إقامة الحق والعدل ومحاربة الظلم والفساد، ويجب أن يكون منطلق الأمة قائماً على الاستجابة لله عملياً عكس ما يرغب به الباطل، وما يطمح إليه الطواغيت حتى لا يكون الدين منقوصاً، إيمان ببعض وكفر ببعض أو إعراضاً لأسباب يصنعها الترغيب والترهيب والمؤثرات والسياسات التي يسعى الباطل إلى فرضها ومتى ما حصلت استجابة لله قوية وشاملة لا تحريف فيها ولا تبديل ولا نقص، فإن الله تعالى تكفل بنصر الحق وهزيمة الباطل، يسعى الباطل إلى أن يكون إسلام ودين الناس مجرد شكليات وطقوس فارغة من مضمونها لأنهم يدركون أن الأمة إذا عملت بتوجيهات الله عملاً شاملاً، فإنها سوف تكون قوية وسوف تمنع وتعيق مشاريع واهداف الباطل لهذا يتجه الباطل في حربة ضد الحق إلى محاربة الثقافة القرآنية الجهادية والعقائد السليمة والصحيحة حرباً فكرية ثقافية تهدف إلى جعل الأمة في حالة إنحراف وزيغ وخذلان.

المسؤولية المناطة بالمؤمنين

وبيِّن السيد القائد أن المسؤولية المناطة بالمؤمنين القيام بها في كل زمان ومكان تجاه من يصدون عن سبيل الله، أن يقاتلوهم حتى ارغامهم على التوقف عن تلك الجرائم في إستهداف الأمة ودينها، فهذه هي الفتنة هي الفتنة التي يصرفون الناس بها عن هدى الله عن الاستجابة لله عن الحق والتوجه الصحيح هو التحرك لقتالهم حتى يكون الدين كله لله ويصبح هذا الحال هو الحالة السائدة.

إعلاء كلمة الله

وأكد السيد القائد على العمل على إعلاء كلمة الله، والعمل على إحقاق الحق، وحتى يسود العدل، فهذه أمور لا يمكن أن يرضى الذين كفروا بحصولها، فهل نجمد ذلك إرضاء لهم ونزولا عند رغباتهم ؟ كما يفعل أولئك الذين يوالونهم ويخضعون لهم، فأي أمر لا ترضى به امريكا لا ترضى به إسرائيل يضعوه جانبا إرضاء لهم؟ أو يقوموا بتحريف وتبديل وتعطيل مبادئ الدين وقيمه إرضاء لهم ؟ هذا ما يفعله الموالون لهم مع أمريكا وإسرائيل مع أنهم هم من يعتدون على الأمة وهم من يسعون للسيطرة عليها لإخضاعها وصرفها عن دينها.

تعطيل المفهوم الحركي للشهادتين

كما أوضح السيد القائد أن الأعداء لا يعارضون أن تشهد بالشهادتين، لكن اشهد بالشهادتين بشرط أن يكون تحركك لهم وفق رؤيتهم من أجل خدمتهم، وليس تحرك لله وهدفهم هو تعطيل المفهوم الحركي للشهادتين، والذي هو أن تتحرك وفق ما تشهد به، تتحرك حيث أمرك الله ورسوله لإعلاء كلمته، لرفع رأيته، لترسيخ دينه لبناء الأمة وتحقيق عزتها وكرامتها، وهم حينما يرون أنك تتحرك من منطلق إيماني لن يواجهوك سيتركون مواجهتك ويهربون، وما فعله الأمريكيون بعد ثورة 21 سبتمبر أكبر دليل، لقد غادروا صنعاء وهربوا، ﻷنهم رأوا حركة مناهضه لهم ولمشاريعهم واتجهوا إلى ماذا؟ اتجهوا إلى صدنا عن توجهنا الايماني وإيقاف حركتنا القرآنية بالعدوان العسكري الذي أُعلن من واشنطن، ورتب له وخطط من هناك، فالعدوان علينا صهيو أمريكي بامتياز.

بناء أمة قوية

ولفت السيد القائد إلى أن الأعداء يريدون أن يجعلوا الدين محصور بالشعائر فقط، وأن تتجاهل الأمة كل المجالات الأخرى المرتبطة بالدين كالجانب الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والعسكري، وهو ما أتى الدين من أجله أتى ليبني أمة قوية عزيزة حرة أمة منتجة أمة تعتمد على نفسها في كل احتياجاتها وتبني كل مجالاتها، وهذا هو ما لا يمكن أن يسكت عليه طواغيت الأرض ولا يسمحوا به إن خضعنا لهم، لكن إن تحملنا مسؤوليتنا الدينية التي فرضها الله علينا في القرآن، ومن منطلق إيماني، وواجهنا مكرهم ومؤامراتهم ومخططاتهم ورأوا منا غلطة وشدة و