لا قلق ولا تهاون…التزموا البيت
ناشد الإجتماع الوزاري الذي عقد أمس في العاصمة صنعاء برئاسة رئيس الوزراء جميع المواطنين الالتزام بالإجراءات الاحترازية ، وإدراك أن حياتهم قد تكون معرضة لمخاطر عالية في ظل تسجيل وجود كورونا في العاصمة صنعاء عبر الحالتين اللتين ثبت إصابتهما بهذا الوباء ، وأكد الإجتماع أن البقاء في المنازل بات ضرورة بل واجب على جميع المواطنين لضمان سلامتهم وأسرهم وكذا المجتمع حتى يتم التأكد من عدم إصابة المخالطين للحالتين بهذا الفيروس .. مشددا على تكثيف التوعية الإعلامية والوعظية والإرشادية بسبل الوقاية من جائحة كورونا وفي المقدمة التقيد بالنظافة في مختلف جوانب الحياة والتعقيم المستمر بالمطهرات القاتلة للفيروس.
في ظل تسجيل الحالتين المؤكد إصابتهما بالفيروس المستجد كورونا في صنعاء ، والأدوار الواقعة على عاتق المجتمع بشكل عام في خوض معركة المواجهة للفايروس ، فإن من الضرورة الإستجابة لمناشدة حكومة الإنقاذ بالبقاء في المنازل ، وقد بات من المؤكد وحسب ما يعرف عن هذا الفايروس وطرق انتشاره أن البقاء في المنزل وعدم الاختلاط يعد الوسيلة الأنجع لمنع تفشي الوباء وانتشاره ، وعلى رغم صعوبة الالتزام وتطبيق ذلك خصوصا مع الظروف الصعبة التي يعانيها المواطنين في معيشتهم ولعدم وجود إمكانيات تمكن الدولة من تقديم خدمات معيشية ، تخلق صعوبة في تطبيق إلتزام الناس منازلهم بغية تأمين لقمة عيش لأطفالهم ، إنما يبقى الالتزام في المنزل من الضرورات القصوى حتى يكون الجميع في مأمن.
يجدر بنا في هذه اللحظات أن نذكر أنفسنا وقراءنا وعامة المواطنين ، بأن في الالتزام بالتوصيات والقرارات العليا -رغم صعوبتها في ظل الظروف المعيشية القاهرة- حماية لنا جميعا من خطر الوباء ، حتى لا يصل الحال إلى ما هو عليه في بلدان ودول أخرى تسبب فيها الوباء بموت عشرات الألاف ، إن التقيد بالإجراءات الوقائية والإحترازية من نظافة وتطهير وتعقيم وتباعد وبقاء في المنزل وعدم الخروج بات أمرا ملحا وضروريا ، يؤدي مخالفته إلى كارثة لا سمح الله.
إن ما لمسناه خلال الأيام الماضية من استهتار واستخفاف بالتوجيهات كان مؤسفا ، لذا وقبل أن نصحو على كارثة فإن إغلاق الأسواق وأماكن التجمعات ، مع الحفاظ على البقاء في المنازل وعدم الخروج واللقاء إلا للضرورة ووفق الاحتياطات المتبعة ضرورة توفر للجميع أمانا وفرصا للنجاة من الفايروس والحد من تفشيه ..
إن الاستهتار والاستخفاف بالإجراءات يعرض شعبا بأكمله للخطر، لننتصر على الفايروس بوعينا وثقتنا بالله ، وتضرعنا إليه ، إذ لا منظومة صحية لدينا ، ولا موارد ولا إمكانيات ولا أدوات طبية كافية ، وليكن الله في عون الكوادر الطبية من أطباء وممرضين وفرق ترصد ، فليكن الله في عونهم وهم يقفون في الصفوف الأولى لمواجهة أشرس وباء.
لنحذر من الاستهتار بالتوجيهات والتعليمات ، فلقد سبب ذلك في خروج الأمور عن السيطرة في دول عديدة ، إن التعامل مع الكارثة بمنطق اللامبالاة والاستهانة ، وبالقول أننا محصنون من الوباء سيكلفنا كثيرا ، لسنا محصنين أبدا ، وعلينا أن نحصن أنفسنا ببذل الأسباب ، بالتضرع إلى الله بالدعاء ، بالعودة إلى الله والقرب منه والإستعانة به ، وبالإبتعاد عن كل ما يؤدي إلى تفشي الوباء ، لابد أيضا من أن يتكاتف الجميع أن يقوم الميسورون بتقديم ما يمكن لمن حالهم عسير ، لمن يجد صعوبة في توفير لقمة عيشه اليومية له ولأطفاله ، لابد أن تتظافر جهود الجميع في هذه المرحلة لنعبر الظرف العصيب,
صحيح أن الظروف المعيشية للمواطنين تجعل من إمكانية بقائهم في المنازل مستحيلا ، ولكنه أمر لابد منه مع إبقاء الضرورات في مقام الإستثناء ، إذ أن الحفاظ على النفس بتوفير لقمة العيش تتساوى مع المحافظة عليها من الوباء ،..مع الحفاظ على مقتضيات ذلك من اجراءات تطهير وتعقيم وتباعد ، نحن نعاني نزفا في الموارد وانعداما في الاحتياجات الطبية ، ونعاني انهيارا في منظوماتنا الصحي ، وكل ذلك يحتم علينا أن نقي أنفسنا من تفشي الجائحة بالوقاية ، كما أن من المهم أن نشير إلى خطورة الهلع و الخوف والإشاعات وهذه كلها عوامل تساعد على تمكن الوباء وانتشاره ، لنقم بواجبنا ، لنأخذ بالأسباب ، لنستجير بالله ، لنتضرع إليه في هذا الشهر الكريم،،لنطمئن ولتطمئن قلوبنا ، ولنخوض هذه المعركة بروح إيمانية يمانية وببذل الأسباب والتوكل على الله.