الخبر وما وراء الخبر

محاولة تحسين الوجه المشوه والقبيح للكيان الصهيوني .

35

ذمار نيوز || مقالات ||
[ 3 مايو 2020مـ -10 رمضان 1441هـ ]

بقلم / عبدالباري عبدالرزاق

تهيئة الشارع السعودي والترويج لعملية التطبيع مع الكيان الصهيوني ، عملية قديمة وليست وليده اللحظة وكل ما في الامر أن ما كان تحت الطاولة بالأمس أصبح فوق الطاولة اليوم ، ومسألة الهرولة إلى احضان الكيان الاسرائيلي تنطبق جمعا على أنظمة دول الخليج ، وما أثار غضب الرأي العام العربي في المسلسل السعودي الذي يعرض على قناة mbc ، من محاولة تجميل صورة الكيان الغاصب ، انعكاس طبيعي لموقف نظام الرياض ودوره المشبوه ، تجاه القضية الفلسطينية ومحاولة تصفيتها وبيعها على حساب كرامة وحق الشعب الفلسطيني وقضايا الأمة ضمن مخطط امريكي صهيوني هدفه إعاده رسم المنطقة من جديد وفق رؤية مشروع الاستعمار الصهيوني وهيمنة البيت الابيض.

قد ينجح مشروع الاستعمار والتوسع الصهيوني في تحقيق مكاسب سياسية وتطبيع علاقته مع دول الخليج الغنيه بالنفط ، لكنه سيفشل في ابتلاع القضية الفلسطينية ، فلا السعودية ولا قطر والامارات ولا حتى مصر ودول الوطن العربي قادره على إنتزاع حق الشعب الفلسطيني في العودة إلى إرضه وبيع القضية للصهاينه ، طالما وصاحب الحق متمسكا بمقاومة المحتل مع رفضه أي حلول مشوهه وناقصه خصوصا أن مواقف التطبيع صادره عن انظمة لا عن شعوب والانظمة قابلة للسقوط والزوال فيما الشعوب حيه لا تموت ، وقناعة شعوبنا العربيه تجاه القضية الفلسطينية ثابتة وكل ما تقوم به الانظمة العميله لا تعبر عن إرادة شعوبها ، بل عن مصالح هذه الانظمة التي أثبتت عجزها الكامل في إيجاد مشروع عربي جامع يعبر عن هوية الامة وتطلعاتها في العيش الكريم بعيدا عن السقوط في دائرة الخيانه لقضايا الامة ومصيرها الواحد .

بالعودة إلى موضوع تهيئة الشارع الخليجي للقبول بالكيان الاسرائيلي فان السعودية بنسختها المستحدثة اليوم غير قادرة على مواجهة أحد أو حلحة مشاكلها الخارجية والداخلية بالتطبيع أو حتى بالتحالف مع اسرائيل، والاحرى بالسعودية مراجعة سياسيتها العدائية تجاه جيرانها ومحيطها العربي والتمسك بالقضية الفلسطينية دون تفريط ، باعتبار فلسطين مفتاح السلام في المنطقة والتنازل عنها يعني فتح الباب على مصراعيه لدخول المنطقة في موجة عنف وصراع لا نهاية له .

ختاما تبقى محاولات تحسين الوجه المشوه والقبيح للكيان الغاصب ، نفخ في كير الفتنة التي ستكون السعوديه أول من يكتوي بنارها ، وما عجز الكيان الصهيوني عن أخذه وتحقيقه بالقوة خلال سبعه عقود من الاحتلال والقتل والتدمير ، فلن يحققه بالتطبيع مع دول غارقة في مستنقع الذل والتبعيه والخضوع لهيمنة البيت الابيض .. والسلام تحيه.