لعشاق “الجمبري”
بقلم الأستاذ/ فاضل الشرقي.
متى ما انحطت نفسية الإنسان انحط ذوقة، وتعامله مع النعم التي أنعم الله بها عليه، وأحلها له، فمع الإنحطاط النفسي يكون هناك أيضا الذوق الهابط في الملبس، والمأكل، والمشرب، وغيره.
الله سبحانه وتعالى عندما أحل وحرم سمى ما أحله بالطيبات، وما حرمه بالخبائث، فقال سبحانه وتعالى: (يسألونك ماذا أحل لهم قل أحل لكم الطيبات) ويقول: (… يحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث) .
هذا يعني أن الموضوع ليس تشريعا مجردا، وأحكاما جافة، بل التشريع مبني على الحكمة والمنفعة وإن جهل الإنسان وجهها أو بعضها في مرحلة ما، ذلك أن التشريع يراعي مطلقا المصلحة والمنفعة في الجوانب العقلية، والنفسية، والمعنوية، والصحية، والبيئية…الخ ويضع اعتبارا أساسيا لصحة وسلامة الجسم والبدن فجاءت مصوغات التشريع على هذا الأساس، فكل ما حرمه الله هو مضر فعلا بصحة وسلامة الإنسان، ويعتبر وباء ناقلا للفيروسات والأمراض المعدية والفتاكة، وما أحله الله جعل فيه من الخصائص والمكونات ما يتلاءم مع صحة وسلامة الجسم والإنسان، ولهذا الإنسان له خصوصية تميزه في ملبسه ومأكله ومشربه عن غيره من بقية المخلوقات والكائنات الحية.
الأشياء التي أحلها الله تنسجم تماما مع مكونات وخصائص جسم الإنسان، وفطرته، وحاجته الأساسية للغذاء ، وسماها الله بالطيبات، وجعل مذاقها راقيا، وشكلها رائعا يتلائم تماما مع النفوس الزاكية والرفيعة، ولكن عندما ينحط الإنسان ينحط ذوقه حتى في مأكولاته ومشروباته، وقد وصل العالم الغربي إلى أسفل درجات الهبوط والإنحطاط، واستساغت نفوسهم المنحطة والساقطة تعاطي الخبائث والمحرمات، وألفت أكل الكلاب والخنازير، والضفادع والثعابين، والخفافيش وغيرها من الحيوانات الممقوته والغير مستساغة.
بعض الأخوة متأثر جدا بالذوق الغربي، ويعشق أنواع الأكلات الغربية ومنها بشكل رائج الحيوان البحري المسمى (الجمبري) الذي تأنف النفس منظره ناهيك عن طبخه وأكله، وتنسج حوله الحكايات بأنه يولد الحرارة والطاقة والقوة والإثارة الجنسية فيرتاح له الشباب ويتسابقون على التهامه بنهم يدلل فعلا على هبوط النفوس، والذوق، والأخلاق، مع أن هذه الحيوانات البشعة والضارة ثبت فعلا أنها وراء انتشار الكثير من الأمراض والأوبئة، ويدور الآن حديث واسع مع انتشار فيروس (كورونا) عن تأثيرات هذه الأكلات المحرمة والخبيثة البرية والبحرية والجوية على سلامة وصحة الإنسان، والآن تأملوا معي هذا النص المهم للسيد حسين بدرالدين الحوثي “رضوان الله عليه” يقول:
(…. الأشياء الخبيثة هي تؤثر بالنسبة لنفسية الإنسان، حتى الأشياء التي قد يكون شكلها بشع، نفس الإنسان متى ما كانت نفسًا زاكية، وعالية، يرتقي ذوقها أيضاً معها، يرتقي ذوقك، وتجد مقياسا لهذه من الأشياء التي أحلها الله سبحانه وتعالى وهي طيبات تجدها جميلة، وتجدها لائقة في أشكالها، سواء فيما يتعلق بالحيوانات، أو فيما يتعلق بالفواكه. تجد الآخرين يأكلون أشياء فضيعة مثل [الجمبري] ذلك الحيوان البشع، والسمك الآخر، ثعابين وأشياء من هذه يأكلونها! نفوسهم منحطة، ذوقهم منحط فعلاً، ذوقهم منحط، حتى تلمس مثلا انحطاط ذوقهم حتى فيما يتعلق بالصناعات، فالصناعات السابقة كانت أجمل، كلما تقدموا تراهم يميلون إلى الأشياء الفضيعة، إلى الدمى الفضيعة وكألعاب حتى للأطفال، الدمى الفضيعة، أليست الدمى كلها فضيعة، وأفلام كرتون كلها أشكال فضيعة، كذلك هكذا أصبح عندهم انحطاط في ذوقهم. لاحظ أنه كيف كان فيما يتعلق بالفن الإسلامي، كيف كان الفن الإسلامي بعد ظهور الإسلام كان جميلاً جدًا سواء الفن المعماري، أو فن الرسم، أو فن الخط، أو أشياء من هذه كان راقياً؛ لأنه متى ما سمت نفسية الإنسان سمى ذوقه أيضاً، ومتى ما انحطت نفسيته انحط ذوقه أيضاً. يعملون الضفادع محشي في بريطانيا وفي غيرها، ضفادع يصدرونها لهم من مصر ومن غيرها! أليست هذه أشكال فضيعة؟ يعمل الضفدعة محشي، يحشيها رز وخضار، أشكال فضيعة، وثعابين وكلاب مثلما يحصل في الفلبين!!) سورة المائدة، الدرس الحادي والعشرون.