الخبر وما وراء الخبر

رمضانُ شهرُ الرحمن السادس من زمن العدوان

26

ذمار نيوز || مقالات ||
[ 23 ابريل 2020مـ -30 شعبان 1441هـ ]

بقلم / منير الشامي

سيحلُّ علينا أفضل الشهور وأعظمُها، شهرٌ مدحه اللهُ في كتابه العزيز وذكره وحدَه دون سائر الشهور، فهو شهره الكريم الذي أُنزل فيه القرآن وموعد رحمته العظيمة، ومغفرته الواسعة، وعتقه الرقاب من نار جهنمَ، وهو شهر الخيرات وتضاعف الحسنات، والتطهر من الذنوب والسيئات، شهر قال فيه سيدنا محمد -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ الطاهرين- وهو الصادق المصدوق قولاً عظيماً بين فيه فضائله الكثيرة، ووضح فيه قداسته العظيمة، وهدى فيه إلى أبواب برة، ودعا فيه إلى خير الأعمال وأعظم القرب، وبين حكمة الله من صيام هذا الشهر وماذا يجب أن يتذكر العباد فيه أثناء صيامهم، فقال لهم مبشراً:

(أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ قَدْ أَقْبَلَ إِلَيْكُمْ شَهْرُ اللَّهِ بِالْبَرَكَةِ وَالرَّحْمَةِ وَالْمَغْفِرَةِ، شَهْرٌ هُوَ عِنْدَ اللَّهِ أفضل الشُّهُورِ، وَأَيَّامُهُ أفضل الأيّام، وَلَيَالِيهِ أفضل اللَّيَالِي، وَسَاعَاتُهُ أفضل السَّاعَاتِ…).

وهذه الخطبة من الهدى والنور الذي بينه رسول الله -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وَسَلَّـمَ- ما يجعل العباد يسعدون بقدومه، ويبكون جزعاً برحيله، فهو شهر التقوى والإحسان أوله رحمة، ووسطه مغفرة، وآخره عتق من النار، تصفد فيه الشياطين، وتغلق أبواب النيران، وتفتح أبواب الجنان وفيه ليلة عبادتها خير من عبادة ألف شهر، الأنفاس فيه تسبيح وكل أوقات العباد فيه عبادة لله حتى ساعات نومهم.

فهو هبة من الله لعباده ونعمة عظيمة مَنَّ الله بها عليهم ليتخلصوا من ذنوبهم وسيئاتهم، ويزيدوا فيه من حسناتهم ويتورعوا عن محارم الله، وهو فرصة ثمينة لكل من طغى وتجبر وظلم وتكبر ليعود إلى الصواب ويزدجر عن المعاصي ويكف عن الجرائم ويعود إلى الله باكياً مستغفراً، وتائباً نادماً، وراجياً متوسلاً إلى ربه بقبول توبته، ونيل رحمته، وأن يحظى بمغفرته، وعتقه من النار، وأن يخرجَه من دائرة الشقاء إلى رحاب النعيم والهناء.

لقد مرت خمسة أشهر من شهر رمضان في زمن العدوان، وسيمر هذا الشهر المبارك وهو السادس دون أن يلتفت جبابرة نجد المجرمون الذين يصفون ملوكهم بخدام الحرمين الشريفين أَو ينتبهوا أنهم يحاربون الله ورسوله للعام السادس، ويهلكون الحرث والنسل، ويسفكون الدماء المعصومة، ويزهقون الأرواح المحرمة، ويقتلون النفوس البريئة، ويقطعون السبيل ويأتون في ناديهم المنكر ويوالون طواغيت الأرض ويخضعون تحت أقدام أعداء الله دون خوف من الله ولا خشية، وكأنهم في هذه الحياة خالدون!، وعن أعمالهم غير محاسبون!، وإلى الله غير راجعون!، ومع ذلك كله ينادون مجرمهم الأكبر بخادم الحرمين الشريفين!!

فعلى من يكذبون؟ ومن سيخدعون؟ ومن سيصدقهم فيما يفترون؟

سحقاً لكم يا خدامَ أعداء الله لقد افتريتم الكذبَ المبين، وفضحتم نفاقَكم على العالمين وتبرّأ منكم عباده المتقون، فما ملوككم إلا خدام الشياطين، وما أمراؤكم إلا عبيد المستكبرين، وما أنتم وكل من على شاكلتكم إلا جنود إبليسَ الرجيم، وعلى الباطل ضالون، وعن الحق معرضون، وما أنتم إلا رجس دنس الحرمين، وستبقون على هذا الحال المهين حتى يحل عليكم غضب الله ولعنة العالمين.

امضوا في غيكم يا أكابر المجرمين وافسقوا أكثر في اليمن وفي البلد الأمين، فسيحق عليكم قول أحكم الحاكمين وتكونون قريباً في داركم جاثمين، ولن تنالوا من أنصار القوي المتين.

أما نحن اليمنيين فسنستقبل شهرَ رمضانَ السادسَ من عمر عدوانكم بفرحة المتقين وشوق العاشقين، ولله حامدون وعليه متوكلون، بصمود لا يلين، واعتصام بحبله المتين، وسنواجهكم لسادس عام صائمين، وبالله واثقين من نصره العظيم ووعده اليقين بزوالكم أجمعين، وما ذلك اليوم ببعيد على الله مهلك الظالمين.