كورونا يقرع جرس الإنذار.
ذمار نيوز || مقالات ||
[29 شعبان 1441هـ ]
بقلم الأستاذ/ فاضل الشرقي.
الظاهر حتى الآن أن فيروس كورونا وباء جرثومي وجائحة بيئية عبارة عن جراثيم وفيروسات ملوثة، وما لم يظهر لحد الآن هو سببه ومنشأه وحيقته حيث وقف العلم والعالم عاجز عن كشف ماهيته وكينوته، وعاجز أيضا عن مواجهته، وأصبح الآن هو الخطر الأعظم، والعدو الأكبر في العالم.
أيا كانت الأسباب وراء ظهور فيروس كورونا سواء بيئية صحية بسبب التلوث، والمؤكولات المحرمة، أو بيولوجية جرثومية مطورة خرجت عن السيطرة إلا أننا نستطيع القول أن هذا الفيروس العرضي فتك بالعالم، وفي المقدمة العالم الرفاهي المتحضر جدا الذي وصل إلى ذروة الغطرسة والغرور بادعائه القدرة على كل شيء، فقهره وأذله وهزمه، وأظهر مدى ضعفه وعجزه وتآكله، وسقوطه المدوي، وانحطاطه القيمي والأخلاقي والإنساني، وفي المقدمة أمريكا وأوروبا، أمام فيروس صغير غير مرئي يكشف لنا عظمة وقدرة وجبروت الله العظيم، القادر على كل شيء، الذي يذل أشر خلقه وأعظمهم قوة وجبروتا بأضعف وأصغر مخلوقاته.
أي كان السبب ما من شك في حضور اليد والقدرة الإلهية، والتدخل والتدبير الإلهي الحكيم الذي أحاط بكل شيء علما، وما تسقط من ورقة إلا يعلمها، ولا حبة في ظلمات الأرض، ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين، ولا يعزب عنه مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض، فسبحانه من إله عظيم ما أجله وأعظمه وأعزه وأقدره وأحكمه، فمن يدري كم من مخططات ومؤامرات أوقفها هذا الفيروس المجهول، ومن يدري ما الذي كان يخطط له أعداء البشرية، وكيف الوضع الذي كانت ستؤل إليه الاضاع، مما وضعنا في أبرز تجليات صور القدرة الإلهية، والإعراض عن هدى الله.
وفي هذا السياق ما من شك أيضا في أن فيروس كورونا الذي يعصف ويفتك بالعالم يقرع جرس الإنذار لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، وما من شك أن الغرب هم وراء انتشار وتوسع كل هذه الأمراض الفتاكة بانحطاطهم النفسي والأخلاقي، وتعاطيهم الغير مشروع مع مظاهر النعم في هذه الحياة، يقول الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي “رضوان الله عليه”:
(ظهر في هذا العصر أمراض خطيرة فتاكة لم تظهر في الزمن الأول، من أين تأتي؟ أليست تأتي كلها من هناك؟ من الغرب أمراض [الأيدز]، وانتشار السكر، وكل مرة يظهر مرض من هذه الأمراض، قد يكون فيروس، أو جرثومة صغيرة جداً جداً فتفتك بهم، وتقلقهم، وتحول حياتهم إلى قلق، وتعاسة.
نحن إذا عدنا إلى القرآن نفهم من خلال القرآن بأن كل من يعرض عن ذكر الله سيعيش معيشة ضنكا، ويحشر يوم القيامة أعمى) محاضرة فإما ياتينكم مني هدى.