د. جمال الشامي – رئيس هيئة مستشفى ذمار العام في حوار خاص لـ (ذمار نيوز) :المؤسسات الصحية على امتداد الجمهورية تعاني معاناة شديدة والمنظومة الصحية قاربت ان تخرج عن الخدمة نتيجة الوضع الكارثي والمأساوي والحصار.
هيئة مستشفى ذمار العام, ذلك الصرح الطبي الشامخ, الذي يقدم خدماته الطبية والصحية للمواطنين في محافظة ذمار وفي المحافظات المجاورة منذ تأسيسه في عام 1982, تحول منذ فتره من مستشفى عام الى هيئة.
حصل موقع ذمار نيوز على مقابلة حصرية مع د. جمال الشامي رئيس هيئة مستشفى ذمار العام للاطلاع على الوضع الحالي للمستشفى والمشاكل التي يعاني منها, واليكم نص اللقاء :
ذمار نيوز : في البداية يرغب القارئ الكريم بالتعرف على السيرة الذاتية للدكتور جمال الشامي ؟
جمال حسن الشامي, ماجستير ادارة صحية , امين عام جامعة سابق.
ذمار نيوز : تعرفون ان مستشفى ذمار العام من المستشفيات التي تخدم مناطق كثيرة, وقد تم بناءه في ثمانينات القرن الماضي, وقد تدرج حتى في المسمى من المستشفى الهولندي الى المجمع الطبي ثم مستشفى ذمار العام واخيراً هيئة مستشفى ذمار العام, فهل رافق هذا التدرج تطور في نوعية الخدمات المقدمة للجمهور؟
مستشفى ذمار هو من المستشفيات المحورية والاساسية للمنطقة ليس لمحافظة ذمار فحسب بل للمحافظات المحيطة, وفيما يتعلق بالتدرج المستشفى مر بعدة مراحل فمر بمرحلة الدعم الهولندي وحينها كان يسمى المستشفى الهولندي بعدها المجمع الطبي والمستشفى العام, هناك تطور ليس بالشكل الكافي عندما تحول المستشفى العام الى هيئة وكان هناك لدينا رؤية وكنا نتمنى من الاخوة القائمين في المحافظة وفي وزارة الصحة العامة والسكان ان يضعوا الهيئات محل تحدي امام السلطات المركزية والمحلية وفق معايير للتحول من المستشفى المركزي الى هيئة, ولا يتم الانتقال من المستشفى العام الى هيئة الا بعد تحقق هذه المعايير بنسبة يتم تحديدها حسب ما هو معمول به محلياً واقليمياً, وللاسف الشديد المستشفى انتقل من مستشفى عام الى هيئة ولم يصاحبه اي تغيرات وانتم تدركون انه منذ انشاء المستشفى في العام 1982 لا يوجد اي اضافة نوعية تتعلق بالبنية التحتية “المباني” والسعة السريرية, هناك اضافات فيما يتعلق بالخدمات النوعية, الا انه لازال كما هو منذ انشاؤه مع بعض الاضافات البسيطة.
ذمار نيوز : هل هذا يعني ان الانتقال من المستشفى العام الى هيئة كان بصورة غير مخطط لها؟
لا, لا نعني ذلك, وانما القيادات السابقة عملت جل ما قدرت عليه خلال الفترة السابقة ولكن نتيجة المفهوم الخاطئ ان تغير التسمية للمؤسسات من اجل ان ينعكس عليها اثر مالي, فهذا كان من الاثار التي تعتبر من الاثار السلبية, ولكن انتقال المستشفى الى هيئة تعتبر تحدي و خطوة في طريق النجاح, وهذا ما نحاول ان نقوم به حالياً للارتقاء بالهيئة وفق معايير الهيئة, وانا لا القي بالأخطاء على الاخرين وانما اطرح التحدي حول ما هي الاشياء التي استطيع القيام بها من الان فصاعداً.
ذمار نيوز : هل لكم ان تلخصوا اهم الخدمات الطبية التي يقدمها المستشفى للمواطنين يومياً؟ خدمات المستشفى تقدم بصورة روتينية لكل الحالات ولكل التخصصات, سواء في الباطنة والجراحة والاطفال والطوارئ العامة والتوليدية وكل الخدمات الطبية والصحية ومن ضمنها خدمات الغسيل الكلوي, فالمستشفى يقدم خدمات بصورة تكاملية.
ذمار نيوز : ما هي التغييرات او التطورات التي قمتم بها منذ توليكم ادارة الهيئة ؟
مثل ما ذكرت, نحن عملنا اشياء بسيطة, ومازلنا نواجه التحدي والذي يتمثل في كيف نحافظ على استمرار عمل المستشفى خلال فترة الحرب وخلال 2015 بصعوباته ومشاكله, وبحمد الله وتوفيقه استمرت الهيئة بتقديم كل الخدمات ولم يخرج اي قسم او وحدة فيما يخص اجزاء المستشفى عن الخدمة, وفيما يتعلق بالاضافات حاولنا ان نخلق نوع من الشراكة والتعاون فيما بيننا وبين المنظمات الاقليمية والدولية ومن ضمنها اللجنة الدولية للصليب الاحمر ومنظمة الصحة العالمية, وكانت هناك بعض الاضافات والتي اعتبرها اضافات بسيطة منها التوسع في ثلاجات الموتى بأربع وحدات واضافة 2 مولدات كهربائية, اضافة برنامج الجودة بالتعاون مع مستشفى 48 , وهي الاضافة التي نعتبرها نواة للتغيير والترتيب وبناء معايير الجودة والنظام الصحي الالكتروني الذي سوف يكفل لكل متردد للمستشفى الحصول على ملف طبي متكامل يوضح حالته ويسهل متابعة حالة المريض خلال فترة, كما تم اعادة تأهيل العناية المركزة واعادة ترتيب التموين الطبي واضافة بعض الاسرة للعناية المركزة وبعض الاسرة الخاصة بالاقسام وكل ما يتعلق بكل اجراءات الصيانة لجميع الاجهزة الطبية والاجهزة المساندة في المستشفى.
ذمار نيوز : ما هي الصعوبات والمشاكل التي تواجهونها حالياً في ظل العدوان؟
المنظومة الصحية والنظام الصحي بشكل عام يعاني من الكثير من المشاكل والصعوبات, وابرزها عدم توفر الادوية والمستلزمات الطبية من السوق, وكذلك هجرة الكوادر الاجنبية, وكان لدينا الكثير من الكوادر الاجنبية سواء التمريضية او الطبي فيما يتعلق بالكادر السوري, ونتيجة الحرب والعدوان غادرت معظم هذه الكوادر وحاولنا ان نعمل حلول او بدائل ولكن هذه البدائل لم تكن كافية ولا تلبي الطموح لاننا اعتمدنا على نظام الفرق الطبية الخاصة بالطوارئ بحيث تتكفل منظمة الصحة العالمية بدعم هذه الفرق ولكن هذه الفرق كان عملها وقتي وسوء التنسيق وسوء الترتيب بين الجهات المختلفة ادى الى سحب هذه الفرق بين الفينة والاخرى.
ذمار نيوز : هل الكادر الطبي والكادر المساعد كافي ويغطي كل التخصصات ؟
هناك عجز في بعض التخصصات مثل اخصائي الاوعية الدموية واخصائي عظام, وكذلك نتيجة هجرة الاختصاصيين من الكادر السوري, ولدينا خطة في بداية 2016 لان نكمل باقي التخصصات الطبية وهناك فريق نرتب له في الاسابيع القادمة ان شاء الله.
ذمار نيوز : يقال ان نظام المكافآت والحوافز لا يتسم بالشفافية والعدالة, حيث يتم صرف مكافئات للكادر الاداري بنسبة تفوق كثيراً تلك التي تصرف للكادر الطبي , ما تعليقكم على ذلك, وهل توجد لائحة تنظيمية تنظم عملية صرف المكافآت والحوافز؟
انا اعتمدت مبدأ الشفافية المطلقة من حين بدأت ممارسة مهامي كرئيس هيئة مع قيادة الهيئة ويتم صرف الحوافز وفق نظام شفافية مطلق ويتم عرض كافة الاستحقاقات ولدينا الاستعداد التام والكامل لعرض كل مصروفات الهيئة لعام 2015 واؤكد في لقائي الصحفي ان ما نسبته 25-28% هي ما تصرف للكادر الاداري وحاولت ان ابني جسر ثقة مع الكادر الفني واغطي جميع استحقاقاتهم ونسبة ما يصرف لهم ما بين 70-72% , وعكست الفكرة تماماً واتبعت سياسة تقشف واصلاح مالي واداري , وقمت بتخفيض البدلات بالنسبة للكوادر الادارية من اجل الاستمرار في عمل المستشفى وصدورنا رحبة لاستقبال الملاحظات والانتقادات , ومشروع الهيكلة ومشروع اللائحة ومشروع الوصف الوظيفي كنا بدأنا بها واعددناها وتم اقراراها وخضعت للكثير من التجاذبات ونحن نعمل باللوائح السابقة, وفي مطلع 2016 سوف يتم اقرار جميع اللوائح.
ذمار نيوز : كان هناك الكثير من السخط والانتقادات حول اداء القيادة السابقة للمستشفى , هل تم حل كل تلك الاشكاليات ؟
مثلما ذكرت سابقاً, انا لا القي بأعبائي واخطائي على الادارة السابقة, الادارة السابقة سلكت نهج وادت اداء اخطأت او اصابت, كانت تلك فترتها, انا وصلت على مجموعة من المشاكل والمديونيات منها المتعاقدين والنقص في الكثير من التجهيزات وايضاً خروج بعض الاجهزة عن الخدمة, واجراءات الصيانة, حاولت ان احدد سلسلة مشاكل واحدد مجموعة من الحلول والبدائل, وقد نجحنا في حل مشكلة المتعاقدين او المتعاونين في الهيئة بنسبة تصل الى 95% وواجهنا جميع مستحقاتهم خلال العام 2015, فيما يتعلق ببقية المشاكل الاخرى عملنا على حلها سواء في اطار موازنة الهيئة او من خلال التعاون مع بعض المنظمات والمانحين وايجاد الحلول المناسبة.
ذمار نيوز : الطريق داخل المستشفى لم يتم تعبيدها منذ سنوات, مع العلم ان هناك حالات طارئة مثل الولادة تتطلب ان تكون الطريق سليمة ومعبدة, فلماذا لم يتم اصلاحها حتى الان؟
وقعنا اتفاقية مع الاخوة في مشروع الاشغال على اساس ان يتم تنفيذ واصلاح الممرات الداخلية للهيئة, ولكن تاخروا نتيجة بعض الالتزامات الخاصة بهم, وهذا يعتبر من الاخطاء التي لم نقم بتصحيحها حتى الان.
ذمار نيوز : على حد علمنا لم نسمع لحد الان عقد اجتماع لمجلس ادارة المستشفى, هل هناك معوقات او عراقيل تحد من عقد الاجتماع ؟
فيما يتعلق باجتماع مجلس الادارة, لا يخفاكم اننا في فترة حرب ومجلس الادارة مكون من محافظ المحافظة ومدراء العموم, ونتيجة للضغوطات التي نواجهها فيما يتعلق باستقبال الضحايا والجرحى, فنحن حولنا جميع اعمالنا المكتبية الى اعمال ميدانية بحيث نلبي ونقوم بتغطية الخدمات بالنسبة للمترددين وضحايا العدوان وكنا قد نسقنا لاجتماع سابق ولكن لم نستطع استكمال اجراءاته نتيجة الاحتياطات الامنية.
ذمار نيوز : البعض يشتكي بان اسعار خدمات المستشفى بدأت تتساوى مع اسعار المستشفيات الخاصة, فهل ما زال المستشفى يقدم خدمات بسعر اقل من اسعار المستشفيات الخاصة؟
اغتنم هذه الفرصة واؤكد بان مستشفى ذمار العام مازال من ضمن المستشفيات التي تقدم خدماتها وفق اللوائح السابقة بل على العكس زادت نسبة الاستهداف بالنسبة للنازحين والفقراء والاشد فقراً والمحتاجين نتيجة الظروف والاوضاع وقد بلغ الدعم المقدم للحالات المجانية والحالات المخفضة والمعفية مبلغ يزيد عن 120 مليون ريال, وكانت في العام 2014 لا تتجاوز 34 مليون, وانا اعتقد انه عندما نستهدف الفقراء فان ذلك هو الاسلم للمؤسسات الصحية.
ذمار نيوز : هل تقومون من حين لاخر بقياس جودة الخدمات الصحية او مدى رضا المرضى عنها؟
لدينا الكثير من الادلة وسلسلة الاجراءات التي تتعلق بتقييم الاداء, وكما ذكرت باننا بصدد تنفيذ برنامج الجودة الشاملة والتي تعتمد بشكل كلي على تقييم الاداء وقياس الانتاج ودرجة رضا المستفيد وهذه الادلة سوف نباشر العمل بها من بداية 2016 فيما يتعلق بدرجة رضا المستفيدين وعملية التقييم بالنسبة للخدمات الطبية وهو تقييم دوري روتيني مستمر ينتهي بشفاء الحالة وخروجها من المستشفى, وجميع الحالات تخضع للمتابعة للتقييم, واي مشكلة طبية تخضع للنقاش والمتابعة في حالة تعرضها لاي مضاعفات.
ذمار نيوز : ما الذي قام به المستشفى لمكافحة الامراض الوبائية وسوء التغذية الوخيم؟
نتيجة للوضع الكارثي هناك زيادة في اعداد حالات سوء التغذية المتفشي بين الاطفال خصوصاً في فترة العدوان, المستشفى حاول يوسع انشطته في مجال سوء التغذية بحيث انه يغطي كل الحالات المترددة عليه سواء من محافظة ذمار او من المحافظات الاخرى, وهذا البرنامج بالتعاون مع مكتب الصحة ومنظمة الصحة العالمية في محاولة للوفاء بكل احتياجات ومتطلبات امراض سوء التغذية وحاولنا نعرج على البرنامج التثقيفي للتوعية الصحية فيما يتعلق بأمراض سوء التغذية من اجل تلافي بعض الحالات.
ذمار نيوز : هل لديكم كلمة اخيرة او رسالة او مناشدة تودون توجيهها على مستوى المحافظة او على مستوى العالم؟
كلمة اخيرة اود ان اقولها وهي ان المؤسسات الصحية على امتداد الجمهورية تعاني معاناة شديدة والمنظومة الصحية قاربت ان تخرج عن الخدمة نتيجة الوضع الكارثي والمأساوي والحصار وكذلك استهداف كل مكونات والمؤسسات الصحية بما فيها مرضى الفشل الكلوي, فنحن من خلالكم ومن خلال كل القنوات الاعلامية نتطلع الى جهد ايجابي وجهد تكاملي ما بين الجوانب الرسمية والجوانب المجتمعية وحقوق الانسان والمنظمات من اجل ان تستطيع المؤسسات الصحية القيام بواجباتها وتقديم الخدمات الطبية لكل المترددين سواء للحالات الروتينية او الطارئة في المستشفيات والمؤسسات الصحية, واخيراً كلمة للوطن … للشعب … للأمة, نحن نتعرض لعدوان مقيت وهمجي, اتمنى ان تتكاتف الجهود وان نكون على مستوى عالي من المسئولية والوطنية بحيث نواجه العدوان بتكاتفنا بصمودنا ونحن سننتصر بأذن الله بمظلوميتنا فنحن شعب مظلوم والنصر حليفنا ان شاء الله.
ذمار نيوز : نشكركم على وقتكم ونتمنى لكم النجاح والتوفيق في مهامكم.