الخبر وما وراء الخبر

“حديث الأسى “

31

ذمار نيوز || مقالات ||
[ 24 مارس 2020مـ -29 رجب 1441هـ ]

بقلم || سكينة المناري

لقد اختنقت برائحة الحبر,هذا مايقوله دفتري حين أكتب عنه ,لو كان بإمكان الأوراق البيضاء أن تتظاهر لرفعت لافتات تكتب فيها; لا يكفي دمع الأسى ,سيروا على نهجه واكملوا الطريق الذي شقه بدمه الزكي.

ياسيدي ماذا أقول!
وقد كان يستيقظ الفجر فيجدك قد سبقته لقيام الليل,ويتعثر الصباح فيرى نورك قد سطع وملأ الكون

ماذا أقول !
وقد كنت حسين الزمان!
وسليل الرسول !
ونهج علي !
وطف كربلاء!
في عطشك الحسين!
وفي استشهادك زيد!
ماذا اقول!
وفي محاضراتك نور
وفي مشروعك نجاة
وفي علمك بصيرة.

تربعت على أفئدتنا مدامع الحزن,وتصاعدت الزفرات تنعينا برحيلك ,فبأي الوجع أكتب ذكراك
هل أكتب عنك وانت تنادينا برفض الذل ونحن بوجهك نعرض !
ماذا ندفع الان حتى نكفر عن خطيئثنا !
كم تحججنا وتساءلنا ماذا نعمل؟!
فأجبتنا وكنت حانيا علينا لم تحملنا المشاق فقلت فقط “اصرخوا صرخة في وجه المستكبرين”

هل أكتب عن جرف سلمان ورفاقك الذين كتبوا إرشيفهم بالدم!
أم عن جثث لم يعثروا لها عن أهل!
أم عن أهل لم يعثروا على جثث أحبابهم!
أم عن عوائل دفنت في قبر واحد!
أم عن رغيف خبز يابس احتفظ به جريح لزوم وجبة فطور فتغمست بدمائه!

أم عن أمهات نجون من القتل فمُتن ألف مرة في اليوم بسكين مشحونة بذاكرة الفقد!

أم عن شجرة الرمان”الصعدية”التي شربت من دماء اصحابها حثى ثملت قبل أن يحرقوها !
أم عن كربلاء ثانية كنت حسينها في التضحية والفداء!
أم عن تلك الصخرة التي أسقطوها على رأسك حتى أغمي عليك!
أم عن حصاركم من الماء وذاك البئر الذي يقبع تحت الجرف وخلطه بالسم !

أم عن العشرين الرصاصة التي اخترقت أحشائك وزهوة المجرم في تلك اللحظة!
أم عن جروح تنكؤها هديل الحمام كل مساء,وما هديل الحمام هناك الا تاريخٌ للمذبحة!
انتحبت حجارة الأرض وبكت سحب السماء بدموع المطر !

عزائنا لهم وليس لنا!
فرغم مافعلوه وما ارتكبوه لم يقتلوك في أرواحنا في قلوبنا
فهاهي روحك تسبّح فينا مع كل انتصار
وعزيمتك تشدو على قيثارة العزّ
ووهجك الملائكي يضيء في كل روضات الشهداء
وجرحك الغائر يطيب في جسد كل جريح
وبأسك يترجم في بندقية كل مجاهد
وثورتك مستمر في كل ثائر حرّ
وفكرك يتدفق في مجرى الدماء
السلام عليك أيه البدر
السلام عليك ايه النجم الذي لم يأفل نوره
السلام عليك أيها العلم المستنير
السلام عليك
كنا امواتا واحييتنا بهديك من جديد.