الخبر وما وراء الخبر

عام أكثر وجعا ينتظر تحالف العدوان

23

“اليمن الذي تعرض للقصف والتدمير خلال الأشهر الأولى والسنوات الأولى لعدوان إجرامي دون رد، لم يعد كما كان على صعيد القدرات العسكرية، وعلى قادة العدوان أن يدركوا ذلك”، بهذه العبارة ختم ناطق القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع العام الخامس من صمود الشعب اليمني في وجه العدوان السعودي الأمريكي، مؤكدا “أن العام السادس إذا استمر العدوان سيكون أقسى وأشد إيلاماً” .

خلال العام الماضي تضاعفت عمليات وقدرات الجيش واللجان اليمني الشعبية بشكل كبير مقارنة بأربع سنوات سابقة، “ونجحت القوات المسلحة اليمنية في تنفيذ عمليات عسكرية واسعة ونوعية فرضت معادلات جديدة في المعركة وأدت إلى خسائر كبيرة في صفوف وعتاد قوات العدو، وتمكنت من تحرير مناطق واسعة في جبهات نهم والجوف ومارب والضالع وجبهات الحدود”.

وبلغة الأرقام ووفقا لما أعلنه العميد سريع، خلال مؤتمر صحفي بالعاصمة صنعاء الاثنين 23 مارس 2020، أطلقت القوة الصاروخية خلال سنوات العدوان أكثر من 1067 صاروخًا باليستيًا ومجنحا مطورة ومصنعة محليا من نوع “قاهر وبركان وبدر وقدس 1 المجنح ونكال وقاصم وذو الفقار”، منها 410 صواريخ بالستية قصفت أهدافًا عسكرية ومنشآت حيوية في العمقين السعودي والإماراتي”، كاشفا عن تجربة منظوماتنا صاروخية جديدة أكثر تطوراً في السرعة وأكثر قوة من ناحية القدرة التدميرية وأكثر دقة من حيث إصابة الأهداف وأكثر كفاءة من الجانب التفني سيتم الكشف عنها قريبا.

وفيما يخص عمليات سلاح الجو المسير أوضح العميد سريع أنه تم تنفذ 4116 عملية منها 669 استهدفت قواعد ومنشآت عسكرية وأهداف حساسة وتجمعات ومعسكرات للعدو في العمقين السعودي والإماراتي، من ضمنها 160 خلال العام الجاري، 66 عملية منها في عمق العدو السعودي و94 في أهداف عسكرية بالداخل.

وأمام تصاعد قدرات اليمن نجد قوى العدوان لم تعد كما كانت في الأعوام الأولى، ففي مقابل أكثر من 250 ألف غارة شنها العدوان خلال أربع سنوات، هناك فقط 6656 في العام الأخير في تراجع كبير يؤكد فعاليات منظومات الدفاع الجوي اليمنية التي أزيح الستار عن أربع منها مؤخرا بعد خضوعها لعمليات تطوير بخبرات يمنية، وقد تمكنت تلك المنظومات من إسقاط طائرة تورنيدو معادية منتصف فبراير الماضي في سماء محافظة الجوف.

المعطيات على الأرض تؤكد تنامي قدرات الجيش واللجان الشعبية فخلال الشهرين الماضيين تم تنفيذ 227 عملية هجومية متنوعة، وتمكن من تحرير مساحات شاسعة في نهم ومأرب والجوف تساوي أضعاف مساحة “الإمارات والبحرين وقطر والكويت” مجتمعة، وفي المقابل شنت قوى العدوان 48 عملية خلال الأشهر الأولى 2020م تصدى لها الجيش اليمني.

على صعيد آخر تضرر “القطاع الاقتصادي لقوى العدوان جراء الضربات الصاروخية وضربات سلاح الجو المسير، ولازالت التداعيات والأضرار الاقتصادية على العدو جراء عمليات قواتنا منها عملية توازن الردع الأولى والثانية ما تزال مستمرة وفي ارتفاع، وأن العمليات أدت إلى الإضرار بالقطاع النفطي السعودي على وجه التحديد وكذلك قطاعات حيوية أخرى”.

واختتم العميد سريع مؤتمره الصحفي بالتأكيد على “جاهزية القوات المسلحة المطلقة لتنفيذ أية خيارات تقررها القيادة خلال العام السادس من الصمود وقدرتها الكاملة على تنفيذ عمليات نوعية تلحق أضراراً بالغة في اقتصاد دول العدوان”، منوها إلى “استكملت الترتيبات لذلك من تحديد الأهداف الى الجاهزية للتنفيذ”.

وتوعد القوى المعتدية “بتسديد ضربات استباقية دون تردد لأي عملية هجومية قادمة للعدوان أو رداً على أي جريمة قد يرتكبها العدوان بحق أبناء شعبنا وبلدنا”، مؤكدا امتلاك اليمن مخزونًا استراتيجيًا من أسلحة الردع وعلى رأسها الصواريخ الباليستية والمجنحة وعلى العدوان أن يتوقع ألف صاروخ كالتي دكت قواعده ومنشآته خلال 5 سنوات، لكن هذه المرة في “مدة أقل بكثير”.

في المحصلة يبدو أن العام السادس سيكون بداية عمليات “الوجع الكبير” على دول التحالف التي توعدهم بها قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، إن هي مضت في حربها العدوانية وحصارهم بحق الشعب اليمني، فيمن 26 مارس 2015 مختلف كليا عن 26 مارس 2020.