الخبر وما وراء الخبر

كيف يمكن أن يقتلك كورونا دون أن يصيبك؟

31

حذر كاتب مغربي من نشر الشائعات التي يمكنها أن تثير الفزع بين الناس فيما يخص فيروس كورونا المستجد، الذي صار وباء عالميا، وخلف عشرات الآلاف من القتلى والمصابين حول العالم.

وقال الكاتب عبد العزيز كوكاس في مقال بصحيفة “هسبريس” المغربية: “هناك من يجتهد في استخراج أرقام مخيفة من وحي خياله المريض، وللأسف فالأخبار السيئة دوما تعبر بسرعة، كما يقول المثل الإنجليزي”، بحسب المقال.

وكتب كوكاس: “ليس استرخاصا بأرواح العباد لنقول إن الرقم حتى اليوم غير مخيف، فالوباء حقيقي وخطره قائم، لكن هناك ما هو أخطر من كورونا، وهو الأخبار الزائفة والشائعات التي تخلق هالة من الفزع والرعب الأشد فتكا”، وهو ما سماه “الكورونوفوبيا”.

وحذر الكاتب المغربي من نشر الشائعات التي يمكنها أن تثير الفزع بين الناس فيما يخص فيروس كورونا المستجد، الذي صار وباء عالميا، وخلف عشرات الآلاف من القتلى والمصابين حول العالم.

وقال الكاتب كوكاس في مقال بصحيفة “هسبريس” المغربية: “هناك من يجتهد في استخراج أرقام مخيفة من وحي خياله المريض، وللأسف فالأخبار السيئة دوما تعبر بسرعة، كما يقول المثل الإنجليزي”، بحسب المقال.

وكتب كوكاس: “ليس استرخاصا بأرواح العباد لنقول إن الرقم حتى اليوم غير مخيف، فالوباء حقيقي وخطره قائم، لكن هناك ما هو أخطر من كورونا، وهو الأخبار الزائفة والشائعات التي تخلق هالة من الفزع والرعب الأشد فتكا”، وهو ما سماه.

واستشهد الكاتب بقصة رمزية يرويها الراهب الهندي أنتوني دي ميللو مؤداها أن “الطاعون كان في طريقه إلى مدينة دمشق، فالتقى أثناء عبوره الصحراء قافلة، سأله قائدها: “لم العجلة؟ إلى أين تمضي هكذا مسرعا؟”، فأجابه الطاعون: “إلى دمشق، أنوي القبض على حياة ألف شخص”، وأثناء رجوعه من “مهمته” التقى الطاعون بذات القافلة، بعد أن كان قد ذاع ما فعله الطاعون من كوارث بالشام، فقال له قائدها مستنكرا: “لقد أخذت حياة 50 ألف شخص، وليس فقط ألفا كما ادعيت”، لكن الطاعون أجاب بيقين المخلص الملتزم بكلمته: “لا أبدا، أخذت فقط روح ألف ضحية، ولكن الرعب والفزع هو من حصد الباقي!”.

وأضاف: “نحن في حالة حرب ضد فيروس قاتل، ويفترض أن نكون سندا لهؤلاء الجيوش الموجودين في فوهة الخطر من أطباء وممرضين مدنيين وعسكريين ومن نساء ورجال الوقاية المدنية والجمارك والدرك والأمن والجيش، وكل عبث بنشر أخبار زائفة هو مساهمة في إضعاف وتقويض معنويات هذا الجيش، يفرض بجانب إعمال القانون وتنزيل العقاب، أن يكف أصحاب الضحك الخايب والمستهترون عن نشر أي كلام بلا سند، بادعاء وقائع زائفة أو تحوير وقائع حقيقية بكلام مغلوط يشوه الحقائق ويخلق الفزع بين الناس ويروعهم، فهذا أكبر خطر من الجائحة التي ساوت في ضربها العالم كله، وستمر كما مرت المجاعات وباقي الأوبئة وبأقل الخسائر متى ما اتخذنا الحيطة اللازمة وتخلينا عن العبث والاستهتار”.

وتابع: “علينا أن نكون حذرين من تصديق كل ما ينشر ونساهم في ترويجه حول وباء كورونا، فذلك يمكن أن يقتل العديدين منا ليس بسبب الفيروس ولكن برهاب الخوف والفزع، ذلك أن الفتنة أشد من القتل”.

واختتم مقاله: “لا يمكن أن يكون الموت صعباً، فحتى الآن لم يفشل فيه أحد”، كما يقول الكاتب نورمان ميلر، لكن الصعب هو أن يموت الناس بأسباب خلق حالة من الفزع والتهويل وترويج الأخبار الكاذبة.