موقع أجنبي: السياسة العدوانية المفرطة للسعودية تضر بصورتها
نشر موقع ” الخليج الجديد” تقريرًا مترجماً عن “انسايد أرابيا” نشره اليوم الأربعاء قال فيه إن حماس السعودية لتفعل ما تريده في الشرق الأوسط، توسع منذ أصبح محمد بن سلمان وليًا للعهد في 2017م، ومنذ ذلك الحين، قمع الأمير الشاب معارضي النظام والناشطين الحقوقيين، بينما قاد حملة تطهير طالت شخصيات ملكية ووزراء ورجال أعمال سعوديين جاءت تحت مسمى حملة “مكافحة الفساد”.
وتابع التقرير: اعتبرت السعودية أن اليمن جزء من أراضيها، وسعت لدمجها تحت لواء المملكة والتأثير على سياساتها، لجعلها أكثر اعتمادا على الرياض. فقد سعت إلى ثورة مضادة ضد الثورة الجمهورية المدعومة من مصر في شمال اليمن عام 1962، ومولت نمو السلفية في البلاد منذ الثمانينيات.
وقد استخدمت الرياض الدين كأداة لأجندة “السعودية أولا” الخاصة بها.
ومع ذلك، منذ عام 2015، تطورت في المملكة القومية الإصلاحية ذات الميول العلمانية بالتزامن مع الموجة العالمية الحالية من القومية الشعبوية، حيث تعطي العديد من الدول أولوياتها لمصالحها الوطنية الخاصة.
وبصفته القائد الشاب لهذه الدولة ذات القومية المفرطة، فقد تخلى “بن سلمان” عن السياسات الخارجية التقليدية، واتخذ إجراءات أكثر جرأة وعدوانية تجاه اليمن وقطر وإيران.
وبالرغم من إضرار التدخل الكارثي باستقرار اليمن وصورة المملكة، إلا أن عملية “عاصفة الحزم” غرست إحساسا أكبر بالحماسة القومية داخل المملكة، الأمر الذي شجع بدوره جهودها الحربية. والآن ترفض الرياض أي شكل من أشكال الانسحاب لتجنب قبول الهزيمة وفقدان ماء الوجه أمام المواطنين.
وفي الوقت الذي تقوم فيه السعودية بسحق كل معارضة لنظامها في الداخل، أدت حساسيتها المفرطة للنقد إلى الكثير من العدوانية مع الدول الأخرى إقليميا وعالميا.
ولفت التقرير إلى أن الطفرة التي تبحث عنها السعودية تتمثل في تعزيز الجانب العسكري حتى تصبح المملكة قوة إقليمية مهيمنة. وأصبحت السعودية أكبر مستورد للأسلحة في العالم من عام 2014 حتى عام 2018، حيث زادت مشترياتها بنسبة 192% مقارنة بالفترة 2009-2013. كما كانت هناك تكهنات بأن الرياض تعمل على تطوير قدراتها النووية الخاصة لمحاربة إيران.
وبالرغم أن المملكة قالت إن خطتها للتطوير النووي سلمية، وأنه من المرجح أنها تسعى إلى الحصول على التكنولوجيا النووية وليس قنبلة فعلية في هذه المرحلة، قال “بن سلمان” عام 2018: “بلا شك، إذا طورت إيران قنبلة نووية، فإننا سوف نحذو حذوها في أقرب وقت ممكن”.
علاوة على ذلك، بينما تسعى المملكة إلى وضع نفسها كزعيم لمجلس التعاون الخليجي، فقد عقدت العزم على حصار قطر وشيطنتها. ودفع نهج الدوحة المستقل عن السياسة الخارجية للرياض والإمارات ومصر والبحرين إلى فرض حصار عليها منذ يونيو/حزيران 2017، لإجبار قطر على الانسجام مع بقية دول مجلس التعاون الخليجي.
ومن خلال تقديم نفسها كقوة استقرار ضد دعم قطر المزعوم للإرهاب، تستخدم الرياض الخطاب القومي لتبرير معارضتها لجارتها. وأثار هذا الشعور انقسامات أكبر في مجلس التعاون الخليجي.
ودفعت رغبة الرياض في الحفاظ على صورة عالمية إيجابية إلى اتخاذ إجراءات غير منطقية تجاه حلفائها الغربيين أيضا. وفي أغسطس/آب 2018، دخلت المملكة في خلاف دبلوماسي كبير مع كندا، بعد أن عبرت وزارة الخارجية الكندية على “تويتر” عن قلقها بشأن اعتقالات الرياض للعديد من المجتمع المدني وناشطات حقوق المرأة.
وردت السعودية بطرد سفير كندا وإنهاء العلاقات التجارية معها، وانتقدت ما وصفته بتدخل كندا “العلني والسافر في شؤونها الداخلية”.
وأشار التقرير إلى أنه بجانب مشاريع السعودية العدوانية ضد اليمن وقطر، أضرت فظائع أخرى، مثل مقتل “جمال خاشقجي” في إسطنبول في أكتوبر/تشرين الأول 2018، بجهود حملة العلاقات العامة للترويج لصورة السعودية الجديدة.
في النهاية، يتضح للمملكة أن مواصلة موقفها القومي والعدواني المفرط في المنطقة وخارجها قد يزيد من عزلتها ويضر بصورتها.