عام النصر
ذمار نيوز || مقالات ||
[ 18 مارس 2020مـ -23 رجب 1441هـ ]
بقلم || حسن الديلمي
جاءت العملية الأخيرة التي أعلن عنها المتحدث الرسمي باسم الجيش واللجان العميد يحيى سريع اليوم، والتي حملت عنوان “فأمكن منهم” تتويجا للعمليات العسكرية الكبرى “البنيان المرصوص” و”نصر من الله” و “فأحبط أعمالهم”.
فعلا هو عام النصر، ولهذه العمليات الأسطورية عمق ودلالات ومضمون واسع سيحكيه الواقع في عدة أشهر يؤكد فيه أن الوقت قدحان لتحرير كافة أرجاء البلاد.
وما تساقط تلك المواقع المهمة إلا دليل واضح أن العدو يلفظ أنفاسه الأخيرة، الواقع الذي يثبت أن الأوطان لها رجالها الصادقين الأوفياء، إن أرادوا بصدق وعزيمة كان لهم ذلك.
كما أن توثيق كل العمليات التي ينفذها أبطال الجيش واللجان الشعبية بالصوت والصورة بحد ذاته سلاح أفتك بمعنويات العدو، وخيب أطماعه في البلاد، وأفشل كل رهاناته.
فالحرب لها رجالها المتسلحين بسلاح الوعي، ونور البصيرة، الحاملين أرواحهم على أكفهم رخيصة في سبيل الله، ودفاعا عن المستضعفين، كما أن بذل النفس والمال ماهو إلا مصداقية على أرض الواقع.
كذلك فإننا حين نتوجه في صلاتنا ونسكنا ومحيانا ومماتنا لله لاشريك له، لا لأمريكا ولا لإسرائيل ولا للارتهان للخارج كما هو حال المرتزقة اليوم، وبذلك أُمرنا ونحن أول المسلمين، فعند ذلك التوجيه تأتي عناية الله، وتأييده وتمكينه ونصره بشارة للمؤمنين.
أما حال الارتهان فهو الخزي والذل والعار كما رأينا في ذات المشهد لتلك العملية، فكيف يرجون النصر وتلك الخمور في مقدمه صفوفهم، وتملأ مواقعهم، أولئك عبدوا أنفسهم للشيطان، إن كيد الشيطان كان ضعيفا، لهم خزيٌ في الدنيا، وعلى الملأ بالصوت والصورة وفي الآخرة لهم عذاب أليم.
ختاما نقول لمن تبقى من أولئك المخدوعين، وما زالوا في غفلة، أرجعوا إلى صوابكم و إلى حضن الوطن قبل فوات الآوان، واستفيدوا من قرار العفوا العام… ماذا بعدما رأيتموه؟ سوى قرارين إما أن تفروا إلى خارج البلاد، وتتيهوا في الأرض كما تاه بني إسرائيل من قبلكم، وإما أن تعودوا إلى حضن البلاد، وتستفيدوا من قرار العفو العام، فلا تلقوا بأنفسكم إلى الهاوية، أم أنها لعنة حلت عليكم، “وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون”.