الخبر وما وراء الخبر

استحِ من الله أن تبخل في مال الله

35

ذمار نيوز || مقالات ||
[ 16 مارس 2020مـ -21 رجب 1441هـ ]

بقلم || عدنان الكبسي

حينما يتأمل الإنسان في واقعه يجد أنه يتقلب في نعم الله سبحانه وتعالى، ولا يجد شيئاً تقوم به الحياة إلا وهو نعمة من الله ((وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ))، ولكن كم يكن الإنسان كفور بنعمة الله عليه إذ يمنّ عليه بنعمة المال فإذا هو يبخل من أن ينفق من مالٍ منحه الله.

البخل والشح نتيجة عدم الثقة في وعود الله، البخلاء يعيشون أزمة ثقة بالله، دنيئة نفوسهم، حقيرة روحيتهم، يعد الله المنفقين بأن يخلف لهم {وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ ۖ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} يعدهم الله بمضاعفة ما أنفقوا ((مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ ۗ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ))، ولكن مشكلة البخلاء أنهم لان يثقون في وعود الله سبحانه وتعالى، يقول السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي حفظه الله: (البخيل يعيش أزمة الثقة بالله ويعيش حالة سوء الظن بالله، يسيء ظنه بالله سبحانه وتعالى، وليس عنده أمل في أن يعوّضه الله وأن يخلف عليه وأن يبارك له، حتى الوعود في القرآن الكريم، الوعود على الإنفاق، الوعود في مقابل الصدقة، الوعود في مقابل الإنفاق في سبيل الله، الوعود في مقابل فعل الخير، كل هذه الوعود لا يثق بها البخيل، لم يصدِّق وعد الله سبحانه وتعالى، فعنده مشكلة في إيمانه وأزمة في ثقته بالله سبحانه وتعالى. أيضاً على المستوى النفسي، دنيء النفس، البخيل دنيء النفس، ولهذا هو لا يمتلك الكرامة النفسية التي تؤهله للعطاء، وللتعاطف مع الآخرين، وللاهتمام بالقضايا المهمة).

فمن يبخل ولا يشارك في دعم القوافل العينية والمالية دعماً للمرابطين في الجبهات فهو ممن لا يرعى الجميل ولا يقدر النعمة ولا يحمل روحية الإحسان، وليس لديه مروءة، يقول الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي رضوان الله عليه: (لو نتأمل ـ أيها الإخوة فعلاً ـ موقفنا من الله مع عظيم إنعامه علينا لوجدنا كيف نحن جديرين بقوله:{إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ}(إبراهيم: من الآية34) بهذه الصيغة:{كَفَّارٌ} يكفر بالنعمة، ما يرعى الجميل، ولا يقدر الإحسان، ولا يشكر النعمة، يعطيه مليون ويقول له: أخرج منها خمسة آلاف ريال في سبيل الله. يقول: الله كريم، ما معي شيء).

فاستحِ من الله أن تبخل في مال الله الذي منحك إياه، واستحِ من تضحيات الرجال المدافعين عن عزتك وكرامتك ولا تدعمهم مما رزقك الله كأقل تقدير.
المؤمن ليس بخيلاً ولا جباناً، يقول الإمام علي (صلوات الله عليه): ((لا تجد المؤمن جباناً ولا بخيلاً)), ((البخل والجبن خَلَّتان يجمعهما سوء الظن بالله)).

بل فطرة الإنسان تأبى البخل والشح وتحب السخاء والكرم، فكن إنساناً معطاء سخياً كريماً، واجعل لك بصمة في مواجهة العدوان، وانظر الباذلين دماءهم في جبهات العزة والشرف لتكن باذلاً لمالك دعماً لهم ومسانداً لهم، ولا أراك إلا يمانياً أصيلاً مؤمناً حكيماً أهلاً للعطاء والجود والسخاء والكرم.