في رمال الجوف رجال الله يدفنون أحلام تحالف العدوان وعاصفة حزمه.
بقلم || صدام حسين عمير
لكل إنسان يعيش على هذه البسيطة أحلام يرنو الى تحقيقها، سواء كانت احلام على المستوى الفردي او على مستوى الشعوب والامم ،لكن احيانا تكون تلك الأحلام غير سويه، لان تحقيقها على الواقع لن يتم الا بالتعدى على حقوق الأخرين.
فعلى سبيل المثال الكيان السعودي كان من ضمن احلامة الشيطانية ،التى كان يمني النفس الى تحقيقها ضم محافظة الجوف اليمنية الى كيانه، لمعرفته لما تحويه أراضيها من خيرات نفظية وغازية ،ناهيك عن خصوبة تربتها وارتفاع منسوب المياة فيها، وعلى مدى عشرات السنيين كان النظام السعودي يمهد ويخطط لذلك اليوم الذي يضم فيها الجوف اليمنية الى ممتلكاته.
فعمد النظام السعودي وبتعاون وتماهي من نظام صنعاء خلال حكم عفاش، الى تنفيذ العديد من المخططات الشيطانية بغيه عزل الجوف عن بقية محافظات اليمن، ليتمكن حسب إعتقاده من السيطرة على الجوف دون ممانعة شديدة من اليمنيين، وأهم تلك المخططات التي جرى تنفيذها
1- العبث بالسلم الأجتماعي لمحافظة الجوف، عن طريق اشعال الحروب بين قبائل المحافظة وتوفير الأمكانيات اللازمة لذلك، وبالتالي انشغال ابناء المحافظة بالثأرات القبيلة فيما بينهم.
2 – تدمير التعليم العام في المحافظة ،بالمساعدة في تفشي ظاهرة الغش وبشكل كبير، بحيث اصبحت الجوف في فترة من الفترات ملاذا مناسب لبعض الطلاب من بقية المحافظات ، من يرغبوا في الحصول على معدلات مرتفعة في الثانوية العامة ، وتكون نتيجة ذلك جيل فاشل غير قادر على النهوض بمحافظتة.
3- حرمان المحافظة من كل مقومات الحياة ، من البنية التحتية كتعبيد الطرقات وانشأء المستتسفيات والجامعات، او فتح فروع لكليات، بالرغم من فتح فروع لكليات في مديريات في بعض المحافظات .
4- عدم استخراج الثروات المعدنية، وبالأخص النفط والغاز والموجودة بكميات هائلة، لان استخراجها سيلفت نظر اليمنيين نحو الجوف وأهميتها ويقوي ارتباطهم بها.
5- عدم فتح منفذ حدودي رسمي مابين اليمن والسعودية من محافظة الجوف ،كغيرها من المحافظات حتى لايكون ذلك ترسيم للحدود ، ولايكون هناك ايرادات تستفيد منها المحافظة وبقية محافظات اليمن.
6- افراغ المحافظة من كل المعالم الأثرية ،والتي تدل على ان هناك حضارة قامت بأرض الجوف اليمنية، ويتمثل ذلك في ضم براقش الأثرية عاصمة دولة معين الأولى الى مديرية مجزر التابعة لمحافظة مأرب .
7- العمل على شيطنة أبناء محافظة الجوف وتشوية سمعتهم، وتخويف بقية اليمنيين من التعامل معهم ، لإنهم عبارة قطاع طرق وأغبياء وهم فقط عالة على بقية اليمنيين ، بحيث اذا فكرت السعودية يوما ما في ضم الجوف الى أراضيها، لن تكون هناك اي مواقف جادة في التصدي لذلك من قبل اليمنيين.
ظل الحال في الجوف على ماهو عليه طوال حكم عفاش من البؤس والحرمان ،في حين الكيان السعودي يتحين الفرصة المناسبة للانقاض عليها، واستبشر ابناء الجوف كغيرهم من ابناء اليمن بثورة الحادي عشر من فبراير 2011م ، لعلها تكون المنقذ لهم من ظلم القريب وطمع الغريب، لكن تم التأمر عليها ووأدها في مهدها من قبل الكيان السعودي واسياده الامريكان، لم ييأس ابناء الجوف الأحرار وبقية ابناء اليمن، التواقين الى الحرية والخلاص من التبعية للخارج، من فشل ثورتهم الأولى بل اعقبوها بثورة اخرى ،تحررهم من الوصاية الخارجية والمتمثل في ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر 2014م المباركة، عندئذ أحس الكيان السعودي واسياده الأمريكان بالخطر يهدد مصالحهم بعد هزيمة آياديهم المحلية، فشنوا عدونا ظالما على اليمن شارف عامه الخامس على الأفول آواخر شهر مارس الجاري.
نتيجة لذلك العدوان سقطت بعض المحافظات او أجزاء منها تحت سيطرة تحالف العدوان السعودي الأمريكي ومحافظة الجوف احدى تلك المحافظات، حيث سقطت الحزم عاصمة محافظة الجوف ومعها مديرية الخلق بشكل كامل، واجزاء من مديريات الغيل والمتون والمصلوب وخب الشعف بيد تحالف العدوان ومرتزقته آواخر 2015م، وقتئذ اعتقد الكيان السعودي إن الحلم الذي كان يراوده طويلا بضم محافظة الجوف اليمنية الى أملاكة قد تحقق او على وشك التحقق، لذلك عمل على ربط القوات التابعة له ومرتزقته والمتواجدة في أجزاء من محافظة الجوف الى قيادة جيشه بأمارة نجران ، و لم يتم ربطها بوزارة الدفاع التابعة للمرتزقة .
لقد توهم الكيان السعودي إن أبناء الجوف وبقية أبناء اليمن كأؤلئك المرتزقة اللاهثين وراء أمواله، لقد نسي الكيان السعودي او تناسى منهم اليمنيين، الذين يملكون تاريخ مشرقا بالبطولات ومقارعة الغزاة والقضاء على كل غازي وطامع بأرضهم.
و منذ سقوط عاصمة محافظة الجوف واجزاء من بعض المديريات، لم تتوقف هجمات رجال الله ضد الغازي ومرتزقته في تلك الأماكن المحتلة ،حتى تكلل النصر الكبير بتحرير الحزم عاصمة محافظة الجوف بتاريخ 1-3-2020م ،بعد ان كان سبق ذلك التاريخ بعدة أيام تحرير بقية المديريات ، لتحرر محافظة الجوف بشكل كلي الإ من اجزاء بسيطة بمديرية خب الشعف جاري العمل هذه الأيام على تحريرها .
بتلك الأنتصارات العظيمة بفضل الله وتوفيقه لجنده المؤمنين، يكون رجال الله قد قضوا على حلم الكيان السعودي، المتمثل بضم محافظة الجوف اليمنية الى املاكه، ليتم دفن حلمه برمال الجوف، وذبح عاصفة حزم عدوانه بحزم الجوف .
* عضو اللجنة المركزية للحزب الإشتراكي اليمني .