الخبر وما وراء الخبر

السعودية تستعين بـ”الارهاب” لإحكام سيطرتها على المهرة

31

بعد ساعات من زيارة الوفد الأمريكي لمحافظة المهرة اليمنية والاستقبال العسكري السعودي الذي رافقه أمس الثلاثاء، خرج الناطق العسكري باسم التحالف العربي ” تركي المالكي” اليوم الأربعاء، معُلنًا “احباط هجوم إرهابي زورق مفخخ كانت على وشك استهداف احدى ناقلات النفط بالقرب من ميناء نشطون غرب مدينة الغيضة ” حد تعبيره .

الطباخة الامريكية للأحداث مع دول التحالف في تبرير حربهم على اليمن والسيطرة على المراكز الأكثر أهمية في المهرة، تحت ذريعة “مكافحة الإرهاب وتأمين الملاحة”، لم تعد تنطلي على أحد، سيما أنها تأتي متزامنة مع تصاعد الاحتجاجات الشعبية المناهضة للاحتلال السعودي في المهرة بشكل غير مسبوق.

وبحسب وكالة الأنباء السعودية “واس”. فأن “المالكي” أكد أن أربعة زوارق حاولت مهاجمة ناقلة نفط ابحرت باتجاه خليج عدن وتفجيرها بأحد هذه الزوارق التي وصفها بالغير المأهولة، في استهتار واضح بوعي أبناء محافظة المهرة واليمنيين الذين يدركون ان المياه اليمن الاقليمية التي تمتد على البحر الأحمر مرورا باب المندب وبحر العرب حتى الحدود العمانية تقع تحت سيطرة قوى التحالف بزعامة السعودي والامارات منذ 5 أعوام من الحرب على اليمن.

على غرار ذلك فقد أكد “المالكي ” استمرار قيادة قوات التحالف بتطبيق ما اسماها الاجراءات والتدابير اللازمة لتحييد وتدمير اي تهديد بحري بمنطقة عمليات التحالف البحرية، وبما يعني مضاعفة التحركات السعودية في محافظة المهرة شرق اليمن، في إطار خدمة الاطماع الأمريكية الإسرائيلية في بحر العرب جنوب الجزيرة العربية.

يرى ناشطون سياسيون من ابناء المهرة، أن الولايات المتحدة وزيارة وفدها تزامنًا مع إشاعة ناطق التحالف خبر احباط عملية إرهابية في قبالة سواحل اليمن على البحر العربي ، تهدف إلى تعزيز حالة التوتر الأمني في المهرة، عبر الدفع بعناصر القاعدة الذين ترعاهم واشنطن، إلى التظاهر بالاستفزاز من الزيارة والتدخل الأمريكي في المهرة، بما يؤدي إلى تعزيز التواجد العسكري لقوات الاحتلال على امتداد المياه اليمنية بحجة ” مكافحة الارهاب ”.

وكان تقرير لـ”صحيفة ناشيونال انترست”، مطلع 2019، قد تحدث بأن السعودية استقدمت عناصر من تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، إلى المهرة، وتجنيدهم ضمن ما يسمى “خفر السواحل” و “القوات الخاصة”، بعد اتفاق الإمارات مع عناصر “القاعدة” عقب سيطرتهم على مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت عام 2017م.

كما تسعى السعودية بعد فرض سيطرتها على ميناء نشطون نهاية العام 2017، والمنافذ البرية، إلى تنفيذ مشروع مد أنابيب النفط الخاصة بها عبر أراضي المهرة اليمنية، وصولا إلى بحر العرب، هروبا من التهديدات الإيرانية في مضيق هرمز.

فمنذ الوهلة الأولى لسيطرة السعودية على المهرة، عززت الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، من تواجدهما في المهرة، بإرسال عدد من ضباطها العسكريين، تحت ما يسمى تقديم الدعم والمساندة للقوات السعودية، وذلك بعد أيام من وصول قوات الأخيرة إلى مطار الغيضة، وتحويله لقاعدة عسكرية أمريكية بريطانية على البحر العربي في نوفمبر 2017م.

خلال الفترات الماضية، ظلت المهرة بعيدة عن الصراعات السياسية، وخلوها من عناصر تنظيمي “القاعدة وداعش” الإرهابيين، إلا أن التواجد الأمريكي البريطاني، واستمرار التعزيزات العسكرية السعودية، يضع تساؤل حول المشهد الأمني القادم في المهرة !!