مرحباً رجب شهر الله الأصم وشهر اليمانيين
بقلم العلامة/ سهل إبراهيم بن عقيل*
كان ذلك في السنة الثامنة من الهجرة النبوية الشريفة عندما أرسل الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم سيدنا علياً كرَّم الله وجهه إلى صنعاء وأرسل سيدنا معاذ بن جبل إلى الجند لدعوة السكاسك والمعافر وأرسل سيدنا خالد بن الوليد إلى نجران، دعاةً للإسلام.
فرجب هو شهر اليمانيين بامتياز، دون غيرهم من أبناء الجزيرة العربية، وكان وصول سيدنا معاذ إلى بلاد السكاسك “الجند” وهي عاصمتهم آنذاك، لدعوة أهلها إلى الإسلام فأجابوه طواعية، وأرسلوا إلى المعافر فوصلوا إلى الجند زرافات ووحدانا، ليسمعوا الداعي إلى الإسلام سيدنا معاذ بن جبل، فلما أسمعهم ما جاء به من الرسالة إليهم وجدوا أنها الحق الذي يجب أن يكونوا السباقين إليه لينالوا السيادة في الدنيا والآخرة، وكان لهم ذلك، وأمرهم سيدنا معاذ ببناء المسجد، فكان بناء مسجد الجند في أول جمعة من رجب، وأقيمت الصلاة فيه، ولا زال اليمانيون من ذلك اليوم إلى يومنا هذا يحتفلون في أول جمعة من رجب من شرق اليمن إلى مغربها ومن جنوبها إلى شمالها بأول جمعة من رجب التي خرجوا فيها من الظلمات إلى النور بالدعوة المحمدية، ويا لها من مناسبة يجب الاحتفال بها، ولا زلنا إلى يومنا هذا نرى العجائب في هذا الشهر المبارك، وفيما قبله من الشهور وما يأتي بعده من الشهور بانتصار الإسلام والمسلمين على أعداء الإسلام سواءً في اليمن أو خارج اليمن، وعلى من يريد أن يتتبع الملاحم التي وقعت للإسلام والمسلمين في هذا الشهر المبارك عليه أن يتفقد بنك المعلومات ليعرف أن عدد الانتصارات التي تحققت في شهر رجب وما بعده لا تكاد تحصى في تاريخ الإسلام.
ونحن اليوم نعيش الانتصارات التي أذهلت العالم أمام حرب كونية ” إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ”.الصف”4″.
ولن يمضي رجب شهر العجب إلا ويأتي بعده شعبان ورمضان، وسيأتي ذو الحجة بأمور يشيب لها الولدان إذ ستسقط أمام مدِّ الدعوة بقيادة الغرة المحمدية “سيدي عبدالملك بن بدر الدين” أعمدة الطاغوت في الجزيرة العربية –إن شاء الله تعالى- وسيحقق الله ذلك بأيدي المؤمنين الصادقين والله لا يخلف وعده ” وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ ” الشعراء”227″.. ” كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ” الأنبياء “104”.
ونحن نرى الآن أمام أعيننا أن خيط “التجهيل المستدام” خاصة في الجزيرة العربية قد انقطع إلى الأبد، ولن يعود، فلا تجهيل بعد اليوم، والحق حق أحق أن يتبع، وستتغير في هذه الظروف الصعبة الخرائط لجغرافية الجزيرة من شرقها إلى غربها لكي تبنى الوحدة.. وحدة الجزيرة العربية.
* مفتي محافظة تعز