ماذا تعني أول جمعة من شهر رجب بالنسبة لليمنيين؟!.
بقلم || عدنان الكبسي
أول جمعة من شهر رجب بالنسبة لليمنيين هو يوم فخر واعتزاز لكل اليمنيين، إذ كان هذا اليوم يوم لبس اليمنيون حلل الإيمان واعتمدوه هوية أصيلة سرت في الدم اليمني ليتجسد في واقع الحياة.
هذا اليوم استنار اليمنيون بنور الإسلام وتسلحوا بسلاح الإسلام، فحملوا القرآن ثقافة ومنهجاً ومبدءاً وقيماً، لدرجة أن قلده رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) وسام الشرف وحمل قلادة الهدى الرباني فقال رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله): (الإيمان يمان والحكمة يمانية)، فكان أهلاً لمنحه صفة متلازمة فيه يتوارثه جيلاً بعد جيل.
انطلق اليمنيون مؤمنون بالله مسلمين تسليم مطلق لعلم الهدى في تلك المرحلة وهم كذلك باقون في وفاءهم لأعلام الهدى كما شهد بذلك التاريخ اليمني.
ولكننا كيمنيين ولنا تاريخ مشرق في التاريخ الإسلامي غُيب تاريخ اليمنيين من ثقافاتنا ومنهجنا، لم نسمع بتاريخنا لا في مدارسنا ولا في معاهدنا، ولا في جامعاتنا، ولا في إعلامنا، وكأن ليس لنا مواقف إيمانية في التاريخ الإسلامي.
ولذلك نطالب حكومتنا الموقرة في صنعاء أن تعرفنا تاريخ اليمنيين، ومواقفهم المبدئية والقيمية في مناصرة رسول الله، وكذلك وقوفهم مع أعلام الهدى عبر التاريخ، ومواقفهم القيمية في مواجهة المحتلين والغزاة.
نطالب الحكومة أيضاً بإنزال مناهج لدراسة التاريخ اليمني الإسلامي في المدارس والجامعات والمعاهد لنتعرف على تاريخنا الحقيقي، وكذلك أن تكون هناك برامج في وسائل الإعلام تربطنا بالتاريخ الإسلامي اليمني.
نريد أن نعرف مساجدنا التي بُنيت بأمر رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله)، ونعرف مظلوميات حصلت لليمنيين، ومواقف مشرفة لأهل اليمن في مواجهة المضلين والإنحرافيين.
نتعرف على حقيقة التاريخ اليمني الأصيل والذي وصلنا الإيمان بصفاءه ونقاءه عبر الأجيال المتعاقبة وأعلامهم في كل عصر، حتى صار الإيمان هوية يهواها اليمنيون، وحتى تحولت مبادئ الإيمان إلى عادات وتقاليد وأصبحت أعراف وأسلاف في الواقع اليمني.
وهذا ما جعل قوى الشر والطغيان تتمادى في عدوانها على اليمن، ولكن سرعان ما تفتت وتكسر قرن الشيطان في صلابة الإيمان اليماني، وتقهقر الأشرار أمام أخيار اليمن، وانقهر الشيطان من إيمان اليمنيين وولى يجر أذيال الهزيمة، واضعاً عملاءه في نيران اليمنيين، غير مبالي بهم، ليقودهم إلى السعير في الدنيا والآخرة.