الخبر وما وراء الخبر

ملامح نهاية قرن الشيطان

24

ذمار نيوز || مقالات ||
[ 22 فبرير 2020مـ -28 جماد الثاني 1441هـ ]

بقلم / عبدالملك سام

هناك مثل يقول : “الأحمق وماله يفترقان سريعا”، وهو ينطبق تماما على (مبس) ولي عهد النظام السعودي المتهالك، وها نحن نرى هذا الأحمق يبدد ثروة قام أجداده بتوفيرها من وراء بيع ثروات البلد الذي تسلطوا عليه لمدة 100 عام! طبعا ما تم نهبه يفوق هذه الثروة بكثير، لكنهم كانوا مضطرين للمساهمة في دعم الأقتصاد الأمريكي المتطفل على الأنظمة الاستبدادية حول العالم. ووفق التقديرات التي أعتمدت على ماهو متاح من معلومات فقد كان المبلغ المحتجز في الولايات المتحدة يتعدى 3000 مليار دولار قبل عشر سنوات، ويبدو أن جزء كبير من هذه الثروة قد أستنفذت في حل مشاكل النظام الأمريكي الأقتصادية، لذا فأن “البلطجي” الأمريكي كأي بلطجي يحترم نفسه قد عاد آخر الليل ليجلد زوجته البائسة وينهب ما جمعته من مال، ولابد لها أن تسكت خوفا من شماته الناس بها!

صدقوني موقف السعودية لا يختلف كثيرا عن هذا، بل أن الأسواء هو ما قام به “ترامب” في عدة مواقف بفضح هذه الحقيقة على رؤوس الأشهاد. لقد صارت العلاقة بينهما معروفة للجميع، وهي كما قال عنها ترامب ذات مرة أنها علاقة “حماية”، بل وفسرها بأنه أذا ما ترك حماية النظام السعودي فأنه سيسقط خلال أسبوعين كحد أقصى! فأمريكا بعد أن ورطت هذا النظام في عدة مشاكل مع شعبها ومع الدول المجاورة لها أصبحت متأكدة من سقوط هذا النظام العاجز حتما.

حماقة هذا النظام لا حدود لها، فبدلا عن السعي للأستقلال والنأي بنفسه عن التبعية المدمرة، فقد تورط أكثر مع شريك “الزوج” غير الشرعي! وأعتقد واهما أنه بأقامة علاقة مع إسرائيل قد ينجو من قسوة النظام الأمريكي، ناسيا أن هؤلاء يحملون ذات المشروع وذات التوجه وعلاقتهم قديمة تصل لدرجة التكامل، وكل ما فعلته هذه الخطوة هو أن مبالغ الدفعات المنهوبة تم أعادة جدولتها فقط! وفي أقرب أزمة مالية أمريكية سوف يكتشفون أن ما فعلوه لم يكن سوى حماقة جديدة تنظم لسجل الحماقات السعودية الكثيرة جدا.

أكتملت المأساة بوصول (مبس) لدائرة أتخاذ القرار، فسلمان عاجز عن أدارة بيته فضلا عن ادارة دولة، وأبنه المدلل لديه ذلك الطموح المدمر، ولأنه يمتلك ذلك الغرور الصبياني فقد أستعجل الأمور، وهذا بالضبط ما كان ينتظره شخص جشع كترامب! وبدأ ترامب بتنفيذ طلبات هذا الغر وفق شروط زادت من تورط النظام السعودي ليسقط أكثر فأكثر في حبائل النظام الأمريكي، ومع كل طلب سعودي جديد كانت أمريكا تطلب المزيد، حتى وصل الأمر بأن أتخذت السعودية تدابير لم تعرفها منذ نشأة هذا الأسرة، كالضرائب، ورفع الدعم عن بعض السلع والخدمات، ونهب ثروات رجال الأعمال، والسعودة في التوظيف، ورفع رسوم الحج والعمرة، ومحاولة سرقة ثروات دول أخرى، وكبح جماح المؤسسة الدينية بغية تنشيط مشاريع غير مشروعة، وبيع أرامكو، وغيرها من التدابير التي أكدت أن ثروات هذا البلد الغني لم تعد تكفي!

كل هذه الخطوات لا تمثل حلا، بل أنها تؤخر السقوط ولا تتجنبه، خاصة وأنها أجراءات تدل على العقلية الإجرامية المتجذرة لهذا النظام، فقد أدت إلى زيادة سخط الشعب على النظام، وفقدان التيار الوهابي الذي كان أحد أهم الركائز لبقاءه، وأدى لخلق مشاكل عدة مع دول الجوار جميعها، ومشاكل في داخل الأسرة الحاكمة وما يسمى صفوة المجتمع، وهذه كلها تعتبر أسباب كافية لسقوط أي نظام في العالم، وفعلا أصبح هذا النظام محكوم تماما بالدعم الأمريكي فقط، وعاجلا أم اجلا ستتراخى هذه القبضة الممسكة بهذا النظام بأنتظار أول أزمة تحل بأمريكا، أمريكا التي اصبحت مهددة بالكثير من الأزمات خاصة التجارية منها.

مما سبق نعرف تماما بأن السقوط الحتمي هو مصير هذا النظام المتسلط على نجد والحجاز منذ قرن، أما متى فهذا لا يهم طالما والدلائل كلها تشير إلى أنه أصبح وشيكا. الموت السريري هو أشبه وصف لما يمر به النظام السعودي، فقط هناك من يؤخر الأعلان عنه حتى يقوم بترتيبات تضمن مصالحه، لذا نحن نرى هذا النظام يتورط بشكل متسارع في أبرام المزيد والمزيد من الصفقات المشبوهة، لعل أهمها التطبيع مع إسرائيل وغسيل الأموال الذي يتم بالأعلان عن صفقات كبرى نعرف كلنا انها لن تتم كمدينة نيوم و2030 وغيرها، هذه الصفقات التي ستكون المبرر أمام المواطن السعودي الذي سيسأل أين ذهبت كل تلك الثروات التي تخصه! وربما نسمع عن عمليات أغتيال غامضة للممثلين الرئيسيين لهذه الصفقة!