الخبر وما وراء الخبر

سقوط مزدوج

25

إكرام المحاقري

(وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى) فسدد الله تلك الرمية وسقطت إثرها طائرة ” تورنيدوا” والتي كانت تتعربد في أجواء اليمن في مهمة عدوانية لحصاد المزيد من أرواح الابرياء، لكن وكما هي العادة تجري الرياح بما لا تشتهي دول العدوان المارقة، سقطت الطائرة بسلاح حديث للدفاعات الجوية اليمنية لتسقط معها هيبة الدول الأوربية المصنعة لها ونكس العدوان رآسه مجددا حيث لم تكن هذه أول طائرة تحرق ويتناثر دخانها في الهواء.

وليست تلك الطائرة بالتقنية السهلة بل أنها حديثة ومتطورة وقد تكون بالنسبة للدول المصنعة ولدول العدوان معجزة في حد ذاتها لما لها من مميزات هجومية تستعمل كمطاردة وقاذفة وهي من انتاج أوربي مشترك وصممت أساسا كطائرة هجومية متعددة المهام قادرة على الهجوم ليلا ونهارا وفي جميع الأحوال الجوية وعلى إرتفاع منخفض وبسرعة تفوق سرعة الصوت.

وليست هذه المرة الأولى التي تفقد فيه التورنيدوا سمعتها بل أنها المرة الثانية حيث وتم اسقاط طائرة من نفس الطراز والنوع في ال 2018م بمنطقة كتاف محافظة صعدة، ومازال الحدث مدون في ذاكرة دول العدوان.

وبذلك الصاروخ حدث سقوط مزدوج للطائرة والدول الأوربية المصنعة لها، ولدول العدوان التي احدثت مجزرة بحق الإنسانية أسفرت عن استشهاد 32 مواطنا وإصابة العشرات كحصيلة أولية لمجزرة مديرية المصلوب محافظة الجوف أي في نفس المنطقة التي تواجد فيها حطام الطائرة !!

ومايدلل على إفلاس دول العدوان أخلاقيا عسكريا وإنسانيا فهم لايمتلكون غير غريزة حيوانية تعشق الدماء ولا مجال في قاموسهم للحرية والسلام !!

وكما هي العادة المتواطئة للأمم المتحدة لم تحرك ساكنا ولم تدين الجريمة كونها اختراق وتعدي على حقوق الإنسان، وتعد جريمة حرب إبادية كسابقاتها من الجرائم التي ارتكبتها دول العدوان بغطاء أممي بات مفضوح رغم سياستهم المتلبسة برداء الإنسانية.

أما عن وقاحة دول العدوان فحدث ولا حرج!! فقد حملوا ما أسموهم بالمليشيات الإنقلابية الحوثية سلامة الطيارين الذين كانا على متن الطائرة العدوانية حال استهدافها!! واستدلوا بقوانين ونصوص حقوق الإنسان ومؤتمر جنيف ال 3 !!! ولم يحدثوا أنفسهم عن شعب قتلوه وحاصروه وناثروا اشلاءه في الطرقات وتحت الركام ووووالخ… تحت مبررات واهية وواهنة لا يتقبلها عقل الإنسان الواعي.

كذلك الأمم المتحدة لم تدلي بدلوها إلا في مستنقع عكر ينصف الجلاد ويعاقب الضحية!! حركوا بنود حقوق الانسان من أجل شخصين محسوبين على دول العدوان وهم في حقيقة الأمر مجرمين كانو في مهمهة إجرامية وعدوانية !!! ولم يحدثوا أنفسهم عن 32 شخصا قضوا إثر غارات عدوانية صبت فوق ركام الطائرة الحارقة ومن كان يشاهدها وماكان جوارها ؟! فماذا نسمي كل هذا بحق الله وبحق العدل الذي نزل من السماء!!

فمهما تمادت دول العدوان في الإجرام فهذا لن يحقق لهم هدفا ولن يخمد نارا اشعلتها دماء الابرياء من النساء والأطفال اليمنين؟! فهذه الدماء ستلفحهم جميعا سواء القادة أم الخونة المرتزقة.

وماهذه إلا البدايات وستسقط جميع طائراتهم كما سقطت الويتهم وكتائبهم ومدرعاتهم وآلياتهم وعتادهم العسكري الهائل في منطقة نهم وغيرها ؟! وسوف يات اليوم الذي يتراجعون فيه تراجع تكتيتي رافعين رآية الإستسلام خانعين مذعنين!!

وسينتصر الشعب اليمني بصبره وبذله وعطائه وقوة إيمانه بالله وبقضيته العادلة، وإن غدا لناظره لقريب.