الخبر وما وراء الخبر

سنبتدئ من حيث انتهى الآخرون

31

ذمار نيوز || مقالات ||
[ 15 فبرير 2020مـ -21 جماد الثاني 1441هـ ]

بقلم العلامة / سهل إبراهيم بن عقيل

هكذا قال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم بوصف أمته في ما معناه أنتم السابقون الآخرون.. وكان ذلك منه إشارة إلى رسالته الجامعة لكل الرسالات ولابد أن تتحقق هذه البشارة العظيمة على صعيد الواقع.. وهنا نقول إن جغرافية الجزيرة العربية لابد أن تتغير سريعاً بتغير الأحداث الواقعة الآن شاء من شاء وأبى من أبى.. فقد وحدها سيد الكائنات قبل رحيله إلى الملأ الأعلى.. ولازالت موحدة عبر الخلفاء الأربعة وكان السبق الأول لهذا التغير هو قيام الثورة الشعبية اليمنية، بدورها الخمس ” الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام” وكانت اليمن هي السيف القاطع والدرع الواقي والأذان المدوي في جميع أرجاء المعمورة، وقد صارت بهذا القبلة ومن بيدها راية التغير الجذري للوصول إلى الغاية الشريفة، حقيقة تطويها الأحداث بمخرجاتها على الواقع.

وسيكون الخوف القادم الذي يشعر به الأعداء قبل الأصدقاء وقيام ما يسمى بدولة ( الجزيرة العربية الإسلامية) وهنا يجب أن نلفت النظر أن هذه الدولة إن قامت – وستقوم حقاً – قد بدأ رسم خيوطها أمام الأعين من شرق الجزيرة إلى غربها ومن جنوبها إلى شمالها، رغم كل المعوقات الواقعة الآن، إلاَّ أن أحداث المعارك تكتب سطور التحقيق لهذه الغاية.

جزيرة العرب دولة موحدة بكل مقدراتها وسكانها تبني مجداً جديداً للأمة العربية والإسلامية، وستبدأ لبناتها في العزة والكرامة صناعة واقتصاداً واستقلالاً ونمواً وتطوراً من حيث انتهى الآخرون، لأن الآخرين طووا عبر أجيال من الزمن ما ستتلقفه هذه الوحدة كل ما صنعته البشرية عبر القرون، إذ أن إمكانياتها سواء المادية أو الجغرافية أو وجود الإنسان على ظهر هذه المساحة يجعل الحلم حقيقة، فالرجال موجودون في جميع الاختصاصات والثروة لا يستطيع أحد أن يحصيها على وجه الأرض وباطنها، والاندفاع وخاصة في هذا الزمن موجود في نفوس وعقول الشيبة والشباب، لما لا قوة عب العقود السالفة من مخاز يندي لها الجبين من قبل حكام فاسدين، كانوا يستطيعون أن يصنعوا مالا يستطيعه الأوائل، كما قال الشاعر:

وإني وإن كنت الأخير زمانه لآتٍ بما لم تستطعه الأوائل

وهنا نقول للأعداء قبل الأصدقاء إنه لا يوجد من يقف أمام الزمن القادم فإنه سيكون بمحدثاته سيلاً جارفاً يتطور مع تطور التكنولوجيا والأحداث على الخريطة العالمية، وسنكون السابقين الآخرين فليفهم هذا من فهم وليجهله الأغبياء الذين في غرف ( الحريم والخمر الحلال) على طول الجزيرة وعرضها، فقد انقطع خيط (التجهيل المستدام) لشعب الجزيرة العربية.

* مفتي محافظة تعز