الخبر وما وراء الخبر

استخفاف اسرائيلي بكلام رئيس السلطة الفلسطينية

42

التهديد بقطع العلاقات مع “إسرائيل” ووقف التنسيق الأمني ليس بجديد. كل فترة تسمع هذه الدعوات، ومن حين الى آخر من قبل مسؤولين كبار في السلطة الفلسطينية، وفي الأيام الأخير أيضا محمود عباس نفسه انضمّ الى هذا الكلام – ولو أنها المرة الأولى من قبله ، فان الشعور في الجيش الإسرائيلي إن الامر يتعلّق بتهديد فارغ.

يعتقد المعنيون في جيش الاحتلال بأن التهديد بوقف التنسيق الأمني هدفه تحقيق أمر ما، وهو لا يشير إلى توقع حدوث انهيار حقيقي في العلاقات. بالإضافة الى ذلك، على الرغم من أن العنوان في كل مكان هو وقف “التنسيق الأمني” فان المسألة محل النقاش هي أوسع بكثير، وهي مطوية في اتفاقيات “أوسلو”. التنسيق الأمني هو فقط عنصر واحد – عناصر كثيرة جدا من منظومة العلاقات بين السلطة الفلسطينية و”إسرائيل” تظهر في هذا التوصيف.

من بين التفاصيل الموجودة تحت توصيف العلاقات بين “إسرائيل” والسلطة الفلسطينية، هناك عناصر مدنية مثل الممتلكات والمساعدة المالية. يتعلّق الأمر بمجموعة كاملة من الأمور لا سبب للسلطة الفلسطينية بالتخلي عنها – وهم أنفسهم يعلمون ان اقتصادهم يعتمد الى حد كبير على “إسرائيل”، وعلى العلاقات التجارية، والتسويق والمشتريات الإسرائيلية.

السلطة الفلسطينية مُحاصرة. البضائع والافراد يدخلون ويخرجون بموجب هذا “التنسيق الأمني”. السلطة الفلسطينية لا تستطيع القيام اقتصاديا من دون العلاقات مع “إسرائيل”، ولذلك هذه لعبة تهديدات لا أحد لديه مصلحة حقيقية في تنفيذها.

الصحيح حتى الآن أن التنسيق الأمني والتجاري قائم، وكل هذه الأمور من شبه المؤكد أنها ستستمر بالرغم من الدعوات الى قطع العلاقات.