الخبر وما وراء الخبر

عام الحسم

124

بقلم / محمد المنصور


سيكون العام الجديد 2016م عاماً يمنياً بامتياز، إن شاء الله، سيكون عاماً للانتصار على العدوان، وإسقاط مؤامرته القذرة المتمثلة باحتلال اليمن وتفكيكه واستعباد أهله الأحرار، والتمكين لمرتزقته من العودة إلى كراسي الحكم لممارسة العبث والارتزاق، وإشعال الحروب والفوضى في كل مكان.
الوقائع تقول بأن اليمنيين استطاعوا بفضل الله الصمود، وامتصاص صدمة العدوان الهمجي والحصار الظالم، وما بينهما من أحداث وتوترات داخلية، وافتعال أزمات، وحرب إعلامية ونفسية ضارية.
الوقائع تقول بأن العدوان وبعد مرور عشرة أشهر على عدوانه في مأزق فلا هو قادر على التراجع عن عدوانه والاعتراف بالهزيمة إذ أن ذلك يعني نهاية السعودية ومشاريعها التوسعية وأطماعها في اليمن والمنطقة، ولا هو قادر برغم شراسة وجبروت الآلة الحربية وما حشده من عدة وعتاد، وما أنفقه من أموال، وما بناه من تحالفات على فرض وقائع على الأرض تغير المعادلة التي من خلالها يستطيع فرض شروطه.
سيكون العام 2016م عاماً للحسم والانتصار اليمني الذي خط بدماء وتضحيات وبطولات الشعب اليمني العظيم وجيشه ولجانه الشعبية، وستسقط رهانات أعداء اليمن على التقسيم والتفتيت، والتمكين “لداعش” لاستمرار الإرهاب والاحتراب الأهلي.
سقطت الأقنعة جميعها في 2015م في الداخل والخارج, سقطت الأمم المتحدة، والجامعة العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، مثلما في الداخل سقطت أحزاب ورموز وقوة كانت تتشدق بالنضال القومي والأممي ومحاربة الرجعية والامبريالية، فإذا بتلك القوى والأحزاب في خندق العدوان الامبريالي الصهيوني الرجعي الرأسمالي.. لا تجد أمام الله والشعب والتاريخ ما يغطي عوراتها وفضائحها.
سيكون العام 2016م عاماً لاستعادة الثقة بقدرتنا كشعب ودولة وهوية حضارية يمنية عربية أصيلة، ننطلق من خلالها للملمة الجراح، والشروع في بناء عملية سياسية راشدة، وتحالفات وطنية عابرة للحسابات الضيقة، والهويات الصغيرة.. يستعيد بها اليمن صورته.. وصوته في المحافل العربية والدولية المختطف حالياً من قبل العدوان ومرتزقته.
أنا متفائل بأن العام 2016م سيكون عاماً مفصليات على جميع المستويات في الداخل اليمني والمحيط الاقليمي والدولي بمؤشرات ليس أقلها وصول المشروع الوهابي المتصهين إلى مداه في سوريا والعراق واليمن وليبيا وغيرها, ووصول الحكم السعودي إلى ذروة مأزقه العسكري والأمني والاقتصادي والمجتمعي له ما بعده, ثمة توازن اليوم في المنطقة من نوع لم تعد فيه أمريكا والكيان الصهيوني هما لاعباه الرئيسيان، فثمة أكثر من لاعب وأكثر من قوة صاعدة.. ثمة صراع مصالح ونفوذ يتأسس اليوم، وعلينا كيمنيين أن نمضي في خيارات الصمود والصبر والتصدي للعدوان والانتصار عليه، وإسقاط مشروعه.. لأن ذلك هو بوابتنا نحو المستقبل الذي تستعيد من خلاله اليمن صورتها، ودورها الفاعل.. وكل عام وانتم بخير.