صنعاء تنذر امريكا واسرائيل في يوم البنيان المرصوص
اختارت القيادة السياسية في صنعاء، الأربعاء، توقيتا حساسا في تأريخ الأمة العربية والاسلامية، للكشف عن انتصار لطالما طال انتظار الكشف عنه في الداخل اليمني، لكنه يحمل العديد من الرسائل العابرة.
رغم زخم الانتصار، وتوق العامة لسماع بيانه الذي كان من المتوقع صدوره قبل أيام، اصدرت وزارة الدفاع اليمنية أخيرا بيانها بشأن العملية الجديدة التي نفذتها في نهم ومأرب والجوف وانتهت بسيطرتها على نهم و مساحات واسعة في مأرب والجوف بلغت 2500 كيلومتر مربع.
حمل البيان رسائل القوة التي مكنت القوات اليمنية من هذا الانتصار سواء على الداخل حيث دحرت قواتها قرابة 22 لواء في الجبهات الثلاث في غضون ايام، كما قال العميد يحي سريع، أو على المستوى الاقليمي، بالعمليات التي نفذها سلاح الجو والطيران المسير واستهدفت مناطق واسعة في العمق السعودي بينها منشآت حيوية.
وبغض النظر عن حجم الانتصار، تضمن البيان رسائلا هامة، أولها أن صنعاء لم تكن يوما تستهدف أبناء الوطن مع تأكيد ناطق القوات المسلحة بأنه يتسع للجميع، ناهيك عن دعوته لـ” المغرر بهم” للعودة إلى جادة الصواب، وثانيها للسعودية التي لطالما تحدث قادة “انصار الله” بانهم لم يستهدفوها إلا من باب الدفاع عن النفس والرد عن جرائمها، والثالثة كانت الأهم، إذ تضمن البيان رسائلا تؤكد وقوف القوات العسكرية اليمنية إلى جانب الشعب الفلسطيني في مواجهة “المؤامرة الأمريكية الصهيونية” وتلك عقيدة لا يختلف حولها اثنان في اليمن باستثناء حكومة الفار هادي التي جلس وزير خارجيتها ذات يوم بجوار رئيس الوزراء الاسرائيلي على مائدة رعتها دول الخليج في إطار التطبيع.
كانت صنعاء ولا زالت تؤكد بأن هدفها الدفاع عن المقدسات الاسلامية ودعم تحرير فلسطين، وهي تجدد اليوم هذا العهد، ويوم الجمعة ستشهد العاصمة صنعاء وباقي المحافظات اليمنية انتفاضة شعبية لتؤكد بأن اليمن رغم جراحها ومحاولات تفكيك نسيجها الاجتماعي لا تزال متمسكة بقضايا الأمة والدفاع عنها، وتلك رسائل لطالما وجهها كل قادة أنصار الله، وفي مقدمتهم قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي، للكيان الإسرائيلي نفسه وتوعده برد قاسي على أي مغامرة أو تهور.