الخبر وما وراء الخبر

صفعة العار العدوانية على فلسطين والأمة، بتمويل سعودي إماراتي.

26

ذمار نيوز || تقرير/ أمين النهمي || 

[28 يناير 2020مـ -3 جماد ثاني 1441ه ]

تكريسا لهيمنة الاحتلال الصهيوني ومحاولةً لتصفية القضية الفلسطينية يواصل ترمب الترويج لصفقته الغبية ليعلن اليوم، في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الحكومة الصهيونية بنيامين نتانياهو ابرز بنود خطته للسلام المسماة اعلاميا صفقة القرن انه قدم لنتانياهو رؤيته لـ”السلام” “وهي مختلفة عن المقترحات السابقة في الماضي”.

وزعم ترامب أن رؤيته توفر فرصة منفعة للطرفين ضمن حل الدولتين، وتقوم على تقديم استثمارات تقدر بقيمة 50 مليار دولار للدولة الفلسطينية الجديدة، مشيرا أن “القدس ستظل العاصمة غير المقسمة لإسرائيل وهو أمر قد اعترفت به بالسابق”. زاعما ان “اسرائيل” تريد “السلام” وهي أرض الشعب اليهودي، معتبرا أنه إذا لم تقدم خطته للسلام شيئا تاريخيا للفلسطينيين فلن يكون ذلك الاتفاق عادلًا.

وأضاف ترامب: نتانياهو أبلغني انه مستعد للمصادقة على الرؤية لتكون أساسا للمفاوضات مع الفلسطينيين، وأضاف “الشعب الفلسطيني يستحق حياة أفضل بدلاً من أولئك الذين يستغلون وضعهم من أجل نشر العنف والإرهاب”، مشيرا إلى ان واشنطن ستنشئ لجنة مشتركة مع تل ابيب من أجل جعل هذه الخريطة واقعية أكثر بإطار زمني حتى يكون هذا الاعتراف قابل للتحقيق زمنياً، معلنا ان واشنطن ستعترف بسيادة “اسرائيل” على الاراضي التي تشملها الخطة.

أما أنظمةالعمالة والخيانة التي حرفت بوصلة العداء إلى صدر هذه الأمة فقد شكر ترامب عمان والبحرين والإمارات على ما وصفه عملهم الرائع الذي ساعدونا به.

الصفقة الترامبية لاقت ردود أفعال غاضبة لدى الشارع الفلسطيني ودول محور المقاومة، حيث خرجت اليوم الثلاثاء، مسيرات غضب حاشدة في عدد من مدن ومناطق قطاع غزة احتجاجاً على إعلان الرئيس الأمريكي الأرعن ترامب المرتقب لما يسمى بـ”صفقة القرن”، بمشاركة واسعة لشرائح مختلفة من أبناء الشعب الفلسطيني وفصائل المقاومة.

وفي مهرجان خطابي أكد عضو المكتب السياسي لحركة “حماس” خليل الحية أن الصفقة لن تمر أبداً، معتبراً أن المشهد الوحدوي الذي أظهره الفلسطينيون هو أول مسمار في نعشها، مشددا على أن الشعب الفلسطيني موحد عند الملمات وفي وجه الاحتلال كبندقية واحدة وثورة واحدة داعياً إلى تكرار هذه الفعاليات ضد صفقة القرن وضد عدو فلسطين الظالم.

وفي السياق، علقت هيئة علماء فلسطين قائلةً إن “صفقة القرن” تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية”، مشيرةً إلى أن “واجب العلماء والدعاة التحرك لفضح إجرام الاحتلال وتحريك الأمة الإسلامية”.

من جهتها، دعت الرئاسة الفلسطينية جميع السفراء العرب والمسلمين إلى مقاطعة مراسم إعلان ما يسمى “صفقة القرن” الأمريكية مع العدو الإسرائيلي، كما دعت الفصائل الفلسطينية بمحافظة رام الله والبيرة وسط الضفة الغربية المحتلة، إلى اعتبار يوم إعلان “صفقة القرن” يوم غضب شعبي وجماهيري واسع.

وجاء في بيان نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” “دعوة أبناء الشعب الفلسطيني لإزالة أي شعارات من الميادين العامة والساحات ومداخل القرى والبلدات لها علاقة بـ”التمويل الأمريكي المشروط سياسيا “، معتبرة الخطوة تعبيرا عن “الرفض الشعبي لكل السياسات العدوانية الأمريكية تجاه الشعب الفلسطيني، والى تطوير أدوات المقاطعة بما يشمل المنتجات الأمريكية، والتعامل معها بنفس مواصفات بضائع الاحتلال التي يجب أن تقاطع بشكل كامل”.

فيما اعتبر رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني علي لاريجاني أن الخلافات بين دول المنطقة أعطت الجرأة للعدو الصهيوني والولايات المتحدة في المضي قدما والكشف عن تفاصيل ما تسمى “صفقة القرن” الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية، مؤكدا إن “أمريكا ستنال جزاء ما قامت به قريبا وبدايته كانت بمظاهرات مليونية في العراق تنادي بطرد قواتها” مشيرا إلى خروج ملايين المتظاهرين في إيران والعراق استنكارا لهذه الجريمة.

من جانبه حزب الله، اعتبر صفقة العار خطوة خطيرة للغاية سيكون لها انعكاسات بالغة السوء على مستقبل المنطقة وشعوبها، مشيرا إلى أن الإدارة الأمريكية تتوج عدوانها اليوم بمحاولة القضاء على حقوق الشعب الفلسطيني الشرعية، مؤكد أن صفقة ترامب ما كانت لتحصل لولا تواطؤ وخيانة عدد من الأنظمة العربية الشريكة في المؤامرة.

اليمنيون وعلى لسان ناطق أنصار الله محمد عبدالسلام، أكد مساء اليوم الثلاثاء، أن صفقة ترمب عدوانٌ أمريكي سافر على فلسطين والأمة، في تعليق له على إعلان ترامب لبنود ما يسمى بـ”صفقة القرن”، مضيفا إن “صفقة ترمب عدوانٌ أمريكي سافر على فلسطين والأمة، وهي صفقة ممولة سعوديا وإماراتيا لتكريس الاحتلال الإسرائيلي واجتثاث القضية الفلسطينية”، داعيا شعوب المنطقة أن تتحمل مسؤولية التصدي لهذا الخطر ومواجهته بكل الوسائل الممكنة والمتاحة والمشروعة.

من جهته عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي، دعا اليوم الثلاثاء، الأنظمة العربية والإسلامية الى إعلان الرفض لخطة ترامب الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية، كما دعا جماهير الشعب اليمني إلى جعل يوم الجمعة يوم رفض لصفقة ترامب بالمسيرات والوقفات.

ورفضت أحزاب اللقاء المشترك في بيانها الصادر اليوم، بشكل قاطع ما أعلن عما تسمى “صفقة القرن” جملة وتفصيلا، داعية أحرار الأمة لمسيرات شعبية كبيرة عربية وإسلامية للتعبير عن رفض هذه المؤامرة بحق العرب والمسلمين ومحاصرة السفارات الأمريكية في سياق الرد المشروع لهذا الاستفزاز الغير مسؤول من أمريكا الراعية للإرهاب في العالم.

كما دعت أبناء الشعب اليمني العظيم للتعبير عن رفضه لهذه الممارسات التآمرية بكل الوسائل المتاحة، بالمسيرات والوقفات واللقاءات القبلية والندوات، كما هي دعوة للكتاب والصحفيين بكشف النقاب عن مزاعم هذا السلام الزائف الذي يراد له أن يأتي من قبل الأعداء، معتبرة الأنظمة الخليجية المهرولة نحو التطبيع والترحيب بصفقة ترامب أنظمة لا تمثل إلا نفسها وعلى رأسها النظامين السعودي والإماراتي وحملتها مسؤولية تبعات تمرير المشاريع الأمريكية والصهيونية في المنطقة العربية.

فعل ترامب ما فعل مقدما خدمات جليلة للصهاينة متمنيًا لهم مستقبلا أفضل، فأين العرب والمسلمون ليتخذوا موقفًا يليق بمستوى التحدي، ويتحركوا بمشروع تحرري يتجاوز الخطب العصماء وبيانات التنديد والشجب والاستنكار.

ختاما لاخيار لتحرير فلسطين سوى لغة البندقية والمقاومة المسلحة التي ستعيد للشعب الفلسطيني كافة حقوقه المغتصبة، وعلى الشعوب العربية والإسلامية أن تمد الشعب الفلسطيني وحركات المقاومة الفلسطينية بكل الدعم المطلوب، وعلى الأمة أن تتحمل المسؤولية، وتقبل التحدي وتنتصر لقضيتها المقدسة، وترد صفقة القرن صفعات متوالية على مدى القرن.