شمسنا الصمادية لم تغِب
ذمار نيوز || مقالات ||
[ 17 يناير 2020مـ -22 جماد الاول 1441ه ]
بقلم|| عفاف البعداني
نقف عند هذه الكلمة لننصب معناها في أشرعتنا ونجسدها في واقعنا الذي عشناه مع أبطال كان لنا كل الاعتزاز وكل الفخربأننا عرفناهم وعاصرنا زمانهم النضالي الذي سيبقى منهج يدرس ﻷجيالنا القادمة.
نقف وكلنا اعتزاز وفخر وعزيمة وهمة برحيل رئيسنا وصعوده إلى عالم الشهداء عالم “فيه رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه”.
نقف عند شخص لم يتجاوز مدة حكمه الثلاثة أعوام ولكنه في هذه الفترة الوجيزة استقطب هذا الكون بأسره بكيانه بعطره بفله بزهره.
عندما نقف لنكتب محاسن شهيدنا الصماد تتزاحم الكلمات و تنساب مآثر اﻷمجاد تستهوينا العبارات لتكتب عنه وإن كانت جامدة وليست من المشتقات.
ولكن مهلاً وتصبراً أيها الكلمات تريثي ماذا ستكتبي عنه من بين تلك وذاك هل ستروي أنه أشبه بالربيع الذي أتى على اﻷرض اليابسة و الحقول البائسةفأنعش بالهواء رباها وأيقظ الزهور من عصر شتاءها ولطف اﻷرجاء من زهور عمره عبيرها وشذاها،أم أنك ستحكيه قصة ًأسطوريةً تبعث النورفي الظلام العميق من بين ذاك وذاك ماذا ستكتبين؟؟
فحالني الصمت بالحديث عن اﻷحداث والمجريات وكأنه حلم هاج أوخيال بقوته وعزيمته و صبره التي حارب بها قرون الدول ووحوش البشر فجربت أن أجاري مزاياه في أوراق بيضاء بالكتابة وبدأت بالحديث عنه بقولي: “الرئيس الشهيد _ صالح الصماد” بحر فياض بعلمه وحلمه إن سمعتم حديثه تنهالكم من ثقافته الزاخرةحقائق جلية و آيات قرانية ،بلاغة فصاحة سلاسة بساطة شجاعة وبسالة وكأن كل تلك المسميات هي ظله وترحاله وحله أينما ماكان وحيثما رحل.
هو الذي بنا من مفاهيم الحياة جسراً قويًا حصينا متينًا عبر به إلى قلوب الجميع الكبير والصغير الغني والبسيط هو من ضحى بنفسه بمكانه ومنصبه فالمسوؤلية حد قوله مغرم وليست مغنم وبعد ذاك جاءني الحديث بالصمت خجلا مطرقا ﻷن الحديث عنه مهما طال ماهو إﻻ أثر من أصل.
كتبت عنه ولكن “الشمس الصمادية” إذا أشرقت تنحت القناديل لجمال صبحها فأي نور يضاهي الشمس فهي لمنبر اﻹعجاز دليلا واضحاً وآية.
وعند انتهائي من الكتابة وقفت بيدي الورقة البيضاء التي كتبتها عن سيد الشهداء واختتمت حديثي عندمقبرة الشهداء أيها الثائر البطل “صالح الصماد”.
سنمضي على نهجك متوكلين على الله سنعمر ونحمي بكلتا اليدين سنمضي على الدرب أكنا نساء أو أطفال أو رجال نوفي لك العهد فوعد الحر واجب ودين.
سنرسمك هنا في قلوبنا وهناك في جدران الشوراع واﻷحجار واﻹزقات والطرقات في المدراس والجامعات في الوديان والمزارع والسهول سنرسمك أسطورة رائعة نلونها بتأريخ السنين ونودع روح صاحبها أمام شاطئ الغروب لنقول أرحلي أيتها الروح راضية مطمئنة فعالم الغيب كبير ولكن من هنا من عالمنا لا ولن ترحلين.