الخبر وما وراء الخبر

بداية الخلاص من الهيمنة الامريكية!!

23

بقلم/ توفيق الشرعبي

الازمات والفتن والصراعات والحروب العبثية والعدمية التي شهدتها المنطقة ولاتزال هي مخططات ومشاريع واجندة امريكية صهيونية، وانظمة النفط والرمال هي أداة ممولة ومجيّشة للارهاب التكفيري الوهابي تنفيذاً لهذه الاجندة ولكن هناك الكثيرون يتساءلون لماذا منطقتنا وبلداننا التي تتعرض لكل هذا وتدفع اثمانه الشعوب من دمائها وبشكل متكرر ومتنقل وفي فترات زمنية تعطي فرصة للتفكير في أسباب مايتعرض له هذا البلد العربي ،ولكن هذا لايحصل فسوريا مثلاً كمجتمع لم تستفد مما جرى في العراق أو ليبيا وكذلك لم يستفد اليمن مما حصل في بلدان المنطقة ليقع في حبائل العدوان ويقاتل جزء كبير من أبنائه لتنفيذ هذه الاجندة في الوقت الذي كان يفترض ان ما نتعرض له عدوان سعودي اماراتي امريكي صهيوني بريطاني وعلينا جميعا ان نواجه هذا العدوان الخارجي الذي يستهدف كل اليمنيين كما هو واضح اليوم..!!

ولأن كل هذه المشاريع الامريكية رغم الدمار والخراب وشلالات الدماء فشلت باستخدام الأدوات فقد أرادت بحادثة الحشد الشعبي في الحدود السورية العراقية ولحقتها بجريمة مطار بغداد – والتي استهدفت قائدين كبيرين في محاور المقاومة وهما الفريق قاسم سليماني وابو مهدي المهندس – إعلان سيناريو جديد لمشاريع هيمنتها في المنطقة تنفذه بنفسها غير مبالية في التداعيات التي يمكن ان ينتج عن عمل بهذا الحجم ..!!

بدون شك أن اسرائيل والنظامين السعودي والاماراتي هم من يعملون على الدفع بامريكا الى حرب مباشرة مع ايران وهم لم يتوقفوا من سنوات على التحريض بهذا الاتجاه ،معتقدين أن جر امريكا الى هاوية المواجهة سيخلصهم من إيران ومن محور المقاومة وسيجعلهم الوكلاء الحصريين للهيمنة الامريكية في المنطقة وهم بنوا مثل هذه التصورات على احتمالين الأول : خضوع ايران ومحورها وهذا بالنتيجة يعني نهاية أي قوة قادرة على مواجهة طموحات اسرائيل وأوهام القوى الاقليمية لدي الانظمة المتحالفة معها في الجزيرة والخليج ..والثاني: محو ايران من الخارطة بحرب خاطفة وساحقة..!!

الآن وبعد حادثة مطار بغداد فإن المنطقة والعالم أمام مرحلة جديدة قطعت فيها امكانية العودة الى الخلف وأن الكيان الصهيوني والنظامين السعودي والاماراتي مستشعرين حجم الخطر عليهم وارتعاشهم خوفاً مما قد تؤول الامور اليه جعلهم يلوذون بالصمت كما هو حاصل لإسرائيل أو محاولة الظهور بمظهر من ليس له علاقة بمايحدث كما هو حال النظام السعودي..!!

والاستخلاص الأهم من هذا السلوك ان امريكا تورطت وستنجز المهمة وعلى مايبدو أن ثمن ماقام به الرئيس ترامب والجيش الامريكي في العراق ،وماسيأتي بعده ستتحمل السعودية ودول الخليج تكاليفه مع الارباح التي يريدها الرئيس الامريكي التي تغلب عليه عقلية “المقاول” أكثر من كونه رئيساً لأكبر دولة في العالم..!

المؤشرات والمعطيات تُنذر بمرحلة خطرة وصعبة ذاهبة إليها منطقة الشرق الاوسط وربما العالم ،وبكل تأكيد أن من دفعوا بالأحداث بهذا الاتجاه هم من سيتحملون نتائجها ،وقد يكون موت الشهيدين سليماني والمهندس فيه حياة جديدة لأمتنا بعيدة عن الهيمنة الامريكية.!!