الخبر وما وراء الخبر

السيد نصر الله ومستقبل التواجد العسكري الأمريكي في المنطقة.”ما بعد اغتيال سليماني”

29

بقلم المجاهد/ فاضل الشرقي.

تطور خطير، ونقلة كبرى أحدثته دماء القائد الكبير قاسم سليماني “رحمه الله” على كل المستويات حيث توحدت الجمهورية الإسلامية الإيرانية قيادة وشعبا، وأجمعوا على الأخذ بثأر الشهيد قاسم سليماني، ومشاهد الحضور المليوني في عدة مدن إيرانية يؤكد مدى هذا الولاء والوفاء والقناعة بخط الجهاد والمقاومة في سبيل الله سبحانه وتعالى مهما كانت التضحيات، وحقيقة القول لقد ولدت الجمهورية الإسلامية من جديد، واستعادت حيوييتها وحضورها ووهجها الثوري والجهادي كما كانت عليه أيام الإمام الخميني “رحمة الله عليه” ببركة هذه الدماء الزكية، دماء الشهداء والشهادة في سبيل الله تحت قيادة الإمام العظيم السيد علي الخامنئي “حفظه الله”، وشعب عظيم يمتلك خبرة وتجربة وتراث جهادي تراكمي كالشعب الإيراني بزخمه وعنفوانه سيكون لحركته وانتفاظته وحيويته التأثير الكبير في تغيير وجه المنطقة والعالم إن شاء الله.

أكثر من ذلك هو ما أحدثته هذه الدماء الزكية من حيوية وقوة وعنفوان وحماس لدى كافة أبناء وجماهير محور الجهاد والمقاومة في كل مكان، وبالأخص فلسطين، ولبنان، وسوريا، والعراق، واليمن، ووحدة فصائل الجهاد والمقاومة في الساحة العراقية، وتحمس الجميع للإنطلاقة الواحدة تحت خيار واحد هو: “إخراج القوات الأمريكية من العراق والمنطقة”.
لقد أعطت هذه الدماء دفعة قوية وجديدة لمحور المقاومة وجماهيره، وخلقت قناعة إقليمية ودولية بخطر تواجد القوات الأمريكية والأجنبية في المنطقة، وتسببها في زيادة التوترات، وزعزعة الأمن والإستقرار الذي يهدد كل المصالح الأجنبية في هذه المنطقة الإستراتيجية.

السيد حسن نصر الله وحده المعبر الحقيقي عن تطلعات وآمال وقناعات شعوب وأحرار المنطقة، فقد حمل خطابه بالأمس تطورا غير مسبوق في سخونة الصراع المتنامي والمطرد في المنطقة فمن المعروف أن حزب الله كان يتحرك في إطار حماية المقاومة ومحيطها الداخلي والخارجي حفاظا على جوهر الصراع مع إسرائيل والقضية الفلسطينية، الجديد هو أن السيد نصر الله بما له من ثقل على مستوى المنطقة والعالم أعلن الجهاد ضد التواجد العسكري الأمريكي في المنطقة بكلها، وهذا تطور خطير وكبير في الصراع، ومن المعروف عن السيد نصر الله أنه رجل القول والغعل، والوعد الصادق، وهذا ينذر بتحولات كبرى في المنطقة، وأيام سوداء سيشهدها التواجد الأمريكي في البر، والبحر، والجو، وستشهد المنطقة مرحلة طويلة وواسعة من الجهاد والكفاح المسلح لتحرير المنطقة من الإحتلال والإستعمار الأمريكي المبطن، وحركة النفاق العربية التي توفر الغطاء لهذا التواجد الخبيث.

نعم يجب التوقف عند خطاب سماحة السيد نصرالله، وعلى الجميع أن يحزم أمتعته ويجهز عدته وعتاده لخوض غمار هذا المعترك الساخن، وعلى هذه الأمة أن تتجهز تعبويا ونفسيا، ومعنويا، واقتصاديا، وأمنيا، وعسكريا لهذه المعركة المصيرية والمفصلية، معركة الحرية، والإستقلال، والعزة والكرامة، والتحرر الشامل من براثن الهيمنة والإستعمار، هذه المعركة الشاملة التي ستوحد الأمة، وتحقق لها حريتها واستقلالها، وسيادتها، وعزتها، وكرامتها التي طالما كنا نحلم بها ونتمناها ونتوق إليها، وهذه المعركة تتطلب المزيد من الوعي والصبر، والعطاء والتضحيات، وكما قال الشاعر:
وما نيل المطالب بالتمني
ولكن تؤخذ الدنيا غلابا.

لقد آن الأوان لأمتنا لأن تخرج من قالب الفوضى، والإستعمار، والهيمنة، والعبودية للأمريكان، والغرب، والصهاينة، وأن تمضي لنيل كافة حقوقها، واستعادة دورها، ومكانتها، وعزها، ومجدها، تمضي نحو النصر والثأر لكل قادتها وعظمائها بكل ثقة واقتدار بنصر الله، ووعده ووعيده، وقريبا إن شاء الله نحتفل وتحتفل شعوب أمتنا بيوم الجلاء والتحرير من الإحتلال والإستعمار الأجنبي الأمريكي وإلى الأبد إن شاء الله.
وللحرية الحمراء باب
بكل يد مضرجة يدق.