الخبر وما وراء الخبر

أحداث السفارة.. الفجوة بين الشعب العراقي وأميركا!

31

اتهم المبعوث الأميركي الخاص بشؤون إيران، برايان هوك الجمهورية الاسلامية الايرانية بالهجوم على السفارة الأمريكية في العراق، زاعما أنه يهدف إلى خلق فجوة بين الشعب العراقي وامريكا.

-تصريحات هوك يعني ان الشعب العراقي مازال يثق بواشنطن بعد سنوات من الاحتلال الأمريكي لبلاده، وسرقة الثروات العراقية، والاصرار على ابقاء هذا البلد متخلفا رغم انتاجه أربعة ملايين ونصف المليون برميل من النفط يوميا واخيرا دعم البيت الابيض لتنظيم داعش في العراق لعدة سنوات!

-وتاتي قضية المظاهرات أمام السفارة الأمريكية في العراق في وقت توجد 12 قاعدة عسكرية رسمية أمريكية في العراق ويقوم ستة الاف جندي أمريكي وقائد عسكري على الأقل بحماية المصالح الأمريكية هناك، ويمنح المسؤولون الأمريكيون لانفسهم حق الدخول الى العراق والخروج منه دون التنسيق مع السلطات العراقية باعتباره مستعمرة امريكية ومن الملفت للنظر أنهم يأتون إلى العراق أحيانًا في زيارات مفاجئة دون أي تنسيق مع السلطات العراقية ويطلبون منهم الذهاب الى محل اقامتهم!

وفي أحدث حالة لانتهاك أمريكا السيادة العراقية استهدفت واشنطن مقر الجنود العراقيين في منطقة القائم مما اسفر عن استشهاد مالا يقل عن 27 مقاتلاً عراقياً وإصابة أكثر من 50 آخرين، ومن الممكن تصاعد عدد الشهداء بسبب شدة الإصابات.

وما يؤكد خرق السيادة العراقية من جانب واشنطن هو ان وزير الدفاع الأمريكي اتصل بعادل عبد المهدي قبل استهداف القائم واخبره بقرار قصف مواقع كتائب حزب الله ونفذ قراره على الفور بعد نهاية الاتصال.

والمثير للاهتمام هو أن برايان هوك الذي الحق مثل هذه المعاناة والاضرار للشعب العراقي يدعي أن الأحداث التي وقعت أمام السفارة الأمريكية كانت تهدف إلى خلق فجوة بين الشعبين العراقي والامريكي والأسوأ من ذلك ان ترامب الوقح غرد في تويتر قبل ذلك وقال: لقد حان الوقت للشعب العراقي ان يدعم الولايات المتحدة!

– ورغم ان اثناء المظاهرات أمام السفارة الأمريكية في العراق، حاول صناع السياسة الأمريكية ان يتابعوا سياسة “الاستقطاب الثنائي” بين المحتجين أمام السفارة والمتظاهرين في ميدان التحرير بهدف تقسيم الشعب العراقي إلى مجموعتين موالية ومناهضة لأمريكا ،احبطت يقظة العراقيين هذه المؤامرة لحسن الحظ .

وهنا يجب ان نشير الى أن شائعات مثل نقل السفارة الأمريكية وبعض الدول الأخرى من بغداد إلى أربيل تم تدوالها في مواقع التواصل الاجتماعي جاءت لنفس الغرض. وكانت الولايات المتحدة بقصفها مقر كتائب حزب الله في القائم تهدف اولا إلى خلق فجوة بين هذه الكتائب والحشد الشعبي. ثانيا تشويه سمعة الحشد الشعبي والتقليل من شعبيها بين العراقيين وأخيرًا ، طرد الحشد الشعبي من العراق من خلال برامج مدروسة باعتباره تهديدًا لأمن هذا البلد، على غرار حزب الله اللبناني، لكنه فشل في لبنان.

– وجاءت كل هذه الاجراءات في وقت فشلت هجماتهم إلاعلامية السابقة ضد قادة الحشد الشعبي باعتبارهم عملاء لايران في العراق، وفي الواقع كان الهجوم الاخير علي الحشد وقادته هو الحلقة التكميلية من استغلالهم للحراك الشعبي في العراق بيد ان مصيره كان الفشل بالطبع.