الخبر وما وراء الخبر

الأخطار تعزز الهوية الإيمانية

30

بقلم عدنان الكبسي (أبو محمد)

عندما تحصل الاهتزازات وتتضارب الفتن وتتزاحم الأقوال، وتتباين الآراء، والاختلافات، تحصل الاهتزازات الكثيرة للإنسان، تجعل الكثير يتراجعون عند مواجهة المخاطر، وخاصة حين تتكالب قوى الشر والطغيان، وتتحالف خنازير الفساد، ويحتشد كل شرير مجرم ليشنوا عدوانهم على فئة قليلة من المؤمنين هناك تتجلى الهوية الإيمانية في واقع المؤمنين.
الأخطار تعزز الهوية الإيمانية، وكلما احتشدت القوى الإجرامية كلما ازداد المؤمنين إيماناً، حينما يرى المؤمنون التكالب عليهم من كل مكان فإنهم في موقف حق مما يجعلهم يتمسكون أكثر بهويتهم الإيمانية ((الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ)).
تترسخ الهوية الإيمانية عند تجمع الأحزاب ليقطع المؤمنون عهداً من جديد بأنهم مجندون أنفسهم لله، ثابتون على مبدأهم لم يتغيروا ولم يبدلوا ولم يغيروا ((وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَٰذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ۚ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا® مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا))
عندما ينفرد الإنسان بنفسه تتفرع لديه الهوية الإيمانية، فيجد كل شيء مقلقاً، يجد الأجواء مظلمة، والآفاق مقتمة، فيمتلئ القلب رعباً، ليجد قلبه أوهى من بيت العنكبوت، فيضيق صدره لدرجة تكاد أن تبلغ القلوب الحناجر وذلك للظنون السيئة بالله في أنفسهم، وهذا هو حال من لا يحرص على تأصيل الهوية الإيمانية في نفسه، يقول الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي (رضوان الله عليه): (إذا كان الإنسان ضعيف الإيمان، ضعيف الثقة بالله، ضعيف في إدراكه لتنـزيه الله سبحانه وتعالى قد يهتز عند الشدائد).
في المقابل من يسعون لترسيخ الهوية الإيمانية في أنفسهم يزدادون إيماناً من كل حدث في هذه الدنيا، يقول الشهيد القائد (الحياة كل أحداثها دروس، كل أحداثها آيات تزيدك إيمانا كما تزداد إيماناً بآيات القرآن الكريم)، ويقول الشهيد القائد أيضاً: (المؤمن يزداد إيماناً من كل الأحداث في الحياة يزداد بصيرة).
وهكذا اليمنيون رسخوا هويتهم الإيمانية عندما أُحيطت بهم الأخطار من كل جانب، وكلما تنوع حرب الأعداء على اليمنيين كلما توجه اليمنيون لتأصيل الهوية الإيمانية، فالإيمان يمان والحكمة يمانية.
أبو محمد الكبسي