التحريف والإنحراف تستهدف الهوية الإيمانية
بقلم عدنان الكبسي (أبو محمد)
((وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا)) حرب ضروس ومؤامرة رهيبة تستهدف الهوية الإيمانية للأمة لمسخها عن هويتها وتجريدها عن انتماءها من خلال عدة وسائل، فتحرك العدو بطريقتين خطيرتين في نسف الهوية الإيمانية، والإخلال بالإنتماء الإيماني وذلك من خلال التحريف لمفاهيم الإيمان والإنحراف عن مسار الإيمان.
في جانب التحريف تحرك الوهابيون في تقديم مفاهيم خاطئة لترسيخ ثقافات مغلوطة لتصبح عقائد باطلة تنعكس في الواقع العملي، لمسخ الهوية الإيمانية ليتمكن أهل الفساد من نشر الرذيلة والإنحراف بالأمة لتسقط في وحل الجريمة.
التحريف لمفاهيم الإيمان ساعد الإنحراف السلوكي والأخلاقي في التوسع، لأن بعض الثقافات تشجع وتحفز من يحملها على ارتكاب الجريمة وسنذكر بعض الثقافات المغلوطة التي تستهدف الهوية الإيمانية في مقال آخر لنعرف مدى جرم ضلال الوهابية المساعد على إنتشار الجرائم، وكيف ساعدت عقائد الوهابية على تمكن الرذيلة في واقع الأمة الإسلامية.
التحريف صنع إنحراف خطير، الضلال صنع الفساد، وهما إسلوبان استخدمه الأعداء في استئصال الهوية الإيمانية، بحيث لا يمكن للأعداء أن ينشروا فسادهم إلا بعد تحريف ثقافة الأمة.
لأن التحريف الكبير أحل الكثير من الحرام وحرم الكثير من الحلال، وقدم الكثير من المفاهيم الخاطئة باسم الدين حتى ضعفت حالة الإلتزام الديني في الواقع العملي وفي السلوك والمواقف والسياسات في نهاية المطاف أصبحت حالة الإنتماء الديني حالة شكلية، حتى انتشرت حالة الفسق والإنحراف والمخالفات والعصيان، لدرجة أن وصلت الأمة من خلال التحريف أن تقتل الآمرين بالقسط من عباد الله والمصلحين خدمة للطغاة والمجرمين والإلتفاف حول المفسدين، والذين بدورهم فرغوا الساحة الإسلامية للفساد والرذيلة والقبيحة.
فالفساد الأخلاقي لا قبول له في أمة تحمل الهوية الإيمانية، إلا إذا انسلخت الأمة من هويتها الإيمانية، ولا فساد يتمكن إلا بعد ضلال رهيب باسم الدين.
فمسؤوليتنا جميعاً أن نسعى جاهدين لتأصيل الهوية الإيمانية في مجتمعنا وتعرية الثقافات المُحرفة وكشفها ومحاربتها بثقافة القرآن الكريم، ولن نحافظ على هويتنا الإيمانية إلا إذا حملنا الثقافة القرآنية وجسدناها في الواقع العملي.
أبو محمد الكبسي