الخبر وما وراء الخبر

الخسائر الخفية للقوات السعودية.. بعيون السعوديين ( تفاصيل )

1٬117

جمال الأشول

أصيب العدوُ السعودي وحلفاؤه بتخبُّط وتراجُعٍ؛ بسبب الهزائم والخسائر التي تلقاها من الجيش واللجان الشعبية على الأرض، واقعُ التطورات الميدانية والانجازات التي حققها الجيش واللجان في عمليات نوعية واستراتيجية أصابت الجيشُ السعودي بانهيار نفسي ومعنوي كبير، لا سيما بعد توزيع الإعلام لمشاهد تظهر فرارَ جنوده وضباطه وهم يفرون من أرض المعركة تاركين وراءهم آلياتهم وعتادهم الحربية المتطورة غنيمةً للمقاتل اليمني، ما يكشفُ هشاشة الجيش السعودي، وانهياراً كبيراً في صفوفه، وسَطَ تكتم تام من قبل النظام السعودي.

ناشطون ومراقبون يتساءلون عن عدم إعلان العدو السعودي عن المعارك التي تدورُ على حدوده الجنوبية والصمت على الاهانات التي يتلقاها جيشُه باختراق اليمنيين للحدود والسيطرة على مواقعه الأمامية وقتل وفرار جنوده وتدمير آلياته ودباباته، وجميعُها حقائقُ لا خيالَ وتنقل بالصوت والصورة.. كُلّ هذا يطرح سؤالاً كبيراً، هو لماذا يتجاهل العدو كُلّ هذه الإهانات ويتجاهل كُلّ هذه الوقائع الموثقة؟

مصادرُ دبلوماسية أُورُوبية في بروكسل كشفت أن تقارير أجهزة المخابرات الغربية رصدت معلوماتٍ تكتمت عليها السلطاتُ السعودية بشأن ظاهرة هروب جماعية من الوحدات والمعسكرات السعودية والمراكز الحدودية مع اليمن.

ووفق المصادر: فإن أجهزةَ الاستخبارات الغربية رصدت اتصالاتٍ بين قادة عسكريين سعوديين وبين وزير الدفاع قائد عمليات ما تسمى “عاصفة الحزم”، تشير إلى وصول عدد الجنود الهاربين من المعسكرات والمراكز الحدودية السعودية جنوب البلاد مع اليمن إلى أكثر 3970 جندياً، فيما تتحدث تقارير أُخْــرَى عن هروب أكثر من 10 آلاف جندي من الوحدات العسكرية من عموم فرق الجيش والحرس الوطني.

ويتفق المراقبون العسكريون على أن الجيشَ السعودي هو “جيش هشٌّ وجيش قبَلي، ويفتقر للروح القتالية، ومن الانتحار الدخول بهذا الجيش في حرب برية مع اليمنيين الذين أثبتوا في الحرب السادسة بين الحوثيين والنظام اليمني بمشاركة السعودية، فشلَهم في الصمود في معسكراتهم ووحداتهم الحربية ومراكز الحدود عند أولى الهجمات التي كان يشنها رجال القبائل اليمنيون ومعهم الحوثيون ضد تلك المعسكرات“.

الانهيارُ المعنوي والنفسي للجيش السعودي كشفته وزارةُ الصحة السعودي ونقلته صحيفة “الوطن” السعودية من خلال إنشاء مركَز صحي خاصٍّ تابعٍ لقوات المسلحة السعودية بهدف إعادة الجنود الذين يعانون من صدمات نفسية.

وصرّح “عادل فقيه” وزير الصحة السعودي “أن طواقمَ طبية متخصصة في التأهيل النفسي تسعى لمساعدة أفراد الجيش في مواجَهة الحالات الصحية النفسية”.

وقال دكتورُ “عبدُالله طمزة” أستاذ علم النفس في جامعة جيزان: “إن المركَزَ تمكن من تقييم عدم الاستقرار النفسي في العديد من الجنود الذين يعتنقون عقائدَ متشددةً قد تعطيهم مبرراتٍ لأفعال إجرامي تحتَ مسميات دينية”.

ولكن الاحباط النفسي والانهيار المعنوي الذي في نفوسِ الجنود السعوديين كانت أكبرَ من قُدرة دُعاة الوهابية التي فشلت في لملمة حالة الخوف والرعب التي تناثرت أمام شجاعة وبسالة المقاتل اليمني العظيم.

ناشطون سعوديين في مواقع التواصل الاجتماعي تويتر سخروا من النظام السعودي ومن هشاشة الجيش، حيث تساءل الناشطُ خالد المري قائلاً تحت هشتاق #قول_كلمه_لنفسك: لماذا التعتيم السعودي على ما يجري في جنوب السعودية، نجران جيزان وعسير تحت أعنف قصف وحرب يومياً؟!

الناشط السعودي تركي السديري هو الآخر سخر من السعودية قائلاً: “من يديرون معاركَ التحالف في اليمن لا يمتلكون أية خبرة عسكرية.. فقط يُجيدون صناعة العُبوات وزراعتها وبيع زيت الحبة السوداء”.

وأضافَ السديري: يبدو أن إعلان السعودية عن تحالف اسلامي لمواجهة الارهاب يأتي لتغطية هزائمها في اليمن وكأنها تبحَثُ عن غطاء جديد لاستمرار عملياتها في اليمن.

الكاتب السياسي أنيس النقاش قال: “هزيمة آل سعود في اليمن أوضح من الشمس في رابعة النهار”.

وأضاف النقاش في تغريده أخرى: “خسائر الجيش السعودي كبيرة جداً ويتعمد النظام السعودي إخفاءَها لضمان عدم حدوث انهيار معنوي”.

الناشطةُ تانيا وهي سعودية تقولُ: أشدُّ من دخول الرياض، فضيحة الجيش السعودي وهو يهرُبُ، الجيش الفرار، عرّض حكم آل سعود للأطماع من جميع الجهات، انهيار الحكم العائلي في بلاد الحجاز.

ناشط آخر يسخَرُ من الجيش السعودي قائلاً: العسكري السعودي مكتوبٌ عليه يحفظ في مكان بارد بعيداً عن أشعة الشمس وبعيداً عن متناول الجيش اليمني واللجان الشعبية.

وفي السياق نفسه قال الناشط السعودي خالد بن حمد: “إلى أين تقودون المملكة؟، إلى مستنقع خطير، إلى هاوية، انهيار الجيش السعودي بات قريباً والجنرال الصغير يتنزه”.

أما السعودي سعد أبو مروان قال: “أول خطوات انهيار الجيش السعودي الدخول البري بين أحراش جبال اليمن تحت هشتاق #مجزرة_الجيش_السعودي”.

أما المغرد أحمد الدوسري قال في تغريده: “العميل والخائن مَن يرمي بجنودنا إلى محرقة وحرب بحجة واهية وحرب خاسرة لم تحقق أي هدف سوى قتل أهل اليمن من نساء وأَطْفَـال (قبل ساعتين)”.

كما قال الدوسري في تغريده أخرى “صرفت مليارات من أجل جيشنا الوطني وإذا به يتهاوى ويتلقى الضربات الموجعى أمام القبائل اليمنية، كم نصحناكم احذروا الحليم إذا غضب، الغضب اليمني (قبل ثلاث ساعات من الآن)“.

وأضافَ قائلاً “من ينتقد جيشنا عند هروبه من أرض المعارك، فعليه أن يذهبَ إلى الجنوب ويعيشُ اللحظة بكل ما تحمله من معانيَ سوف يشاهد شيء اسمه الموت اليماني”.

فيما تطال نيرانُ المدفعية والقوة الصاروخية اليمنية معظمَ المواقع العسكرية السعودية على الجبهات الحدودية، تحاول الرياض تعزيزَ مواقعها العسكرية في المحافظات الجنوبية، وسط تكتم إعلامي شديد على حجم الخسائر والأضرار التي تلحقها القواتُ اليمنية المستمرة وتقدمها في العمق السعودية.

وسط التعتيم الإعلامي على أحداث الحدود السعودية ــ اليمنية، يكشف إرسالَ السعودية تعزيزات عسكرية كبيرة إلى نجران وجيزان عن حجم الخسائر التي مُني بها الجيش السعودي، حيث وصلت إلى نجران، الشهر الماضي تعزيزاتٌ من الحرس الوطني مع كامل العتاد تُقدر بـ 4000 جندي بحسب ما أوردته صحيفة “الأخبار اللبنانية”. والتي قالت بحسب مصادرها بأن هذه التعزيزاتِ تأتي بعد القضاء على المجموعات الأولى من الجنود والضباط بين قتلى وفارّين، بعد استهداف الجيش و«اللجان الشعبية» لمواقعهم في الإمارة السعودية.

حيث تشتدُّ وتيرةُ القصف ومعها ترتفعُ أعدادُ الخسائر التي يتكبدها الجيش السعودي بالتزامُن مع استمرار اليمنيين في سيطرتهم على المساحات التي دخلوها خلال الأشهر الماضية في المناطق السعودية.

التوتُّر والتخبُّط الذي أصاب قادةَ العدوان سببه الرئيسي توالي الهزائم في الميدان، خُصُـوْصاً أن النظامَ السعودي بالغ وتسرع كثيراً في زف وعود الانتصار لشعبها، في حين أن الواقعَ والتطورات لا تدل سوى على أن هؤلاء الطغاة يعيشون أسوأ الظروف؛ بسبب الهزائم والخسائر التي تلحق بهم في جميع الجبهات وفي داخل أراضيه.

راديو اوستن الأوربي الذي يبث من أوسلو أكد في تقرير “أن هناك اتفاقاً بين مراكز الدراسات الغربية، وعند أجهزة الاستخبارات الأوروبية بان السعودية لا تملك جيشاً حقيقياً ولا قوات برية قادرة على مواجهة الجيش اليمني أَوْ الحوثيين أَوْ القبائل، وفي أية مواجهات عسكرية برية، فإن سقوط مراكز حدودية ومدن سعودية أمر متوقع، مما يعني توقُّع تعرض السعودية إلى التفكك والانهيار“. بالإضافة إلى ذلك “فإن وعورة الأراضي الحدودية ووجود جبال عالية ووديان سحيقة وطرق ملتوية، كلها تشكّلُ بيئة مناسبة لليمنيين في اندفاع المقاتلين اليمنيين نحو بلدات سعودية والسيطرة عليها، في المقابل سيكونُ من الصعب على أية قوات برية سعودية في استعادة هذه البلدات، وهذا الانهيار سيكونُ بداية البداية لتقسيم وتفتت السعودية”.

محللون سياسيين يروى أن نقطة ضعف السعودية الكبرى هي نقلُ اليمنيين للحرب عليهم إلى حرب داخل الأراضي السعودية، وهو ما يحدُثُ اليومَ، وهو ما يرعبُ السعودية ويدفعها لتجاهل أخبار الحرب في جيزان ونجران وإغلاق القنوات التي تنقلُ وقائع الحرب هناك حتى لا تتحولَ الحرب التي شنتها على بلد آخر إلى حرب داخل السعودية نفسها وخبر يومي في وعي مجتمعها، وما سينعكس كُلّ ذلك على أمنها وهيبتها في داخل السعودية وخارجها؛ لأن قوتها الداخلية والإقليمية تعتمد على هيبة الأمن وهيلمان المال، فإذا انكسر كُلُّ ذلك انكسرت السعودية وهُزمت في الوعي قبل هزيمتها في الواقع.

كما أشاروا إلى أن السعودية تفضّل أن تهان في حدودها الجنوبية بصمت على أن تعلن هذه الاهانات لشعبها والرأي العام الإقليمي واليمني تحديداً.

السعودية كانت قد نشرت عن بعض من قتلاها تم أخذ عدد منها ليس للحصر وإنما للمثال، حيث يقدر القتلى من الجنود السعوديين بالآلاف.

وعلى نحو لم يعد في استطاعتهم تحمل أعبائه السياسية والاجتماعية في بيئتهم، وذلك من دون أن يكون لهؤلاء “قادة العدوان” المهزومين أية قدرة على الخروج من جحيم مستنقع اليمن الذي أغرقوا أنفسَهم به، ولم يعد باستطاعتهم الخروج منه إلا باعترافهم الصريح بالهزيمة النكراء التي لحقت بهم في اليمن.

* عن المسار