الخبر وما وراء الخبر

اتفاق تحكيم وصلح عام بين قبيلتي قرضان وبني عمر بمحافظتي إب وذمار.

185

بقلم الشيخ / عباس علي العمدي

” لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فسوف نؤتيه أجراً عظيما”.

إنه وبالله التوفيق وفي ظل حرص واهتمام السيد قائد الثورة يحفظه الله والمجلس السياسي الاعلى على بذل مزيد من جهود ومساعي العمل بجهد استثنائي وكبير على مواكبة جميع التحديات والظروف الصعبة التي تحيق وتواجه الدوله عامة تحديدا في البيئة القبلية الكريمة، تجاه محاولات جر القبيلة الى الصراعات الجانبية لتقويض بناء وتماسك الجبهه الداخليه، واستنزاف لقدرات المجتمع باستهلاك رصيد بشري مهم خشية حشده وتوجيهه للعدو في ظل استمرار العدوان والحصار وحساسية الظروف الصعبة والمعقدة ، واستثمارا لوثيقة الشرف القبلية لتضييق الخلافات والصراعات الداخلية.

لايخفا على الجميع قضية الحرب القبلية المفتوحة بين طرفي الصراع المتمثل ببني حفص وبني شداد عزلة قرضان مغرب عنس م. ذمار وطرف الازبود وبيت ابوهاجره عزلة بني عمر مديرية القفر محافظة إب طالت الحرب منذ العام 2000م.

تداعيات وتبعات موجعة ‏حصيلتها 75 قتيل بينهم نساء واطفال واكثر من 350 جريح تقريبا من الطرفين، وادت ‏بغير حق تهجير وتدمير عددا مِن المنازل والقرى واتلاف محاصيل زراعيه وتوقف آبار مياه وموسسات خدمية لمدارس التعليم والصحة وتوقف مساحة زراعية كبيرة ضمن الحدود المشتركة كما طالت مقتل اسر واطفال خارج النزاع بكماين وقطع للطريق العام وتحولت احيانا للسلب والنهب كلها نتاج ارث سياسة مبدا فرق تسد عبر استمرار تغذية الصراعات ودعم استقواء كل طرف وسطحية التعامل تركت القضية والمنطقة للمجهول قطعا لمحاولات الاجندات الخارجيه عبر ادواتها لتحقيق اغراضها، وبروز التاجيج لزُج قبائل المحافظتين في الصراع وتوسيع دائرة المشكلة لصالح العدو وحتى لا يستقوي كل طرف بقبيلته.

واستشعارا للمسئولية وتوجهات القيادة العليا بادرت قيادة محافظتي إب وذمار بتشكيل لجنه مشتركة ومن خلال امر التكليف بالتنسيق والعمل وفق محصل المعلومات عن طبيعة الاوضاع و الصراع وابعاده واطرافه والتحاور وتقريب وجهات النظر لاحتواء التوتر وتهيئة الاجواء للاطراف للدخول في مرحلة عقد تفاوضي شكل دور وتعاون وزير الداخلية ونائب وزير الشئون الاجتماعية والعمل ورئيس مجلس التلاحم القبلي وقيادتا سلطات محافظتي ذمار وإب المحلية والاشرافية والامنية والمشايخ ممثلي ‏القبائل الاصيلة جسرا لردم الهوة بين اطراف الصراع، تاكيدا والتزاما بمبادى وثيقة الشرف القبلية ( الصلح العام وامن الساحة) الحاكمة في حسم كل خلاف وانهاء كل نزاع لدعم الاستقرار في المنطقه وتجنيبها الخلافات الاجتماعية والثارات والخصومات كمقدمه لانتاج وفاق قبلي تمخض باعلان توقيع وثيقة تحكيم وصلح عام كمقدمة وقف اطلاف النار وتجاوز الثار وتبني الحلول.

واعتمادا عل عوامل الثقة والتوكل على الله ابتغاء رضوانه والجهد المبذول وثقة الجميع بحكمة وعدالة ومصداقية السيد القائد يحفظه الله بمستوى بقاء وصمود الدوله وقوتها واسهام السيد محمد علي الحوثي عضو المجلس السياسي الاعلى في الاشراف والضغط الحاسم لتوقيع الاطراف بفضل الله تم اليوم اعلان وثيقة التحكيم المتضمنه تفويض وتحكيم السيد قائد الثورة، واقرار صلح عام شريف نظيف صيغة مقبولة لما له من مكانه ونهجه الصحيح وتوجهاته الصريحة والواضحة، والحرص ان لا تصبح قضايا القبيله جزءا من الخلافات الفرعية وتحذيراته من محاولات العدو عبر ادواته لتجييرها لصالح جر المناطق لتكون خصما لا حكما وطرفا لا أصلا ، وهو ما لا يرضاه ولا يحبه ولا يتمناه لهذا الطود الشامخ .

الشكر لله وللقيادة ولكل من سعى على دعم جهود لم الشمل وتدعيم جهود اللجان والتزام الاطراف بتنفيذ مبتنيات الاتفاق وكلا معني بحده وساحته ضمانا لاستمرار موقف الجميع وتقويته في وجه تحديات العدوان الخارجي، وتمنياتنا ان تسفر الجهود المباركة عن ثقافة جديدة تعمل جنبا الى جنب مع سلطة الدوله على خدمة الوطن والمواطن.و السعي بأسرع وقت ممكن للتخلص من تبعات وتداعيات ماحصل وقطع الطريق امام الاجندة التي تتربص بجر القبيلة للصراع وخلق شروط حياة جديرة على أساس الاخاء والعيش المشترك وتماسك المجتمع، وتثبيت الامن والسلم الاجتماعي والاهلي وتحريم وتجريم الاقتتال بين الاخوة وبهذا تبقى بنادق الجميع موجهة فقط لمن يعتدي ويتامر عل اليمن.

مباركتنا لطرفي الصراع وتمنياتنا ان ‏يحفظ الله اليمن واهله من كل شر وأن ينعم بلدنا بالسلام والأمان والاطمئنان ومعا نحو النفير العام ضد العدوان الخارجي عل طريق تحقيق النصر المبين بإذن الله

*وكيل محافظة ذمار
مسئول التلاحم القبلي
ممثل لجنة التنسيق والمتابعة الميدانية م.ذمار.