الخبر وما وراء الخبر

فرع وصل للسماء الشهيد احمد العستوت روح اتحدت مع النور .

183

ذمار نيوز || مقالات ||
[ 16 ديسمبر 2019مـ -19 ربيع الثاني 1441ه ]

بقلم /عفاف محمد

شهدائنا هم فخر امتنا وهم الأرواح الجميلة التي لاتفارقنا دمائهم الزكية به ننتصر وبها تمتلئ ارضنا كرامات..

ان نويت الحديث عن الشهيد وكرامته تنحني الأحرف حياء وخجلاً فماذا عساها في مقام الشهيد ستخط او ماذا ستحكي..

انها حكاية معمدة بالدم، ومالدم انه بضعة غالية من اجساد البشر.. سال هذا الدم الشريف حباً في الله وجهاد في سبيله ونصرةً للحق وكان بالإمكان تجاوز كل هذا حفظاً على البقاء في نعيم الحياة ،لكن النفس الجسورة الأنفة العصية تأبى الذل والخنوع والإنحناء أمام العواصف، تفضل الموت على توطي الرقاب للطغاة، تفضل ان تفنى في سبيل قضية مصيرية عادلة على ان تهان او تذل او تمس بسوء، وهذه هي العظمة التي لاتعرف الخوف غير من جل علاه قاصم الجبيرين الله سبحانه وتعالى من له فقط تنحني رقاب رجاله الصادقين العظماء..

والحديث يطول في حضرة الشهيد، وفي مقامه الرفيع ولي وإياكم في درب الشهيد حكاية فتعالوا نتنسم عبيرها ونغذي عقولنا وأرواحنا بعبرها ،ونشنف آحاسيسنا بسماع صداها في انفسنا، انه الشهيد أحمد عبدالودود العستوت
من ابناء محافظة ذمار الشرفاء الأحرار .

كان في بادئ الأمر شاب قلبه عامر بالإيمان وحب آل البيت، حيث قد عاش في بيئة يملاؤها الوعي والإدراك والعلم النير كان يعي واجباته تجاه الله جل شأنه وتجاه الرسول عليه افضل الصلوات وعلى آله ازكى السلام،كان مخلصاً وصادقاًً في حبه وولائه لله والرسول والآل وبذا تهيأت نفسه للبذل والعطاء في سبيل الله ونصرة الدين.

بداية أنطلاقته الجهادية عام 2016 شهر 2 ،حين استعرت ضد اليمن الحبيبة وتكالبت القوى الخبيثة لتنال أكثر واكثر من حريتها وإستقلالها حين سادت المفاهيم العظيمة للمسيرة القرآنية وعم الهدى خشى العدو من انبلاج الحق الذي حتمًا سيكشف كل مساوئه.

ساعة إنطلاقه لم يخبر أحد بما يجوش في خواطره من اتقاد وغيرة امام ما يحدث لدينه ووطنه واهله ،عرف اهله بسفره بعد يوم من انطلاقه وجهلوا منطقة توجهه حيث ولا بوادر تدل على ذلك ،وكان سكوته عن حدود جهته خوفًا من اعتراض طريقه واخماد النار التي تلتهب في جوفه والحنين الذي احتل خلجات نفسه ،وبعد 3اشهر من غيابه اتصل بأهله وطمئنهم انه في العاصمة صنعاء ،وقام بزيارة اهله الذين اجتمعوا في حبه واستقبلوه استقبال مهيب يليق بمقامه السامي ،وحاول بعض اهله ان يقنعوه ان يلتفت للدراسة ويثني عزمه عن مواصلة دربه حيث وكان الوعي قد وصل ذروته في نفس هذا الشهيد،وكان اهله يتطلعون له مستقبل زاهر كونه حاز على معدل 83 % كذلك كان موعود بالزواج، لكن هذه المغريات تنال من نفسه ويقعد مع القاعدين، فروحه المحلقة في عالم الجهاد والإيمان والصلاح أبت الإ ان تواصل دربها الرباني ،واقتنع اهله الذين استشعروا فيما بعد أهمية قراره الذي اتخذه، توجه بعدها في ميداني كاأمني وثقافي ،وفي وقت ما ألتحق الشهيد بدورة قتالية وبعزمه واصراره وصدق ولائه اكتسب منها الكثير.

والتحق بعدها بجبهة الجوف خب والشعف ثم تنقل من جبهة لأخرى، واستمر في هذا التوجه بحماس شديد وعزم لايلين كونه ملم بأهمية الجهاده وفضله ، في سيرته الجهادية غرس بصمات قوية منها ماهو في مشارف الحديدة ،وغيرها من أدوار بطولية وجهادية في ساحات النزال حيث ساهم في قتل مرتزقة في حيس والدريهمي والتحيتا .

وفي يوم استشهاد الرئيس صالح الصماد كان قد اجتمع به ورفاقه بساعات معدودة سلام الله عليهم جميعاً ..وبعدها انتقل ليجاهد في ساحات النزال فى محور حجة بحيران ونكل بالأعداء، وحينها اصيب في يده اليمنى ورجله وتم اسعافه الى ذمار وبعد ان تماثل للشفاء كان شديد الشوق للعودة للجبهة ،وعاد مباسل بسال الأبطال وظل متنقلاً بين الجبهات مستشعراً خطورة المرحلة واهمية الجهاد حتى اصيب بعد إصابة الأولى بسنة أخرى بليغة، وهي طلقة في عينه اليسرى وإضافة لذلك اصابته قذيفة بشظايا في الرأس وحينها فقد عينه تماماً..

وقالوا له البعض انت فقدت عينك ولا عليك اي حرج اترك الجهاد وعد للبيتك، ولكنه رد عليهم وكله ثقة بالنفس وكله ايمان بقوله :انا بعت من الله تجزئة وجملة وعيني ماهي إلا كفارة للذنوب.
وكان سلام الله عليه قد ادرج أسمه بين اسماء الجرحى ضمن اتفاق استوكهلم.. ولكنه ابى إلا الجلوس في بلده ..

كانت مواقفه عظيمة وخالدة وقد شهد له جميع اهله واصدقائه بطيب المعشر ودماثة الأخلاق، ويقول أحدهم ان الشهيد احمد حدثهم في احدى المرات عن رؤيا له في المنام وهي ان رأي الإمام علي عليه السلام يقول له “فوقهم يا رجال لاتخلوهم يزخفوا شبر واحد “ً لذلك كان الشهيد أحمد يجاهد بإخلاص حاله حال المجاهدين المؤمنين الصالحين من باعوا من الله جماجمهم حيث وقد أبلى في المعارك بلاء حسن، حتى اصطفاه الله بين الاخيار وجعله في مرتبة الانبياء والصديقين سلام على روحه الف سلام (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة).