الخبر وما وراء الخبر

أبرز صفات المنافقين.

42

بقلم المجاهد /فاضل الشرقي.

الكذب خصلة مذمومة وصفة سيئة من أبرز صفات المنافقين الذين يعملون من خلال الكذب والدس والإفتراء ونشر الشائعات لخلخلة المجتمع المسلم، واستهداف أخوته، وضرب وحدة كلمته، وثقته ببعضه البعض، فيعمد الكاذبون المنافقون إلى الإفتراء على الآخرين، والكذب عليهم، والطعن في ظهورهم، لتمرير أحقادهم وضغائنهم، وتفريغ غلهم وبغضهم، وأمراضهم النفسية، وأحقادهم الدفينة بالكذب والفجور، ولا يلجأ إلى الكذب والفجور في الخصومة، واطلاق التهم والشائعات الكاذبة إلا حاقد كاذب منافق لئيم.

إن الكذب أخطر شيء يهدد الوحدة والأخوة الإيمانية، ويتنافى تماما مع الإيمان والجهاد، والقيم والمبادئ، ولهذا لعن الله الكاذبين “ألا لعنة الله على الكاذبين” والكاذب الحقود يلجأ لهذه الخصلة ليطفئ لهيب نيران الحقد والغضب في نفسه، ويشفي غليله، ويستخدم الكاذبون عادة أساليب متعددة في كذبهم ونفاقهم منها الهمز، والغمز، واللمز، ورفع البلاغات والمعلومات والتقارير الكاذبة والكيدية، ويظهرون أنفسهم بمظهر الصادقين والناصحين والمخلصين، وبطريقة سرية وخاصة، ولا يتورعون عن استخدام اسم الله لتمرير كذبهم “وليحلفن إن أردنا إلا الحسنى والله يشهد انهم لكاذبون” ودائما ما يكون حبل الكذب قصير كما يقولون، وإن حقق الكاذب أهدافه، ونجح نوعا ما في مكيدته، فإنه سرعان ما يسقط ويفتضح، لأن الله لا يهدي كيد الخائنين، ولأنه سبحانه وتعالى بالمرصاد لكل من يغش ويخون ويتآمر ويخدع، لهذا علينا تطهير أنفسنا ومتمعاتنا وساحتاتنا من هذه الآفة الخبيثة، وأن لا نقبل الكاذبين، ونتحلى بالوعي الكامل في مواجهة هذا المرض المدمر، وعلى المستمع والمجتمع أن يكون بعقله، وأن لا يكون مطية وساحة للكاذبين، سريع التصديق والتأثر بدون أي قيم أو معايير، يقول الشهيد القائد رضوان الله عليه:

(أنت قد تسمع الكذب من الشخص تسمعه فتعرف أنه كذب، أو تعرف حتى لو لم تجد الشواهد في نفس الوقت على أنه كذب، تستطيع أن تقطع أن تلك النوعية لا يمكن أن يأتي منها كلام صحيح، فأنت من تقطع بأنه كذب، لم يقل: يسمعون الكذب، {سَمَّاْعُوْنَ} يسمعه ويتأثر به في وقته، وقد ينطلق أيضاً وسيلة لنشره يخدم ذلك الكذب. {سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ} هل أن الكذب لا يأتي ما يكشفه؟ إن الكذب في أكثر الحالات يكون هناك ما يكشفه قبل أن يخرج إلى النور أن يخرج إلى الوجود، تستطيع أن تعرف أن مثل ذلك الشخص لن يكون صادقاً فيما قال، هو من النوعية التي هي عادة هي لا تصدق حتى ولو أقسم. وحتى لا يكون المؤمن من أولئك الذين قال الله عنهم: {سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ} هو من يتأمل الأحداث، هو من يبصرها، هو من يعرف الشواهد عليها، ثم هو حينئذٍ من يعرف قبل أن يبرز الكذب من هناك، أو يبرز الباطل من هناك، وعادة الكذب هو يظهر بثوب الصدق هكذا، والباطل هو أيضاً يعمل على أن يرتدي رداء الحق فيظهر بثوب الحق أيضاً. كما قال الله عن اليهود في أنهم يلبسون الحق بالباطل، الباطل يقدمونه في ثوب الحق {يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ}(النساء: من الآية46) {يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ}(البقرة79) وما هو من عند الله؛ لأن هناك في الساحة الكثير من الناس ممن يسمع الكلام ويتعامل مع ما سمع؛ لأنه يكون لديه خلفية مسبقة يستطيع من خلالها أن يعرف بطلان ما سمع، وإن نسب إلى الله، أو نسب إلى نبي من أنبيائه).