الخبر وما وراء الخبر

 دروس من هدي القرآن الكريم

81

(ملزمة خطورة المرحلة)

( 1 )
ألقاها السيد/حسين بدر الدين الحوثي بتاريخ: 3 محرم 1422هـ الموافق: 16/3/2002م اليمن – صعدة

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين.
أما بعد نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعل زيارتنا مباركة، وأن نستفيد جميعاً في التعرف على بعضنا بعض، في مجال ما تهمنا معرفته، وما يهمنا عمله. الزيارات المتبادلة كهذه هي مهمة جداً في ظروف كهذه الظروف التي نعيشها جميعاً، وتعيشها الأمة المسلمة. طلاب العلم من الضروري أن يكونوا في طليعة من يحملون اهتماماً كبيراً، ويهمهم ما يدور حولهم. نحن في هذه الفترة الأخيرة – كما نعرف جميعاً – نعيش وضعية خطيرة جداً، وضعية تجلت فيها خطورة بالغة، وتكشفت فيها مخاطر جسيمة، خطورة على الإسلام والمسلمين، على ما تبقى من الإسلام، وما تبقى من المسلمين في الواقع. وكلنا نسمع، وكلنا نرى ما يدور في هذا العالم، وعلينا أن نسأل أنفسنا – باعتبارنا طلاب علم – هل طالب العلم يعني ماذا؟ هل الذي يحمل علماً؟ يعني علم ماذا؟ كلنا نقول: نحن طلاب علم دين، وعالم دين، ومعلم علوم شرعية دينية، الدين الذي نتشرف بأن نسمي أنفسنا طلاب علمه هو دين الله سبحانه وتعالى؟. نحن إذاً – باعتبار أن دين الله تعالى هو الإسلام – نحن إذاً مسلمون، فمتى ما سمعنا أن هناك هجمة شرسة، وخطورة بالغة على الإسلام فمن الطبيعي أن نعرف أنه هذا الدين، هذا الدين الذي نحن نتشرف بطلب علومه، ونحمل علومه، هذا الدين الذي ندين به، ونعتقد أنه يتوقف على الإلتزام به، والاهتداء به نجاتنا في الدنيا وفي الآخرة. ونحن إذاً مسلمون، فعندما نسمع أن هناك خطورة بالغة، هناك هجمة شرسة ضد المسلمين، فإن المسلمين هم أنا وأنت، وأمثالنا في مختلف بقاع البلاد الإسلامية. أن أكون طالب علم، أن أكون مسلماً، ثم أسمع وأرى الأحداث الكثيرة تدور من حولي ضد الإسلام والمسلمين، ثم لا ألتفت التفاتة جادة، ولا أهتم، ولا أفكر، ولا أستشعر الخطورة، ولا أبحث عن حل، ذلك يعني أن الأشياء بالنسبة لنا مجرد عناوين فقط، سواء ما نسميه إسلاماً ندين به، وما نسمي أنفسنا به كمسلمين، تصبح مجرد عناوين فقط؛ لأنه ليس بإمكان أحد منا أن يتصور – وإن كانت تلك قد تكون حالة نفسية لدينا جميعاً – أنه عندما نسمع حرباً ضد الإسلام والمسلمين أن الإسلام شيء هناك، والمسلمون هم فئات من الناس هناك. الإسلام هو هذا الدين الذي ندين به، والمسلمون هم نحن، المسلمون هم نحن، لكن يبدو أن هناك شعوراً: أسمع بالحرب على الإسلام، والهجوم على الإسلام، والخطورة على المسلمين، فأتصور أنهم أولئك، أولئك، ليس بالتحديد من أولئك! والإسلام شيء هناك!. لو كنا نستشعر – حقيقة – أن الخطورة هي موجهة لهذا الإسلام، ولنا نحن كمسلمين، ربما تضل المشاعر لدينا حية، لربما تركت أثراً في أن تخلق نوعاً من الوعي، واليقظة أمام ما يحدث. أول تساؤل: أن هذا الدين الذي ندين به هو دين ليس فيه ما يفرض علينا أن يبدو لنا موقف مما يحدث، لا أحد أعتقد يستطيع أن يجيب: بأن هذا الدين الذي ندين به لا يفرض علينا موقفاً مما يحدث. إن الله سبحانه وتعالى عندما يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ}(آل عمران103) إنه أمرٌ بالتقوى، بالإلتزام، وأمر بالدفاع عن هذا الدين، والعمل على إعلاء كلمته، ليس فقط التزام، ولا يقبل الإلتزام بالأشياء التي في متناولنا، أشياء نجدها سهلة ونحن نمارسها، وأشياء أخرى قد ترسخ المفهوم لدينا أنها صعبة وشاقة، فنحن لا اهتمام لنا بها، ولا تفكير لدينا بشأنها.. الإسلام دين نلتزم به، دين نعمل على إعلاء كلمته ونشره، دين ندافع عنه. ثم هل يمكن أن نقول أيضاً: بأن الإسلام نفسه قد جاء ليوزع المسؤوليات بين أبناء هذه الساحة؟ فله خطاب خاص معنا، وخطاب خاص مع أولئك، فوزع الرقعة الإسلامية إلى قطاعات، ومناطق، ليس من في هذه المنطقة مسؤول عما يحدث في المنطقة الأخرى، ليس أبناء هذه المنطقة مسؤولون عما يواجه به الإسلام في منطقة أخرى!. أيضاً لا أعتقد أنه في القرآن الكريم هناك توزيع للعالم الإسلامي، أو للأرض إلى قطاعات، وكل قطاع مسؤوليتها تختص بجهة معينة، أو بمن في داخلها.. خطاب القرآن خطاب واحد: يا أيها الذين آمنوا، يا أيها الناس، هكذا يخاطب. ثم إذا كنا في واقعنا نعيش حالة من اللامبالاة بما يحدث، وإذا ما كان هناك تفاعل أمام ما يحدث، فليس أكثر من مجرد تألم لا يتحول إلى موقف! هل أن هذه الحالة يمكن أن يكون لها أصل في ديننا؟! أي أنه بتوجيهاته، بتربيته ربانا على هذا النحو، ترك فينا هذا الأثر, فها نحن نعيش حالة اللامبالاة، حالة اللاإهتمام بما يحدث. أعتقد – أيضاً – أن توجيهات القرآن الكريم، توجيهات الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله)، سيرة أئمة أهل البيت (عليهم السلام) كلها تخلق روحاً أسمى، وأرقى، وأعلا من هذه الروحية التي نحملها. إذاً فمن أين أتينا؟ من أين أتينا؟ عندما نرى أنفسنا، ونحن نسمي أنفسنا طلاب علم، ونسمي أنفسنا علماء، ونسمي أنفسنا متعلمين، ونسمي أنفسنا مرشدين، فمِن أين أتينا حتى أصبح واقعنا على هذا النحو؟! الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم، باعتباره كتاب حياة، كتاب تربية، كتاب عمل، شهد على أن هذا الكتاب يستطيع أن يخلق روحاً عالية من خلال ما نشاهده من نظرة أولئك العظماء، مثل الأنبياء (صلوات الله عليهم)، كالنبي (صلوات الله عليه وعلى آله) وكالإمام علي (عليه السلام)، وكالحسن، وكالحسين، وأمثالهم من العظماء. وهو هذا القرآن الذي بين أيدينا، هو هذا القرآن الذي بين أيدينا.. هل أن الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) كان لديه كتاب آخر؟ أو أن الإمام علياً (عليه السلام) كان لديه كتاب آخر؟ أنه كان لدى ذلك الجيل من الأشخاص الذين انطلقوا فغيروا مجرى الحياة، ومجرى التاريخ، وأصبحنا نعيش نعمة ما بذلوه، وآثار ما بذلوه من جهود عظيمة في سبيل هذا الدين، هم عظماء، وكانوا يرون أنفسهم في نفس الوقت أن كل ما هم عليه إنما هو من خلال الإهتداء بالقرآن الكريم، وأن تلك الروح العالية التي يحملونها إنما هي تجسيد لروح القرآن الكريم. القرآن الكريم بين أيدينا، لماذا غابت تلك الروحية بشكل ملموس؟ غياب بشكل ملموس؟ كل هذه تساؤلات تفرض نفسها علينا، باعتبارنا – كما كررت – طلاب علم، وباعتبارنا نحمل ألقاب: أستاذ، وعالم، ونحوها من الألقاب.. كلها تفرض نفسها علينا، هل هناك مسؤولية علينا، أم أنه لا مسؤولية علينا أبداً؟ هل نحن معذورون إذا ما قدمنا على الله سبحانه وتعالى ولم يكن لنا أي عمل في هذه الحياة؟ في مجال نصر هذا الدين، في مجال الدفاع عنه، في مجال تنفيذ تلك التوجيهات التي نقرأها في القرآن الكريم، هل هناك مبرر؟. وإذا كنا نتفق مع أنفسنا – بناء على قواعد معينة من هنا، أو هناك – فهل فعلاً يمكن أن يكون ذلك مبرراً لنا أمام الله سبحانه وتعالى؟ ونحن نقطع بأن ما نجده مبرراً لنا هو أيضاً مبرراً للأجيال من قبلنا ومن بعدنا، أي أن ما تعتبره أنت مبرراً لك انطلاقاً على قواعد معينة، إذاً أنت تحكم بأنه يعد مبرراً للسابقين وللاحقين، لكن لماذا السابقون كانوا يختلفون عنا؟ ثم إذا افترضنا أن اللاحقين سيكونون على هذه الطريقة، أجيال تأتي على هذا النحو، فمتى سيفترض أن يكون هناك إصلاح؟ متى يفترض أن يكون هناك عمل لإعلاء كلمة الله؟! متى يفترض أن يكون هناك عمل في الدفاع عن الإسلام والمسلمين، في مواجهة أعداء الله؟ متى يمكن أن يكون هناك عمل في مواجهة هذه الأحداث التي أمامنا؟! سواء في واقعنا نحن، أو امتدت، وبالطبع الفساد لا ينتهي، الفساد يبقى، والباطل يبقى إذا لم يأت من يوقفه. فلو افترضنا أن هذه الحالة تمتد إلى أجيال، سواء ممن نعلِّمهم، أو ممن يأتون من بعدنا، أي أن هذه الوضعية التي نحن عليها إن كانت مبرراً أمام الله سبحانه وتعالى فيما إذا قدمنا عليه أيضاً نفترضها مبرراً للأجيال من بعدنا، وبالتالي نـرى أن ذلك يحول دون تحقيـق الاستجـابة لله سبحانه وتعالى عندما يقول لعباده المؤمنين: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ}(الصف14) ألسنا نقرأ هذه الآية؟ وقرأها آباؤنا من قبلنا، ونعلِّم أبناءنا, ونعلِّم طلابنا هذه الآية، وآيات أخرى كقوله: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}(آل عمران104)، وكقوله تعالى: {وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ}(الحج78) ومثل قوله تعالى: {قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ}(التوبة29) متى يمكن أن تتحقق استجابة لمثل هذه الآيات؟. لا أتوقع؛ ما دمنا نعيش حالة كهذه، تمر الأحداث من حولنا، ونحن لا نقرؤها بشكل جيد، ونحن نرى كل ما حولنا إذا ما نظرنا بأنه مطلوب أن يكون هناك عمل فإن العمل في مواجهته يكون عندنا ضمن قائمة المستحيلات!. نرى أن الله سبحانه وتعالى عندما يأمرنا بأن نكون من أنصار دينه، ومن المجاهدين في سبيله، وممن يعملون على الدعوة إلى الخير، على تأهيل أنفسهم كأمة تدعو إلى الخير، وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، هي أشياء نؤمن بها لكنها تبدو أمامنا ضمن قائمة المستحيلات، أليس كذلك؟. أنا واحد منكم، وأرى ما ترون، أن الساحة التي نعيش فيها – ساحتنا جميعاً، علماء ومتعلمين – هي ساحة تسيطر عليها هذه المشاعر: أننا نعيش وضعية نرى أن كل شيء مستحيل، نرى أنه ليس باستطاعتنا أن نعمل شيئا في الدفاع عن الإسلام، والمسلمين، ومع ذلك ندعي، أو نطلق على أنفسنا ألقاباً كبيرة!. نحن نقول: أننا زيدية، وأن الزيدية هم الطائفة المحقة، وأن الزيدية هم صفوة الطوائف، وأنهم أهل العقائد الصحيحة.. ومن فينا من أهل البيت نقول: نحن من أهل البيت، ونحن الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً، ونحن من أوجب محبتهم على الأمة، ونحن من أوجب التمسك بهم، ونحن من جعل التمسك بهم أماناً من الضلال، ونحن.. ونحن… الخ. هل منطق القرآن الكريم يسمح لك أن تطلق على نفسك ألقاباً كهذه ثم لا تترافق معها مسؤوليات؟ هناك مسؤولية، هناك مسؤولية كبيرة.. من يتأمل في واقع الأمة الآن يجد أننا كعرب، ونحن كزيدية، ونحن باعتبارنا من أهل البيت نعيش تحت أقدام من قد ضرب الله عليهم الذلة، والمسكنة، وباءوا بغضب من الله، نعيش أيضاً تحت رحمة من قد باءوا بغضب من الله!. أليس هذا هو ما هو حاصل؟. لماذا؟ نسأل أنفسنا أنه إذا كان الله قد ضرب على أولئك الذلة والمسكنة، ونحن نجد أنفسنا نعيش حالة الذلة، والمسكنة تحت أقدامهم، هل أن هذا هو شأن الحياة هكذا؟ وأن أهل الحق – كما يقال – عادة يكونون مستضعفين، ومساكين، وهذه حالة طبع الله الدنيا عليها، بل هي حالة نستشهد بها على أننا محقون، وأنه لولا أننا نعيش حالة كهذه لاضطربنا في معرفة أننا على حق!. هل أن هذا واقع الدنيا، وواقع الدنيا هكذا؟ أم أن ذلك نتيجة تفريط في مسؤولية، نتيجة إهمال لواجب، نتيجة ابتعاد عن هدي الله فكان عاقبتنا بالشكل الذي يشهد أن تفريطنا أسوأ، أو يعد جريمة أكثر من جريمة أولئك الذين قد ضرب عليهم الذلة والمسكنة؛ لأنه إذا كان في الواقع أننا أصبحنا تحت أقدام أولئك، يعني: أننا في واقعنا ارتكبنا خطأ كبيراً جداً من حيث أننا فرطنا في مسؤولية كبيرة، فرطنا في مسؤولية كبيرة جداً، فكانت معصيتنا كبيرة، استحقينا بها – فيما أعتقد – أن نعيش حالة من الذلة أسوأ من تلك الحالة التي ضربت على بني إسرائيل. لكن ما هي المشكلة في هذا؟ المشكلة في هذا هي: أننا أصبحنا نفهم، ما أدري من أين؟ هل من بعض القواعد في كتب علم الكلام، أم من بعض الأشياء التي نسمعها من كتب الترغيب والترهيب، أصبحنا نفهم أن هذا هو حال الدنيا، أن هذا هو حال الدنيا، فكلما اشتدت الوطأة، وكلما عانينا، وكلما أصبحنا نلمس أننا في وضعية سيئة، نعيش حالة من الخزي والذلة والهوان، لا نعرف أن ذلك عقوبة [شأن الدنيا]! أليس هذا هو ما نسمعه من بعضنا بعض؟ [هذا حال الدنيا، وهذا شأن الدنيا، وهذا … إلخ]!، فمتى يمكن أن نصحوا، فنفهم أنما نحن فيه إنما هو نتيجة لتفريط حصل منا كمسلمين، حصل منا كعرب، حصل منا كزيدية، حصل منا كأهل بيت النبوة؟!. أنا أعتقد – حقيقة من خلال تأملاتي – أننا في وضعية يجب أن نرجع فيها إلى الله سبحانه وتعالى فنتوب توبة صادقة، نتوب إلى الله جميعاً، نتوب إلى الله جميعاً من أننا فرطنا، من أننا قصرنا، من أننا أهملنا، من أننا أضعنا. وحتى نعرف الموضوع أكثر، الله سبحانه وتعالى ألم يبعث محمداً (صلوات الله عليه وعلى آله) رسولاً للعالمين؟ رسولاًً للعالمين، وأنزل القرآن الكريم كتاباً للناس جميعاً، هدى للعالمين؟. أين بعث رسول الله؟ ألم يبعث في البلاد العربية في مكة؟ ألم ينزل القرآن بلغة العرب؟ ألم يكن الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) عربياً؟ إذاً بالتأكيد أن من يقع على عاتقهم مسؤولية أن يكون الرسول للعالمين جميعاً فتصل دعوته إلى أقصى الدنيا، هم من يقع على عاتقهم مسؤولية أن يصل نور القرآن الكريم، وهديه إلى مختلف بقاع الدنيا، هم العرب، هم العرب في البداية أليس كذلك؟.