الخبر وما وراء الخبر

أحلامُهم في صنعاءَ تسقطُ بأيدي رجال الأمن البواسل

25

دينا الرميمة

وسطَ واقعٍ مُحبِطٍ مليء بالهزائمِ والفشل، تعيشُ دولُ العدوان التي لا زالت تعضُّ بنواجذها على أُمنياتها السوداء في الوصول إلى العاصمة صنعاءَ وبقية المدن التي اصطفت معها لمواجهة عدوانها الخبيث.

صنعاءُ التي أصبحت الملاذَ الأمنَ والمستقرَّ لكلِّ أبناءِ اليمن الذين خذلتهم مدنُهم حين فتحت أبوابَها لمحتلٍّ فشل في إدارتها، وبوجوده ساد الخوفُ وضاع الأمانُ وأصبحت مسرحاً تسوده الجريمةُ بكافّةِ أنواعها وغابت فيها معالمُ الحياة، وتصدّر الموتُ المشهدَ عبر رصاصاته وأدواته..

فبعد فشلِ دولِ العدوان عسكريّاً في اقتحام صنعاء التي أحاطها رجالُ الجيش بقوتِهم وكسروا كُـلَّ تلك الجيوش التي استُجلبت لإسقاطها وحملات “قادمون يا صنعاء”، واستطاع مَنْ بالداخل إدارتَها بالمُستوى المطلوب، وبرجال الأمن الذين سخّروا أنفسَهم لحماية من فيها وخلقوا الأمانَ الدائمَ وكانوا متيقظين لكلِّ الخلايا التي تحاول تفجيرَ الوضع فيها، لتكون أُنموذجاً على حنكتهم وسياستهم الناجحة برغم القصف والحصار!!..

حاولت دولُ العدوان أن تخترقَها بكافة الوسائلِ، ابتداءً من إعلامها الرخيص الذي كان يُروّج لأخبارٍ كاذبة وجرائم لا وجودَ لها، وينشر الشائعات وحملات التشويه بحقِّ من يمسكون زمامَ الأمور فيها لخلق سخط شعبي عليهم..

وغالباً ما كانت حملاتُهم تفشلُ وتصطدم بمجتمع لديه من الوعي الكثير، ويعي ويعلم ما الذي أحدثه العدوانُ في المدن الواقعة تحت سيطرته، فيفشلُ في تحقيق أيِّ انتصارٍ أَو اختراق، فلجأت عبْرَ أدواتها المرتزِقة الذين هم الآخرين استظلوا بظلِّ صنعاء واحتموا برجالِ أمنها، فجعلوا من أنفسهم خلايا مهمتُها القيامُ بجرائم اغتيالات ونهب وسرقة واختطاف، سرعان ما كانت تقعُ هذه الخلايا بيد رجال الأمن مع كُـلِّ تلك الأسلحة التي كانت تُسخّر لهم، كما رأينا في حادثةِ اغتيال الشهيد إبراهيم بدر الدين الحوثي -سلامُ ربي عليه-، حيثُ لم يكتمل الشهرُ إلّا وقد تم القبضُ على قاتليه ومن داخل مأرب المدينةِ التي يزعم العدوُّ أنها تحت سيطرته..

عملياتٌ ناجحةٌ ومتعدّدةٌ لرجال الأمن ووزارة الداخلية في اجتثاث الخلايا النائمة والإجرامية بعد وقت بسيطٍ من قيامها بجرائمها أَو حتى قبل حدوثها، كان آخرَها الخبرُ الذي جاء في البيان الذي أصدرته وزارةُ الداخلية عن إحباط مخطّطٍ لدول العدوان في إشعال الفوضى وتأجيج الشارع عبر خليتين مرتبطتين بالاستخبارات السعودية، ضخّت لهما من الأموال الكثيرَ واتّخذت من الرواتب والوضع الاقتصادي عنواناً براقاً حطّت الخليتان عليه آمالَهما لإنجاح مهمتهما، ولكنهما بفضلِ الله وبفضل رجالِ الأمن البواسل تم إلقاءُ القبض عليهما، قبل أن تقوما بأية عمليات وَسيكشف عن مخطّطِ هذه الخلايا في الساعات القادمة..

وهكذا تلاشت أحلامُ العدوّ في صنعاء وذهبت أدراجَ الرياح، كما فشلت في الفتنة الديسمبرية التي حدثت في العام ٢٠١٧م، وتخلّصت اليمنُ من أكبر خونتها..

فكلُّ التحايا لرجال الأمن الذين صفعاتهم تتوالى على العدوان وتفشل مخطّطاتهم.

وبجفني عيونهم ضمّوا صنعاءَ وسكّانَها وكانوا حصنها القوي ولأخواتها من المدن المناهضة للعدوان في الداخل، ومع رجالِ الله في بقية الجبهات شكّلوا سياجاً منيعاً لحماية اليمن من هذا العدوِّ الغبي وكلِّ من خان اليمن وبحضنه ارتمى..