الخبر وما وراء الخبر

واقع الطفولة في اليمن .. تحكيها الأرقام وترسم ملامحها الوقائع المشهودة

26

في الذكرى الثلاثين لاتفاقية حقوق الطفل، يطل أطفال اليمن برؤوسهم، علهم يجدوا ما يشفى صدورهم عن سبب مرور خمس سنوات عجاف من العدوان والدمار الذي لم يستثنيهم من قائمة الغارات والحصار المفروض على اليمن، هذا البلد الذي لا زال يصنف ضمن البلدان الأسوأ للأطفال في العالم بسبب الانتهاكات التي يتعرضون لها من قبل تحالف العدوان السعودي الامريكي.

وبينما يحتفل العالم بيوم الطفل العالمي ، لا يجد اطفال اليمن ما يقدموه للعالم سوى التذكير بالحقائق المؤلمة والارقام المخيفة جداً الصادرة عن الأمم المتحدة – الراعية لهذا اليوم – وغيرها من المنظمات العاملة في مجال حقوق الأطفال ، والتي باتت على علم مسبق بما يعانيه الاطفال في اليمن، والواقع الذي يعيشونه في ظل طفولتهم المفقودة والمغيبة عن العالم.

ونسرد لكم غيض من فيض ما تعانيه الطفولة في اليمن ..

احصائيات وارقام دولية

أكثر من 12 مليون طفل يمني – حسب اليونيسيف – بحاجة للحصول على مساعدات إنسانية عاجلة، في ظل الأوضاع الصعبة التي تشهدها البلاد والناتجة عن العدوان في اليمن.. اضافة الى إلى أن تعليم 3.7 مليون طفل على المحك بعد تدهور النظام التعليمي الهش أصلاً، وتدمير المؤسسات التعليمية الذي أدى إلى بقاء نحو مليوني طفل خارج المدارس.

كما يعاني الأطفال في اليمن من سوء التغذية المرتفع، الذي حرم 85% من الأطفال من الوصول إلى الحد الأدنى المقبول من الغذاء الذي يحتاجونه لأجل بقائهم على قيد الحياة ونموهم وتنميتهم، حيث يُقدّر عدد الأطفال المصابين بسوء التغذية الحاد بحوالي مليوني حالة ممن هم دون الخامسة، منهم 360.000 طفل مصاب بسوء التغذية الحاد الوخيم، وفق ما أظهرته تقارير دولية.

وكانت منظمة الصحة العالمية قد أكدت الشهر الماضي، أن الأزمة الإنسانية في اليمن هي الأسوأ في العالم، فالأمراض أوصلت نسبة كبيرة من السكان إلى شفا الموت، مشيرة إلى إصابة نحو 700 ألف بمرض الكوليرا، ويشكّل الأطفال دون سن الخامسة نحو 25% من هذه الحالات.

وتشير الاحصائيات الرسمية الى أن العدوان على اليمن في خمس سنوات ادى الى مقتل ما يفوق 3700 طفل وإصابة ما يقارب من 4000 آخرين.

كما اصيب 800 طفل بإعاقات دائمة جراء القصف المباشر، فضلاً عن تشريد 1.5 مليون طفل إلى مخيمات لجوء ذات بيئة سيئة.

وكشفت تقارير اخرى عن ارقام مفزعة مما يتعرض له أطفال اليمن ومنها :

أكثر من 12 مليون طفل بحاجة لمساعدة إنسانية عاجلة

92% من اطفال اليمن يعانون سوء التغذية ونقص الوزن

74% منهم يعانون التقزم وهي أعلی نسبة في المنطقة

1500 حالة وفاة من الأطفال جراء الكوليرا خلال فترة العدوان

مليون طفل يواجهون خطر الإصابة بمرض الدفتيريا (الخُناق)

إصابة 90 ألف طفل بمشاكل نفسية من آثار القصف السعودي

أما أوضاع الأطفال في اليمن نتيجة استمرار الحصار والعدوان فيمكن تلخيصها بناءً على التقارير الدولية على النحو التالي::

7 ملايين طفل يمني يخلدون للنوم كل ليلة وهم جياع

2.1 مليون طفل دون سن الخامسة مصابون بسوء التغذية

ما يربو على 400 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد

طفل واحد يموت في كلّ 10 دقائق بسبب سوء التغذية الحاد والأمراض

اكثر من 2 مليون طفل يمني في سن الدراسة ما يزالون خارج المدارس

1.4 مليون طفل يعملون في اليمن وهم محرومون من أبسط حقوقهم

4 آلاف طفل ارغموا على القتال في صفوف العدوان ضمن خطة تجنيد للاطفال

مشاهد وصور حية

وخلال السنوات الخمس من عمر العدوان السعودي الامريكي على اليمن، ظهر عشرات الصور التي تجسد وحشية العدوان وامعانه في اهلاك الحرث والنسل، فمحافظة صعدة كانت صبيحة يوم الخميس الـ 9 من أغسطس 2018 على موعد مع واحدة من ابشع الجرائم الإنسانية في العالم والتي حدثت بحق أطفال ضحيان الذين استهدفهم طائرات العدوان السعودي الأمريكي، وراح ضحيتها حوالي 51 شهيداً و 79 جريحاً جُلُّهم من الأطفال والمدنيين, وكانوا في طريقهم إلى مركزهم التعليمي.

ويوم السبت الـ 13 اغسطس من العام 2016م في منطقة جمعة بن فاضل مديرية حيدان محافظة صعدة، قام طيران العدوان بقصف مدرسة القاهرة مباشرة ، وأدت الغارة إلى استشهاد 6 أطفال من طلاب المدرسة ومعلم وشيخ طاعن في السن كان بجوار المدرسة حال القصف، وتسببت بإصابة 22 طفلاً من الطلاب و 4 من المدرسين والمدنيين.

وتتكرر الصور ففي 7 إبريل 2015م قصف طيران العدوان مدرسة الرشيد في مديرية السدة محافظة إب اسفرت عن استشهاد 3 أطفال وجرح 10 آخرون.. ليواصل العدوان في 23 إبريل 2015م قصف مدرسة السحول في مديرية المخادر – في نفس المحافظة أدت إلى استشهاد رجلين وإصابة 7 آخرين من الطلاب.

وفي ذات المحافظة تقريبا في 28 أغسطس 2015م، قصف طيران العدوان كلاً من : مدرسة ٢٦ سبتمبر في مديرية حبيش، فاستشهد طفلان وامرأتان وجرح 5 رجال..

وفي أمانة العاصمة قصف طيران العدوان كلاً من : مدرسة ابن سيناء – مديرية الوحدة، والمعهد المهني – مديرية الثورة، ومركز النور للمكفوفين – الصافية، أسفرت عن استشهاد وجرح العشرات من الأطفال.

أما في محافظة صنعاء فقد شهدت استهدافاً متعمداً للمدارس ودور العلم من قبل طائرات العدوان، فقد قصف العدوان كلاً من: مدرسة الفلاح الأساسية في منطقة بني زتر مديرية نهم محافظة صنعاء التي لم تُمحَ من الذاكرة صورة الطفلة ( إشراق ) وهي تفترش التراب شهيدة بزيها المدرسي وجوار حقيبتها المدرسية.. بعد أن قام طيران العدوان في وقت مبكر من صباح يوم الثلاثاء 10 يناير 2017م بقصف المدرسة أثناء دخول الطلاب والطالبات لتأدية اختبارات نصف العام الدراسي..

الغارة أدت إلى استشهاد 3 أطفال بينهم الطفلة إشراق، واستشهاد 3 من الكوادر التربوية بينهم وكيل المدرسة.. وتسببت بإصابة 4 أطفال ومدني واحد، وأدت إلى تدمير جزء من المدرسة وبعض المنازل المجاورة..

إلى جانب استهدف طائرات العدوان الغاشم مدرسة دار الشريف في خولان، والمعهد المهني في الرقة – همدان، ومدرسة عبدالله الوزير – بني حشيش، ومدرسة حضران – بني حشيش، والمدرسة التعليمية في رجام – بني حشيش، والمعهد التقني – بني مطر، ومدرسة الحسين في بني يوسف – الحيمة الداخلية، ومدرسة ومعهد مهني – الحيمة الخارجية، وعاود استهداف مدرسة الإمام الحسين في بني يوسف – الحيمة الداخلية، ومدرسة الفلاح – مديرية نهم، ومدرسة النجد الأخضر – نهم، ومدرسة المغمار – مناخة.

العدوان لم يستثني أحد حتى محافظة تعز تحديداً في الـ 20 يناير 2016م ارتكب طيران العدوان السعودي مجزرة مروعة بحق طلاب مدرسة للأيتام في حارة الحرير بمحافظة تعز أسفرت عن استشهاد 12 طالبا وطالبة ومعلمتهم في جريمة وحشية استهدفت أطفال أيتام لم تتجاوز أعمارهم عشرة سنوات.

وفي الثلاثاء ال 18 من أغسطس 2015م قام طيران العدوان السعودي بشن خمس غارات جوية استهدفت مبنى نقابة المعلمين التربويين جوار كلية التربية بمحافظة عمران، حيث تم استهداف مبنى نقابة المعلمين أثناء تواجد عدد من المدرسين وموظفي مكتب التربية, والذين كانوا يقومون بأعمال التحضير والتجهيز للامتحانات القادمة للشهادتين الأساسية والثانوية المزمع إجراءها في التاسع والعشرين من الشهر نفسه، أسفرت هذه الجريمة عن استشهاد 21 تربويا وأربعة أطفال وإصابة 21 آخرين معظمهم من المعلمين بينهم امرأتان، كما دمر القصف 11 منزلاً بينها 3 منازل دمرت بشكل كامل.

مشاهد مأساوية وحشية تخالف كل قوانين الإنسانية وتضرب بها حرض الحائط، ولا تبالي بأي من الأعراف الدولية والتي تحرم كل أنواع القتل ضد الطفولة، وتجعل من قضايا الإنسانية عنواناً عريضاً وخطاً أحمراً في المحكمة الدولية ومجلس الأمن الدولي، وتُقيم العقوبات والحروب على من خالفها ؛ إلا أننا نجدها في اليمن غائبة عن ذلك بكل قوانينها وبرامجها، وهذا ما يجعلُ دول العالم مسرحاً للعبة الأمم وعشوائية القرار لمن يملكُ القوة.