الخبر وما وراء الخبر

المتحف الحربي بعدن .. بين مطرقة العدوان وسندان المرتزقة

63

تداول ناشطون على مواقع التواصل الإجتماعي، صوراً تظهر سيطرة عدد من المتنفذين المحسوبين على قوى العدوان، على أجزاء من المتحف الحربي في مدينة كريتر بمحافظة عدن جنوبي البلاد وتحويلها الى محلات تجارية.

ويتضح من خلال الصورة استيلاء مرتزقة العدوان على الواجهة الأمامية للمتحف الحربي ، لا سيما بعد تعرضه في منتصف إبريل 2015 لغارة جوية من طيران العدوان.

وقد أدت الغارات على المتحف الى الحاق أضراراً كبيرة في جدرانه، قبل أن يتعرّض للنهب والسرقة، وهو ما كشف عنه تحقيقٌ لإحدى المنظّمات الحقوقية أواخر العام المنصرم.

ويبرز المتحف الحربي الذي يعود بناؤه إلى العام 1918م، في مقدمة الأماكن التي حل بها الدمار والخراب واعمال النهب والسلب إبان احتلال المحافظة .

وبحسب هيئة الآثار والمتاحف اليمنية، كان المتحف يتألف من 7 صالات، وتوجد فيه أكثر من 5 آلاف قطعة أثرية، تم تنظيمها وفق التسلسل التاريخي والزمني للوقائع والأحداث التاريخية المتعاقبة ابتداءً من العصور الحجرية، وعصور ما قبل التاريخ، والعصر الإسلامي، والاحتلال البريطاني.

ويحتوي المتحف الحربي بعدن على أسلحة قديمة وصور للثوّار الذين انتفضوا ضد الاحتلال البريطاني، ومعروضات عن تاريخ اليمن العسكري ومراحل التطوير التي شهدتها قوّاته المسلّحة، إلى جانب صورٍ وأعمال يدوية تاريخية مصنوعة من الحجارة.

شهود عيان

عبدالله كمال ” من أهالي كريتر شارع الشيخ عبداللة يعمل حارساً للمتحف منذ نحو 8 سنوات، قال : تمت عملية النهب والسلب يوم دخول “التحالف” الى المحافظة.

ويضيف ” بعد أن ترك القصف الجوي للطيران ثغرة في الجهة الغربيه للمبنى ، تسلل البعض منها وسلب ماسلب من أثار ثمينه وبالغة الأهمية ، ويستدرك قائلا : أنه تم استرجاع بعض الآثار القليله والبسيطة الا أنها اختفت بعد ذلك مع باقي الاثار.

ورغم سيطرة حكومة المرتزقة على المتحف عقب احتلال السعودية والامارات للمحافظة، الا أنها رفضت إعادة فتحه خشية من ردة الفعل الشعبية، لا سيما بعد قيام حالف العدوان ومرتزقته بنهب اغلب المقتنيات والاثار الموجودة بداخله.

ويؤكد البعض من ابناء المحافظة بأن القطع الأثرية المنهوبة من عدن، تُباع في السعودية والامارات وكذا في الولايات المتحدة الامريكية منذ السنوات القليلة الماضية.

وما دامت حكومة الفار هادي قد نهبت ما بداخل المتحف، لم يتبقى لما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم اماراتيا سوى البسط على اجزاء من المبنى وتوزيعه على عدد من قياداته.

من جانبه اوضح مسؤول في الهيئة العامة للآثار والمتاحف بعدن، أن تجارة تهريب الآثار نشطت بصورة لافتة عقب الحرب في عدن.

وقال أن متاحف عدن أضحت الان خاوية من الآثار ولم يتبقى من المتحف الحربي سوى أطلال يمكنك فقط مشاهدته من الخارج دون ان ترى محتوياته التاريخية التي اختفت

ونشرت صحيفة “واشنطن بوست” مقالا لمدير مؤسسة “ذا أنتيكوتيز كوليشن” أو “تحالف حماية الآثار” ديبور لير، دعا فيه لوقف تهريب المقتنيات الأثرية من عدن وبيعها في الأسواق الأمريكية.

وافادت الصحيفة بأن التحالف تورط في عدة عمليات لتهريب قطع أثرية نادرة ومخطوطات يمنية قديمة للخارج، ما دفع المنظمات المعنية إلى إطلاق أجراس الإنذار في وجه تلك العمليات التي تستهدف ضرب الحضارة اليمنية والقضاء على إرث البلد وتراثه.