الخبر وما وراء الخبر

النبي عند اليمنيين :الوفاء ماتغير.

57

بقلم / صدام حسين عمير

يترقب اليمنيين بشوق الثاني عشر من ربيع الاول ذكرى مولد الرحمة المهداة في العصر الكئيب ذكرى مولد النبي المصطفى محمد صلى الله عليه واله وسلم للاحتفاء واحياء هذا اليوم العظيم بعظمة صاحبها وهم يرددون لبيك يا نور الهدى يا صاحب العقل اللبيب .بمولدك بانحيي الذكرى ويغضب من غضب تلك الفرحة التي تغمر اليمنيين اليوم وهم يحييون ذكرى مولد النبي الاعظم محمد صلى الله عليه واله وسلم هي نفس فرحة اجدادهم الأنصار عند قدوم النبي المصطفى صلى الله عليه واله وسلم اليهم مهاجرا من مكه وهم يرددون طلع البدر علينا من ثنيات الوداع.

ان الوفاء مع النبي صفة تميز بها اليمنيين عبر العصور فأول دماء زكية سقطت حبا لله ولرسوله كانت دماء يمنية دماء سمية بنت خباب وزوجها ياسر ابوي الصاحبي الجليل عمار بن ياسر الذي اوفى بعهده لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم حيث كان نعم الصاحب لرسول الله وابلى بلاء حسنا في سبيل الله وفيا بعهده لله ولرسوله بعد موت النبي صلى الله عليه واله وسلم حيث وقف مع الوصي الأمين الأمام علي عليه السَلٱمٌ وجاهد معه حتى استشهد في صفين فسلام الله عليه.
و يتجلى ذلك الوفاء للنبي من اليمن واجيالها ما كان من اجدادنا الانصار الذين استقبلوه بفرحة وسرور. وكان قد سبق منهم البيعة للرسول في العقبة الاولى والثانيه الى ما اعقبها من احداث عظيمه من غزوات وغيرها جرت ايام الرسول الاعظم واستمر اهل اليمن في وفاءهم لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم.

حتى بعد مماته وكان ذلك الوفاء متمثل في الموده للقربى ال بيته الاطهار والوقوف في صفهم ومناصرتهم وتجلى ذلك فيما قام به الصحابي الجليل مالك الاشتر النخعي اليماني رضوان الله عليه ذراع الامام علي وقائد جيوشه التي كان اليمانيون يشكلون نسبه كبيره فيها وقد قال الامام (ع) عن الاشتر ( كان لي كما كنت لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم ..

وواصل اليمانيون وفائهم للرسول الاعظم صلى الله عليه واله وسلم ذلك في الوقوف مع سبطه الامام الحسين (ع) ونصرته على الطغيان في كربلاء حيث وقف معه العشرات من اليمنيين عندما تركه الاخرون واستشهدوا معه في واقعة الطف واستمر الوفاء اليماني للرسول الاعظم وجسد ذلك الوفاء بالوقوف ومناصرة ال بيته عبر العصور وما وقوف اليمنيين مع الأمام الهادي عليه السلام ومناصرته وغيره من الأئمة الا امتداد لذللك الوفاء مع النبي الأكرم الى يومنا هذا مازال اليمانيون مع رسول الله موفيين بذلك العهد الذي قطعه جدهم عمار بن ياسر في الوفاء لله ولرسوله ولأل بيته من بعده.

ومن باب الشكر لله على فضله بأرساله لنا الرحمة المهداة وايضا توكيدا لحبنا لرسول الله ذلك الحب الذي لايستطيع العدوان ان يفرض عليه حصار كحصارة لنا خمس سنوات فان شعب الايمان والحكمه يحيي اليوم ذكرى مولد النبي الأكرم هذا العام بطريقة تليق بعظمة صاحبها حيث يتوجه اليمنيين اليوم الى الساحات والميادين التى اعدت لأحياء تلك المناسبة العظيمة.

وللعلم ان اليمنيين يحييون ذكرى مولده النبي الاكرم سنويا حيث يبتهج شعب الوفاء والايمان والحكمه سنويا بذكرى مولد النور من ارسله الله رحمه للعالمين فبمجرد دخول شهر ربيع الاول من كل عام تبدأ الاذكار والتواشيح الدينيه والزوامل وتتزين البيوت و الشوارع و المنشأت والمؤسسات بالعبارات المعبرة عن المناسبة العظيمه كعظمة صاحبها وتقام ايضا الفعاليات والامسيات والندوات الثقافية والمهرجانات وغيرها من الاعمال التي كلها تهدف الى الاحتفال بنعمة الله وفضله المتمثلة في سيد الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه واله الذي شغل اليمنيين حبه.

من اجل ذلك ادرك اليهود والنصارى خطورة الموقف وخوفا من يصبح اليمنيون قدوة للشعوب الاسلاميه في الوفاء للنبي الاعظم فأستغلوا حمق وخرف قرن الشيطان وحقده على شعب الوفاء والايمان والحكمه وشنوا عدوانهم عليه متوهمين بذلك انهم سوف يحولوا بين اليمانيون والوفاء لرسول(ص) بمنع احياء ذكرى مولده والسير على النهج المحمدي الاصيل .

فأن شاء الله سوف يكون الاحتفاء والأحتفال بهذه المناسبة العظيمة هذا العام ملفته وعظيمة والتي تتناسب مع الأنتصارات العظيمة التي يسطرها المجاهدون ضد الغازي ومرتزقته. في كل الجبهات و خصوصا في جبهات الحدود.

بالرغم ظروف العدوان والحصار سيخرج عصر اليوم شعب الايمان والحكمة متحديا قوى العدوان بقضهاوقضيضها وان شاء الله سوف يثبت الشعب اليمني هذا العام انه مازال على العهد والوفاء الذي قطعه اجدادهم الاوس والخزرج (الانصار) في بيعتي العقبة الاولى و الثانيه للرسول صلى الله عليه واله وسلم بالسير على النهج المحمدي الاصيل.

وسوف يكون اليوم الاحتشاد الكبير للجماهير اليمانيه المحبه لنبيها والمحتفله والمبتهجه بذكرى مولده ولتثبت للعالم اجمع ان الوفاء مع النبي ما تغير.