الخبر وما وراء الخبر

رسول الله في وجدان المرأة اليمنية

33

ذمار نيوز || مقالات ||
[ 11 نوفمبر 2019مـ -14 ربيع الاول 1441ه ]

بقلم / أمة الملك الخاشب

لرسول الله صلوات الله عليه وآله مكانة خاصة في نفس المرأة اليمنية وترتبط به ارتباط وثيق، فجميعنا نسمع أمهاتنا وجداتنا وهن يتمتمن بعبارات ملؤها التعظيم للنبي الأعظم.

فنسمع مثلا عبارة عظمي ولحمي وجسدي يصلي عليك يا حبيبي ويا قرة عيني، وكذلك نسمع دعواتهن وهن لا يدعون دعوة إلا ويلحقنها بمحمد والخمسة عليهم السلام وكذلك كلما أرادت أسرة التعبير عن شكرها لله بعد أن يرزقها مولودا أو ما شابه ذلك فإنها تبادر بإقامة مولد نبوي لاستذكار سيرة الحبيب محمد صلوات عليه وآله.

لدرجة أننا لا نكاد نجد بيتا في يمن الإيمان لا يوجد فيه اسم محمد أو علي على حد سواء والتاريخ شاهد على نبوغ نساء يمنيات في العلم والفقه وحتى في الحكم والاقتصاد وحسد إدارة البلاد ولست هنا بصدد شرح تفاصيل لا يسعني الحديث عنها ولكن كانت تلك مقدمة لأصف لكم مقدار تفاعل المرأة اليمنية مع احتفائيات المولد النبوي الشريف .

طبعا ولكوني امرأة عشت وشاهدت ما يستحق أن يدّون في كتب التاريخ فالنساء في اليمن يتسابقن على إقامة المولد النبوي في كل مربع وفي كل حارة وتتنافس نساء الحارة الواحدة من ستفتح منزلها لإقامة هذه المناسبة الغالية على كل القلوب.

فلم تمنعهن الظروف الصعبة ولا الحصار الاقتصادي من تقديم ما تيسر للحاضرات حبا في رسول الله وكل الموالد كانت روحانية وتخرج منها براحة وسكينة في النفس لا تجدها في أي مناسبة أخرى .

وفي هذه المناسبة بالتحديد ظلت المرأة اليمنية حاضرة وبقوة في دعم القوافل التي خرجت في المولد النبوي للجيش واللجان وكذلك في حملات التراحم والإحسان ووجدناها حاضرة وبقوة في الجانب الثقافي والإعلامي وتهيأة المجتمع لهذه المناسبة العظيمة.

إلى أن جاء اليوم المشهود وسجلت فيه المرأة حضورا غير مسبوق بمختلف الأعمار ومختلف الحالات فالصغيرة شاركت والمسنّة شاركت والحامل شاركت والأم لأطفال صغار شاركت والدكتورة الأكاديمية والمعلمة والطبيبة والإعلامية وربة البيت والريفية والموظفة والطالبة .. الخ الخ

ما هذه العظمة ؟ كانت الألسن تلهج بالصلوات على النبي وآله والعيون تفيض بالدمع عندما تتأمل حجم الحشود التي تصرخ لبيك يا رسول الله، وما إن أطل السيد القائد حفظه الله بتلك الإطلالة المتميزة والبهية وبدأ يستهل حديثه ويقول روحي لكم الفداء حتى كنت أسمع بين الحاضرات أصوات خاشعة تردد بعضها بصوت عال وبعضها بصوت خافض والعبرات تخنقها أرواحنا وأولادنا وأموالنا فداء لك ياحفيد رسول الله .

كانت مواقف مهيبة وحشود مهولة ظلمت كثيرا في التصوير حيث امتلأت الساحة المخصصة للاحتفال بعد الظهر وظلت الوفود النسائية تتدفق كالطوفان الى ختام الفعالية البعض تأخر بسبب الازدحام في المواصلات . ولهذا أدعو اللجان المنظمة الى تخصيص ساحات أكبر للنساء لأنه في كل عام يكون الحشد أكبر من العام الذي سبقه وهكذا .

تبادلت الحديث مع عديد من النساء وأغلبهن من الأمانة والمحافظة فقط من سنحان وخولان وبني حشيش وبني بهلول وغيرها من مديرات المحافظة، لمحت العزة من حديثهن وكذلك ارتحت نفسيا لمستوى الوعي الذي وصلن له واستشعارهن لأهمية المشاركة في هذه المناسبة العظيمة رغم إحياءهن لها منذ مطلع ربيع الأول، غير مباليات للجهد الذي بذلنه ويرددن بطيب خاطر كتب الله أجر الجميع كله من أجل رسول الله وفعلا كأن رسول الله حاضر بينهن.

وهناك حشود غفيرة خرجن في محافظات أخرى مثل ذمار وحجة واب وغيرها ولكنهن أيضا هضمن في التصوير.

التحية كل التحية لكل امرأة يمنية أبية شاركت وانطلقت وقدمت وضحت وبذلت جهودا لإحياء مولد النور الذي جاء رحمة لكل العالمين فكان هذا العيد هو الأب الروحي لكل أعيادنا الدينية فلولاه ما وجد عيد الفطر ولا الأضحى .

فهذه هي المرأة اليمنية التي حطمت كل مؤامرات العدو باستهدافها وخرجت لتبايع النبي وتبايع السيد القائد بأنها ستظل شريكا في صناعة النصر والاستقلال حتى تحرير كافة الأرض اليمنية.