الخبر وما وراء الخبر

رصد كامل لـ 9 أشهر من القصف والحصار.. الإجرام السعودي الأمريكي يتواصل!

146

9 أشهر من القصف والحصار.. الإجرام السعودي الأمريكي يتواصل!

  • استشهاد وإصابة 21 ألف مدني في غارات متوحشة استهدفت 320 ألف منزل
  • تدمير 450 جسراً وطريقاً و146 شبكة للمياه و122 محطة كهربائية و14 مطاراً وَ506 مساجد
  • انتقام “شيطاني”.. المدن التأريخية والقلاع والحصون والأسواق الشعبية.. أهداف مفضلة للعدوان!

ذمار نيوز/صدى المسيرة- أحمد داوود

أكمَلَ العدوانُ السعودي الأمريكي شهرَه التاسع، في ما طائراته ما تزال تقصف المدنيين والأبرياء والأحياء السكنية والمدن التأريخية والمستشفيات والجسور والطرق والمساجد والمدارس وغيرها.

وعلى استحياء شديدٍ تذكر المنظمات الدولية الجرائم التي تُرتكب ضد المدنيين، غير أن الأمم المتحدة وبعضَ المنظمات بدأت تواجه تحالفَ العدوان وتؤكد أن معظم الجرائم المرتبكة بحق مدنيين سببها طيرانُ التحالف بقيادة السعودية، وهذا التأكيد أوردته منظمة هيومن رايتس ووتش في تقريرها الأخير وكذا منظمة العفو الدولية.

داخلياً تواصل المنظمات المحلية رصد جرائم العدوان منذ بدايته في 26 مارس الماضي، وأورد المركز القانوني للحقوق والتنمية احصائية جديدة لعدد الشهداء والجرحى، مشيراً إلى استشهاد 7411 شهيداً وَإصابة 13 ألف جريح بينهم أطفال ونساء.

ومعظمُ هؤلاء الشهداء والضحايا سقطوا بفعل الغارات الجوية لطيران العدوان السعودي الأمريكي والذي استهدف المنازل والأحياء السكنية في عدد من محافظات الجمهورية، حيث بلغ عدد المنازل المتضررة والمدمرة 319957 منزلاً.

ونتيجة للقصف العنيف في بعض محافظات الجمهورية مثل صعدة وحجة والتي يطالها القصف العنيف بشكل يومي، إضافة إلى القصف الصاروخي والمدفعي من الحدود السعودي، فقد أدى ذلك إلى نزوح ما يزيد عن 900 ألف مواطن إلى أماكنَ آمنة.

التمادي السعودي الأمريكي وصل إلى ذروته مع اكتمال الشهر التاسع، فلم تعد منشأة حيوية هامة إلا ودمرها ولا موقعاً مميزاً إلا وناله القصف، واستهدف العدوان السعودي الأمريكي الجسور والطرقات، حيث دمر 450 جسراً وطريقاً و146 شبكة للمياه، و122 محطة كهربائية ومولداً، كما بلغت شبكات الاتصالات المتضررة 140 شبكة، معظمها في محافظة صعدة.

واستهدف طيران العدوان السعودي الأمريكي منذ الأيام الاولى المطارات، حيث بلغ عدد المطارات المتضررة 14 مطاراً، من بينها مطار صنعاء الدولي ومطار عدن الدولي ومطارا الحديدة وتعز.
وبلغت المساجد المتضررة جراء العدوان 506 مساجد، والمدارس المتوقفة سجلت 3750 مدرسة، و36 جامعة، و229 مستشفى ووحدة صحية، و16 مؤسسة إعلامية.

وتضرر من قصف طيران العدو العديد من المنشآت الحكومية وصلت، حسب تقرير المركز الـيَـمَـني للحقوق والتنمية، إلى 922 منشأة، إضافة إلى 514 مخزناً غذائياً و389 ناقلة للمواد الغذائية، و344 سوقاً و226 محطة وقود و156 ناقلة وقود. كما استهدف العدوان 168 مصنعاً و115 مزرعة دجاج، و51 موقعاً أثرياً، إضافة إلى 101 منشأة سياحية، و31 ملعباً رياضياً و7 صوامع غلال.

وإلى جانب القصف المتوحش، فرَضَ تحالف العدوان السعودي الأمريكي منذ 26 مارس الماضي حصاراً برياً وبحرياً وجوياً، مَـا أَدَّى إلى تضرر كافة قطاعات الدولة وإصابة الاقتصاد الوطني بالشلل، وحدوث أزمة كبيرة في الحصول على المشتقات النفطية وانعدام الأدوية.

الصمت الدولي سيد الموقف

واستثمر العدوان السعودي الامريكي على الـيَـمَـن ليقصف كُلّ مقومات الحياة، وإضافة إلى جرائمه بحق المدنيين والمنشآت العامة والخاصة، كانت عينه صوب التأريخ والمعالم الحضارية لبلادنا.

ويمكن القول إن شهرَي مايو ويونيو كانا الأكثر استهدافاً وتركيزاً على قصف المعالم التأريخية والقلاع والحصون وكل ما له علاقة بتأريخ الـيَـمَـن وحضارته.

وقصف طيران العدوان السعودي الأمريكي بمختلف أسلحته وإمكانياته التدميرية من طائرات وصواريخ مدينة صنعاء القديمة، وصنعاء هي مدينة سبئية ترجع إلى القرن الخامس قبل الميلاد، وهي مدينة سام بن نوح، وفيها أقدم كنيسة وأقدم مسجد، والكثير من المعالم الدينية والمدنية والأسواق الشعبية، وغيرها، جعلها مهيأة لتنافس على اللقب في قائمة التراث العالمي من قبل منظمة اليونسكو لإدخالها ضمن قائمة التراث العالمي في العام 1986م.

وارتكب طيران العدوان جناية أُخْــرَى باستهدافه مدينة زبيد التأريخية والمشهورة بمدينة العلم والعلماء، منذ القرن الثالث عشر الهجري، نظراً لما تمتلكه من تنوع تأريخي بفضْل جامعتها الإسلامية وتنوعها الحضاري والثقافي، جعلها مهيأةً لدخولها ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو عام 2004م.

كما استهدف طيران العدو قلعة القاهرة في مدينة تعز، مع علمهم أنها أحد أقدم وأشهر القلاع في الـيَـمَـن والعالم الإسلامي، حيث يرجع تأريخها إلى عهد الدولة الصليحية التي بناها عبدالله بن محمد الصليحي، منتصف القرن السادس الهجري، وقد ازدهرت سياحياً، وأصبحت مزاراً سياحياً يقصده الكثير من الناس، بفعل موقعها المطل على مدينة تعز، وكذا حدائقها المعلقة على هيئة مدرجات شيدت من المنحدر الجبلي، إضافة إلى السد المائي والأحواض التي نحتت محاطة بالأبراج والمتنزهات.

وفي هذا الجزء يوجد أربعة قصور هي: دار الأدب، دار الشجرة، دار العدل، دار الإمارة، والأخير كان خاصاً بالملك إلى قصر الضيافة، وهو خاص باستقبال الضيوف، ناهيك عن الأنفاق التي تربط القصور في الخارج بأنفاق وممرات سرية.

واستهدف طيران العدوان مدينة براقش الأثرية التي يرجع تأريخها إلى القرن الخامس قبل الميلاد، وقد عُرفت بمدينة النقوش، إضافة إلى استهداف الكثير من أجزائها بما فيها معبد نكرح، ومدينة صرواح عاصمة الدولة السبئية في القرن الثاني قبل الميلاد، حيث كانت العاصمة السبيئة الثانية.

واستهدف طيران العدو أيضاً جامع العلامة عبدالرزاق الصنعاني، أحد أشهر علماء الـيَـمَـن، المتوفي سنة 211 هـ، وتم تسويته بالأرض، كما استهدف جامع الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين عليه السلام في محافظة صعدة، والذي يرجع تأريخ بنائه إلى سنة 290 هـ، وتم تدمير أجزاء منه، وقد تضرر ضريح الإمام الهادي، كما دُمرت مكتبة الجامع التي كانت تحوي بداخلها الكثير من الكتب والمعارف الدينية.

وَالـيَـمَـنُ من بين البلدان العربية سباقة للمصادقة على اتفاقية التراث العالمي في 7/10/ 1980م، حيث وصل عدد الأعضاء فيها إلى 156 دولة وحتى عام 1998 انضم إلى قرار الاتفاقية الدولية لحماية التراث الطبيعي والثقافي 16 دولة عربية فقط، وكانت الـيَـمَـن سباقة إلى ذلك.

وتحوي الاتفاقية أول ميثاق لهذا الغرض، وهو ميثاق أثينا عام 1931م، الصادر عن معهد التعاون للجمعية الدولية، وغير ذلك من المواثيق والمعاهدات والتي بموجبها تصبح آثار الـيَـمَـن التأريخية الممتدة على طول البلاد وعرضها، على سطحها المكشوف أَوْ في قمم الجبال أَوْ باطن الأرض أَوْ في أعماق البحار، كلها محميةً بموجب هذه المعاهدات والأعراف الدولية.

ورصدت الهيئة العامة للآثار والمتاحف مجموعةً من الاعتداءات التي تعرضت لها المواقعُ الأثرية والتأريخية في بلادنا من قبَل طيران العدوان السعودي الأمريكي، مشيرةً إلى أنها خاطبت المنظماتِ الدولية المعنية بحماية التراث مثل منظمة اليونسكو رسمياً، للتدخُّل في إيقاف العدوان السعودي الأمريكي من استهداف المواقع الأثرية والمعالم التأريخية، واستنكار وإدانة هذه الأعمال، وتطبيق المواثيق الدولية والمعاهدات المعنية بحماية تراث البلدان في حال النزاع المسلح، لكن وعلى الرغم من هذا التواصل إلى أن تلك المنظمات تتناوَلُ باستحياء ما يحدث من قصف لهذه المواقع.

ومن بين المواقع التي رصدتها الهيئة والبالغ عددها 48 موقعاً، نختارُ هنا أبزرها:

  • استهداف جرف أسعد الكامل بتأريخ 13 مايو 2015 بمديرية القفر محافظة إب، مَـا أَدَّى إلى تدمير أجزاء منه بنسبة 70% وهو جرف صخري كبير يعود تأريخُه إلى الدولة الحميرية.
  • استهداف مبنى القفلة بمديرية ساقين محافظة صعدة بتأريخ 13 مايو 2015، مَـا أَدَّى إلى تدمير أجزاء منه بنسبة 50% وهو عبارة عن قلعة وحصن تأريخي يحيط به سور به عدة ملحقات وعناصر معمارية مختلفة.
  • استهداف قلعة نقم بأمانة العاصمة بتأريخ 11 مايو 2015، مَـا أَدَّى إلى تدمير جزء منه بنسبة 30% وهي عبارة عن قلعة صغيرة دفاعية تقع أعلى قمة جبل نقم، وبنيت إبان الحكم العثماني للـيَـمَـن.
  • استهداف متحف ذمار بتأريخ 21 مايو 2015، مَـا أَدَّى إلى تدميره بالكامل 100% وهو متحف إقليمي يقع في منطقة هران، ويحوي بداخله العديد من القطع الأثرية لمختلف العصور.
  • استهداف جبل الشريف بمدينة باجل بمحافظة الحديدة بتأريخ 24 مايو 2015، مَـا أَدَّى إلى تدمير أجزاء منه بنسبة 40% وهو عبارة عن قلعة أثرية وتأريخية، تقع أعلى قمة جبل يطل على مدينة باجل، تعرف باسم قلعة جبل الشريف.
  • استهداف المصرف الشمالي والجنوبي لسد مأرب القديم بتأريخ 31 مايو 2015، مَـا أَدَّى إلى تدمير أجزاء منه وبنسبة 70% وهو عبارة عن سد قديم، يرجع إلى الألف الأول قبل الميلاد في عهد الدولة السبئية.
  • استهداف قصر الحجر بمحافظة صنعاء بتأريخ 5 يونيو 2015، مَـا أَدَّى إلى تدمير أجزاء منه بنسبة 10% وهو معلم تأريخي يجسد فن العمارة الـيَـمَـنية وتقسيماته وبناه الإمام يحيى بن حميد الدين.
  • استهداف مدينة مأرب القديمة بتأريخ 13 يونيو 2015، مَـا أَدَّى إلى تدمير جزء منها وبنسبة 10% وهي مدينة تأريخية بُنِيَت على أنقاض مدينة أثرية تعود إلى عهد الدولة السبيئة.
  • استهداف مجمع العُرضي بأمانة العاصمة بتأريخ 10 يونيو 2015، مَـا أَدَّى إلى تدمير أجزاء منها وبنسبة 50% وهو عبارة عن مجمع تأريخي بُني أثناء الحُكم العثماني للـيَـمَـن.
  • استهداف متحف عتق بمحافظة شبوة بتأريخ 22 يونيو 2015، مَـا أَدَّى إلى تدمير أجزاء منه وبنسبة 10% وهو عبارة عن متحف يحوي بداخله مجموعة من القطع الأثرية المهمة، التي تعود إلى فترات تأريخية مختلفة.
  • استهداف حُصن النعمان بمدينة حجَّة بتأريخ 29 مايو 2015، مَـا أَدَّى إلى تدمير أجزاء منه وبنسبة 10% وهو حصنٌ تأريخي وأحد المعالم التأريخية لمدينة حجة، بني سنة 1374هـ.
  • استهداف قلعة المنصورة بمديرية ميدي بتأريخ 26 يونيو 2015، مَـا أَدَّى إلى تدمير أجزاء منها وبنسبة 30% وهي قلعة أثرية وتأريخية وإحدى المعالم الأثرية في مديرية ميدي.
  • استهداف مسجد الفليحي بصنعاء القديمة بتأريخ 18 سبتمبر 2015، مَـا أَدَّى إلى تدمير أجزاء منه بنسبة 10% وهو مسجد قديم بناه الحاج أحمد الفليحي سنة 665 هـ.
  • استهداف جامع حبور ظليمة بمحافظة عمران، بتأريخ 17 سبتمبر 2015، مَـا أَدَّى إلى تدمير أجزاء واسعة منه وبنسبة 60% وهو جامعٌ أثريٌّ وتأريخي يرجع تأريخه إلى الفترة الإسلامية.
  • استهداف قصر صالة بمحافظة تعز بتأريخ 25 أكتوبر 2015، مَـا أَدَّى إلى تدمير أجزاء واسعة منه وبنسبة 50% وهو قصر تأريخي قديم خاصة بالإمام يحيى بن حميد الدين.