الخبر وما وراء الخبر

 أبرز صفات المجاهدين (المسارعة والمبادر ) الحلقة(5) الأخيرة.

39

بقلم / فاضل الشرقي

#المسارعة تعني: التحرك السريع والعاجل في تنفيذ التوجيهات، والقيام بالأعمال، وأداء المهام، وسرعة الإنجاز.
# المبادرة تعني: أن يكون لديك روح وثابة، واستشعارٍ عالٍ للمسؤلية، وهمّة عالية فتنطلق أنت من نفسك، وتبادر ذاتيا للقيام بعملك وأداء مسؤليتك.

#التثاقل يعني: الثقل والعبئ، فشبههم في حركتهم كأنما ربطوا بثقالات تشدهم إلى الأرض، وتنوءُ بهم عن الخفة في الحركة.
#التباطؤ يعني: التحرك البطيئ، ببطء وتأخير، وكسل، وبهطله، يعني ليس تحركا سريعا وعاجلا كما ينبغي ويجب.

هذه المواضيع تعتبر من أهم الدروس العملية والحركية في مسيرة أيّ عمل وأيّ حركة، وبالذات العمل في سبيل الله، لأنّ صفتي “المسارعة والمبادرة” تعتبر من أهم وأبرز صفات ومواصفات العاملين والمجاهدين في سبيل الله سبحانه وتعالى، وهي صفة، وعادة، وسلوك، وطريقة، وخلق لدى المتقين الذين يخافون الله، ويجلونه، ويعظمونه، ويخشونه، ويخافون جدا من التباطؤ والتثاقل، ويخشون العواقب الوخيمة للتقصير والتفريط، والنتائج الكارثية التي تصيبهم وتصيب الأمة، وتدمر العمل في هذا الحالات، كما أنّ التباطؤ والتثاقل من أبرز صفات المنافقين، ولهذا يترتب على التباطؤ والتثاقل ما يلي:
– ضياع الفرص، واهدار الوقت، والطاقات، والإمكانات.
– يفقد العمل قيمته وأهميته وجدوائيته عندما يكون التحرك في الوقت الضائع.
– يؤدي لتمكن العدو وتمكينه، وتتضاعف الخسائر الفادحة، والأضرار الجسيمة بالعمل، والعاملين، والمجتمع، والأمّة، والقضية.
– يترتب عليه تراكمات وأعباء كبيرة، وإصر وحمل ثقيل باهظ الكلفة والتضحية.

وبالتالي يترتب على صفتي المسارعة والمبادرة ما يلي:
– استغلال الوقت، واقتناص الفرص.
– الحفاظ على الطاقات، والقدرات، والإمكانات.
– تحقيق النّهضة السريعة، والمكاسب والإنجازات الكبيرة للأمة في كل الميادين بأقل الخسائر والتضحيات، وتحول دون وقوعها.
– الحفاظ على العاملين والعمل وفاعليته وقيمته وتأثيره.
– تحقق الشعور بالراحة والإنسياب والإنسجام التام في العمل، وسرعة الإنجاز.
– الحاق الهزيمة والخسائر الكبيرة بالعدو، وإفشال كلّ خططه ومؤامراته.

وهذه هي التربية التي ربانا عليها الإسلام ورسول الله “صلوات الله عليه وآله”، يقول الشهيد القائد “رضوان الله عليه”:
(الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) ربّى المسلمين على الاهتمام، ربّى المسلمين على المبادرة، ربى المسلمين على استشعار المسئولية، على أن تكون لديهم روح وثّابة داخل كل شخص منهم، روح جهادية روح تستشعر المسئولية فتنطلق).
فما أحوجنا للتمتع والتحلي بهذه الصفات العظيمة التي تحقق لنا النجاح والتفوق والتقدم في جميع أعمالنا، نسأل الله أن يجعلنا من المؤمنين المجاهدين المتقين المبادرين والمسارعين إنه سميع مجيب الدعاء.