ورطة للإمارات والبحرين بمساعدة “إسرائيلية”.. فضيحة تجسس تهز “واتساب”
كشفت وكالة رويترز عن “فضيحة كبرى” قد تضرب سمعة منصة التراسل الفوري الأشهر عالمياً “واتساب”، بسبب استخدامه في عمليات تجسس لمسؤولين كبار في العالم، تورطت بها دول مثل الإمارات والبحرين.
ويكشف تقرير نشرته “رويترز” عن تجسس واختراق شركة إسرائيلية حسابات كبار المسؤولين الحكوميين والعسكريين في أكثر من 20 دولة في خمس قارات بالعالم، على تطبيق “واتساب”.
وذكر التقرير، نقلاً عن مصادر من داخل “واتساب”، تأكيدهم أن المنصة تجري تحقيقاً داخلياً حول عملية الاختراق “الكبرى”، التي تعرض لها التطبيق واستهدف عدداً كبيراً من المسؤولين الحكوميين والعسكريين في نحو 20 دولة بالعالم.
ورفعت “واتساب” رسمياً دعوى قضائية ضد شركة “إن إس أو غروب” الإسرائيلية المطورة لأدوات القرصنة الإلكترونية، متهمة إياها بأنها تصنع وتبيع منصات قرصنة، استخدمت في اختراق واتساب.
ويوم الأربعاء الماضي، ذكرت وكالة “CNBC” الأمريكية أن شركة “فيسبوك” المالكة لواتساب رفعت دعوى قضائية ضد شركة إسرائيلية قائلة: إن “دولاً، بينها البحرين والإمارات، استأجرت شركة (NSO) الإسرائيلية لاختراق هواتف صحفيين ومعارضين وجهات أخرى بينهم مسؤولون حكوميون، بهدف معرفة نشاطاتهم”.
ونقلت وكالة “رويترز” عن أشخاص مطلعين على التحقيق، قولهم: إن “بعض الضحايا الذين تم اختراق حساباتهم لمسؤولين حكوميين من أمريكا والإمارات والبحرين والمكسيك وباكستان والهند”.
من جانبها رفضت “إن إس أو غروب” التعليق على تلك التقارير، وقالت إن منتجاتها تستخدمها الحكومات والمؤسسات الحكومية فقط للقبض وتتبع الإرهابيين والمجرمين.
وأوضح التقرير أن “سيتزن لاب” مجموعة الأبحاث المستقلة التي تعمل لمصلحة “واتساب”، اكتشفت الاختراق، وقالت إن هناك نحو 100 من الضحايا على الأقل من الصحفيين والمعارضين وليسوا مجرمين على الإطلاق.
وبيّن جون سكوت رايلتون، الباحث البارز في سيتزن لاب، أن “تطبيق واتساب لم يصبح مشفراً على الإطلاق، والتقنيات الجديدة ينبغي أن تندرج تحت بند التجسس السياسي للدول”.
وفي سياق متصل، لفتت وكالة “فرانس برس” إلى أن التجسس والاختراق استهدف قرابة 1400 مستخدم في العالم، ضمن عملية قرصنة إلكترونية تستهدف دبلوماسيين ومعارضين سياسيين وصحافيين ومسؤولين حكوميين.
وذكرت الوكالة الفرنسية أن الهجوم استغل شبكة الاتصال عبر الفيديو لإرسال برمجيات خبيثة إلى هواتف محمولة خاصة بعدد من المستخدمين، وهي برمجيات تتيح لهيئات حكومية أو أجهزة مخابرات أن تتجسس على أصحاب الهواتف.
وفي أول تعليق دولي على “الفضيحة” طالبت الهند بتوضيحات رسمية من “واتساب”، خاصة بعدما اتهمت وسائل إعلام الحكومة الهندية باستخدام تلك الوسائل للتجسس على مواطنيها، وفق المصدر السابق.
وأشارت وسائل إعلام هندية إلى أنه تم التجسس واختراق حسابات 24 من النشطاء والمحامين والصحفيين والمعارضين في الهند.
من جهته قال وزير المعلومات والتكنولوجيا الهندي، رافي شانكار براساد، إن “الحكومة الهندية تطالب واتساب بتوضيح نوعية الاختراق، وماذا ستفعل من أجل حماية خصوصية ملايين المواطنين الهنود”.
ونفى الوزير استخدام الحكومة أي برمجيات خبيثة من أجل التجسس على مواطنيها عبر “واتساب” أو غيرها من التطبيقات.
فيما قالت تقارير إعلامية هندية: إن “واتساب أبلغت معارضين ونشطاء وصحفيين أن حساباتهم تعرضت للاختراق والتجسس”.
ويستخدم تطبيق واتساب نحو 1.5 مليار مستخدم شهرياً، وكثيراً ما يتباهى التطبيق بأن لديه مستوى مرتفعاً من الأمان، ومن ضمن ذلك الرسائل المشفرة “من النهاية إلى النهاية”، والتي لا يمكن لأي طرف ثالث، حتى واتساب نفسه، فك شفرتها.