أبرز صفات المجاهدين (المبادرة والمسارعة) الحلقة (3).
ذمار نيوز || مقالات ||
[ 1 نوفمبر 2019مـ -4 ربيع الاول 1441ه ]
بقلم المجاهد/ فاضل الشرقي
من خلال ما سبق يتبين لنا أهمية التحلي بصفة المبادرة والمسارعة في القيام بالأعمال، وأداء المسؤلية حيث تعتبر صفة بارزة ورئسية في كل الأعمال، ويترتب عليها النجاح بنسبة 100٪، وبما أنها صفة ضرورية في كل العاملين وكل الأعمال فبالأحرى أن يكون المجاهدون على أعلى درجات المسارعة والمبادرة، وهذا شيء أكد عليه القرآن الكريم، وهذه الصفة كانت من أبرز صفات الرسول “صلوات الله عليه وآله” وأبرز صفات الإمام علي “عليه السلام”، ونحن نرى اليوم الغرب الكافر واليهود يتفوقون علينا ويتميزون في كل المجالات والأعمال لأن صفة وقضية المبادرة والمسارعة تعتبر شيئاً أساسياً لديهم ومعيار رئيسي في أعمالهم، فهم لا يقبلون بصفة وحالة التباطؤ والتثاقل في أي عمل، ولهذا رأيناهم سباقين في كل المجالات والميادين.
إن صفة المبادرة والمسارعة شيء أساسي في المسيرة القرآنية قامة عليه منهجيتها منذ يومها الأول، والتباطؤ والتثاقل والتلكؤ والتردد يتنافى تماما مع قيمنا ومبادئنا لأنه يؤدي إلى ضياع الفرص، وإهدار الوقت فإذا كنت مستعد للقيام بالعمل فلا داعي للتأخير في التنفيذ ولا دقيقة واحدة، فلكل دقيقة وساعة قيمتها وثمنها وعملها وعلى قاعدة “لا تؤجل عمل اليوم للغد”، وصفة المبادرة والمسارعة مطلوبة في كل الأعمال الإدارية والتنفيذية، والثقافية، والسياسية، والإجتماعية، والعسكرية، والأمنية، والإقتصادية، والصناعية…. الخ العامة والخاصة، وفي كل مجالات العلم والمعرفة وهي التي ستحقق للمسلمين التقدم، والنهوض، والنمو، والإزدهار، وتجعلهم سادة وقادة العالم والأمم في كل المجالات، يقول الشهيد القائد “رضوان الله عليه”:
( والإستنفار معناه: الدعوة إلى الخروج بسرعة، مبادرة، {مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ} والقائل من هو؟ محمد (صلوات الله عليه وعلى آله) رسول الله {اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ}(التوبة 38) {انْفِرُواْ خِفَافاً وَثِقَالاً}(التوبة41). أليس هذا أمر بالمبادرة، والمسارعة، هكذا؛ لأنه هذه الصفة مهمة جداً بالنسبة للمسلمين، هي الصفة التي تجعلهم هم السباقين، وهم سادة الأمم، تجعلهم هم أصحاب السبق في كل ميادين العلم، والمعرفة، في كل مجال من مجالات الصناعة، من مجالات الزراعة، وكل المجالات مثل: الطب، والهندسة، وغيرها، لكن مسألة التثاقل، التباطؤ، هي التي تؤخر الأمم، وتؤخر الناس ما يعرفوا أشياء كثيرة، فيسبقهم الآخرون. فكان رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله)، كانت صفة المبادرة، المسارعة، من أبرز الصفات لديه، لا يوجد عنده تثاقل، ولا تردد، ولا ترجيحات، ولا [عسى ما بو خلة، عسى] كان لديه طبيعة المبادرة. في غزوة [تبوك] استخدم هذا الجانب، جانب المبادرة، وكان جانب المبادرة هذا هو الذي جعل الرومان – وهم أكثر قوة، وأكثر عدداً – يتراجعون، ويقررون عدم المواجهة مع رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله)؛ لأنه حرك الناس. عندما بلغه بأنهم قد تجمعوا في الشام، يريدون أن يهجموا على بلاد الإسلام حرك الأ%D